أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - بوتوكس فلسطيني














المزيد.....

بوتوكس فلسطيني


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل ما أعلمه في بداية هذه المقالة عن البوتوكس هو أنه مادة تجميلية تُستخدم في الحراك التجميلي الجاري على قدم وساق ووجهٍ وساق وأعضاء أُخرى في الأجساد البشرية .. وما أعلمه وأفهمه أكثر هو البوتوكس الفلسطيني آخر صرعة منهجية في تاريخ القضية الفلسطينية .
لا يوجد ثمة معنى حقيقي سوى الدم والدمع والمزيد من المعاناة وما سوى ذلك فهو باطل الأباطيل ..
إذ أسألك الآن أنت أيها الفلسطيني .. هل قرأت عن ثورة أو شعب أو دولة تحت الإحتلال تُمارس سوقاً حرة ومؤسسات وشركات إحتكارية ضخمة تتخذ من الشعارات الوطنية والتضحيات الغالية سٍِلَع لها في ترويج وتسويق منتجاتها الإستهلاكية الإستلابية ؟
لا يوجد بالمطلق شعب أو حتى نصف شعب مثل شعبنا الفلسطيني وتمثيلاته السياسية التي تُحبذ الحقائب الوزارية والجولات السياحية الدبلوماسية على عرق الزيتون والجبال الشامخة ..
حيث اللاجئ في عزلته المؤلمة في مخيم عين الحلوة " حنظلة " زمانه الذي يرفض النظر رغم أنه يتطلع إلى الوطن لكنه يُغمض عينييه خذلاناً وألماً ..
وأما ما يُسمى المواطن هنا في كنتونات القرن الحادي والعشرين فإنه يفتح الجريدة ذات صباح لتأخذه الرجفة حين يُشاهد إعلاناً تجارياً ضخماً يحتل صفحة بأكملها لشركة تعتز بكونها تستثمر بالمعاناة .. إذ وحدها المعاناة اليوم الإستثمار المربح الطويل الأمد .
كل ما نحن فيه اليوم بوتوكس في بوتوكس .. فالأصالة تاهت في دهاليز الوصفات الجاهزة التي يُصدّرها إلينا بحنان ولطف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتحالف الدولي من أجل السلام .
لم يعد رغيف الخبز يبعث فينا دفء الأغاني وشحذ الهمم والأرض والإستثمارية أصبحت تُسوّق إليك وطناً بإسم الوطن فاشترِ ما شئت من الوهم وافتخر فهذا وطنك الذي يُباع ويُشترى في سوق وطنية مزدحمة بالأمراض والنيات الخبيثة والشر المُطلق والمستوطنات ..
كل شيء بوتوكس في بوتوكس .. حتى المصالحة الوطنية كانت مفعمة بروائح العطور الفاخرة والمصافحات التجميلية على مضض ... وحدها العيون تفضح حين تكون عاشقة أو حاقدة أو مريضة فما يرونه الآن على الأرض وفي أنفسهم أكبر من أن يكون كعكة ..
رحمة الله عليك يا محمود درويش ..
الأنكى من ذلك هو بوتوكس القروض والمنح والمساعدات إذ يقول لنا العالم :
" تفضلوا هذه هي حصتكم من إستثمارنا لدمكم .. كونوا أولاداً جيدين إذن وليكن إنتمائكم ريْعياً لا أقل ولا أكثر .. فنقرة على زر الحاسوب كافية ليجوع شعباً بأكمله خذوا البوتوكس ودعوكم من قصة الصمود الذي لم يعد يُجدي ."
ولكن ثمة من يرفضون البوتوكس .. أُمي وأمك والشهداء والورد وزيتونتي وزيتونتك .. ثمة جذور لم تزل تعانق عمق الأرض بعشق وإصرار .. ثمة من ينقرون الآن على الأزرار الحاسوبية لا ليتحكموا بمصير الآخرين .. بل لينتهوا ويُنهوا هذا التحكم بثورة إلكترونية .. والدبابة لا تعي ولم تُصنع لمجابهة هذا النوع من الثورات .
كل ما نحن فيه الآن من عمليات تجميلية ليس سوى تخبط وخوف من مواجهة السؤال الذي يكبر ويتضخم : في زمن الربيع العربي متى ستدرك الأشجار لكي نصير أشجاراً ..



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوغاريت تكتب ثورة
- عضو لجنة مركزية وقيادي في حزب الشعب يدخلان الاضراب المفتوح ع ...
- أيلول الأزرق
- المعنى الفلسطيني في أيلول
- كأنّهُ أُفقٌ على عُكازتيْن
- هكذا تُعتقل الطفولة
- المرأة العربية .. النون الناقصة
- نَمْنَمات شجرة فلسطينية . وعي المقاومة الشعبية
- رحيقُ الأرض
- انا كذبة نيسان
- قمحُ إنتظاري
- صراخ يساري من فلسطين .. نحن والدين أحرار في الشرق
- فلسطينية القمر
- امي لقد تصالحنا
- امبريالي طيب القلب الاسير باسم خندقجي
- المقاومة الشعبية لتحرر المرأة
- وضوح الرؤيا .. المفهومية الفلسطينية .. الجزء الثاني
- على حين غزة
- إختلاط الرؤى .. المفهومية الفلسطينية ... الجزء الأول
- على درب عمر القاسم


المزيد.....




- كيف علّقت وسائل إعلام روسية على محادثات ترامب وبوتين؟
- ترامب يكشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قمة ألاسك ...
- سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناس ...
- ألمانيا تقترح عقد قمة ثلاثية في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيل ...
- يفهين ميكيتينكو لفرانس 24: العرض الروسي بالانسحاب من دونيتسك ...
- فرنسا تعلن تواصلها مع مالي للإفراج عن موظف سفارتها المعتقل ه ...
- ما هي أهم ردود فعل القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين-ترامب في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحضيرات لنقل السكان المدنيين من منا ...
- وفاة شابة من غزة جوعا بعدما وصلت إلى مستشفى في إيطاليا
- ماذا يعني استبعاد أكثر من 400 مرشح للانتخابات البرلمانية الع ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - بوتوكس فلسطيني