أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه















المزيد.....

سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما يفكر الانسان بالعراق و الارهاب الذي يتعرض له، يتبادر الى الذهن سفينه كبيرة في وسط البحر هائج و قد أحاط بها القراصنة من كل جانب و وأحدثوا ثقوبا فيها و تمكن البعض بالتسلل الى داخل السفينة و هي تكاد أن تغرق. أذا قاتل الملاحون القراصنه الذين تسللوا الى داخل السفينه فهناك الالاف من القراصنة يتربصون و يحاولون الدخول الى السفينة في الخارج و من الثقوب التي أحدثوها.
في وضع كهذا ما العمل؟؟
من الطبيعي أن يكون هناك الاف الاجوبه. ولكن أقربها الى الواقع العراقي هو اولا أعطاء الاولوية الى التسللات التي تحصل من الثقوب ليتمكن بعد ذلك السيطرة على الوضع في الداخل و التفرغ للمتسللين و متعاونيهم. الطبيب قبل أن يعمل اي شئ يحاول و قف النزيف ومن ثم يعالج الجرح.
لندخل الى صلب الموضوع و نعيش الواقع. من المستحيل أن تستطيع الحكومة العراقيه و الاطراف الوطنية العراقية السيطرة على العراق و على الوضع الامني و العمليات الارهابية، ما دام هناك الالاف من المتسللين الى داخل العراق من الحدود المفتوحه، ومن كل الجوانب. فكلما ألقي القبض على أرهابي واحد دخل أثنان من أحدى المنافذ و هم كثر. وأكثر الحدود أمانا حسب تصورات الحكومة وأمريكا هي من أكثر المناطق أختراقا.
فالاردن بلسان ملكها، حددوا موقفهم من العراق و حسب أقوال الملك و بلسانه فهو ليس راضيا عن مجريات الامور في العراق و لا يرضى بالمساوات بين أفراد الشعب العراقي شيعة وسنة و كردا، لذا فمن الطبيعي أن يساعد فئة دون أخرى و أقل شئ هو فتح الحدود (للمسلحين) كي يحصل على المعادلة التي يريدها. أذن هناك ثقب كبير مع الحدود الاردنية.
الوهابيون المتواجدون في السعودية. حسب كل المعطيات يشكل هؤلاء جزءا كبيرا من المقاتلين في العراق و التسلل من هناك يجري على قدم وساق و المعركة التي حصلت مقابل النجف بين شرطة الحدود العراقيين و الارهابيين قبل عدة أيام دليل واضح على ذلك و الحكومة السعودية لا تعير أهمية لذلك و قد تريد ان يخرج الارهابيون من اراضيها و تتجنب شرهم بتصديرهم الى العراق. أي أن هناك ثقبا أخر مع السعودية.
ايران و ما كشف من مخازن للاسلحة الايرانية قرب الصحن الحيدري و التسللات اليومية التي تحصل على الحدود الايرانية و محاولتها لشراء الذمم من الان وتخصيص أموال لذلك كي تشتري الاصوات من العراقيين و التراشق الكلامي بين الاردن و أيران هو الاخر دليل على أن الحدود مفتوحة و هناك الالاف الذين يدخلون العراق من هناك سرا و علنا وملئوا العراق بالسلاح لأغراض معينه.
أما بالنسبة الى سوريا فهي كانت تنتهز الفرصة كي يكون لها اليد الطولى و تسيطر على حزب البعث و يوحدها و يقترب من حلم السيطرة على العراق و النفط العراقي عن طريق البعث و الوحدة. لا يمكننا الاقتصار على حزب البعث السوري بل كل أجنحة حزب البعث في الوطن العربي. وهذا أيضا يدل على أن هناك تثقيبا للسفينة العراقية في الجهة السورية من الحدود.
تركيا هي الاخرى لم تنهي خلافها مع أمريكا حول العراق لحد الان، وهي بترخية الحبل مع الارهابين في الموصل و تلعفر ستقلل من حدة المواجهة مع الارهابيين، وهي أيضا تريد زيادة عدد التركمان عن طريق الشراء ة البيع، ماعدا أستمرار عدم الاستقرار في العراق الذي لا يؤدي الى حل القضايا في العراق و تستمر الحالة على ما هو عليه و هذا في صالح تركيا و بها ستستفيد عسكريا و أقتصاديا و سياسيا.
ما تقوم به الحكومة العراقية الان يشبه الملاح الذي يترك الثقوب مفتوحة و يلتهي بجمع الماء داخل السفينة و كلما جمع برميلا من الماء دخلت العشرات من الثقوب.
ولكن هل هناك عدد كاف من الجنود و القوات و التكنولوجيا المعاصرة كي يسدوا الحدود و يمنعوا دخول الماء و القراصنه الى داخل السفينة العراقية؟؟؟؟ الجواب نعم و ألف نعم.. وحول هذا اقول، حكومة الامر الواقع هي الحل و هي التي ستغير الواقع.
ولكن هل السيد علاوي و حكومتة تشكل حكومة الامر الواقع؟؟؟ الجواب كلا ... ليس لعدم أخلاصة بل لسبب أخر و بسيط ألا و هو عدم أمتلاك شعبيه و تأييد شعبي لحزبه و حكومته و نتيجة لذلك نرى الاحزاب القويه و العريقه و ذات الشعبيه تزداد قوة و الحكومة تزداد ضعفا. فنرى قطبا قويا يشكله شيعة العراق و كرد العراق، بينما السيد علاوي يتخبط بين ارضاء البعثيين و الخوف من هذا القطب الشيعي الكردي. الى الان تبعد الحكومة، القوة الشيعية و الكردية من المساعدة بصورة فعالة الى أعادة الاستقرار الى العراق بحجة الطائفية.
يجب أن تدرك الحكومة أن عودة البعثيين الى الحياة الحزبية و المشاركة في الحكومة ستكون على حساب الملايين من الضحايا وقرار العفو عنهم لا يعني أشراكهم في الحكم. هذا العمل يؤدي الى أستقطاب القوى التي كانت الى الامس القريب تؤيد الحكومة. وبهذا العمل تبتعد الاحزاب المناضلة من الحكم و البعثيون لا ينفعون السيد علاوي.
اذن يجب التسليم بالامر الواقع و تشكيل حكومة الامر الواقع و الانطلاق منها لتغيير الواقع.
ولكن ما هو الامر الواقع؟؟؟
هناك في العراق الملايين من الشيعة الذين تضرروا من جراء تعسف صدام و حزب البعث الصدامي و الصداميين. هؤلاء الشيعة هم أكثر العرب تنظيما و أخلاصا للعراق و يستطيعون تشكيل جيش جرار (و ليست ميليشيات) و باشراف من أحزابهم و عسكريين محنكين. هناك أحزاب كردية و جيش كردي مكون من عشرات الالاف من الجنود الممارسين قضوا كل حياتهم في مقارعة الظلم، و هناك الكرد الفيليون و عدد من الاحزاب السنية الوطنية.
المطلوب هو تكوين جيش عراقي مشترك من هذه التكوينات بتفويض واشراف مباشر من هذه الاحزاب و عسكريين أداريين، كي يضمنوا الاخلاص عن طريق الاحزاب و الخبرة عن طريق الاداريين العسكريين. هذا الجيش لا يدخل المدن في البداية بل يتمركز على الحدود الطويلة للعراق و يسد الثقوب الموجودة و بعدها تتفرغ قوى الدفاع المدني و الشرطة و القوات الخاصة لمعالجة الارهابيين في المدن.
هذا الجيش يجب أن يتوج بحكومة من هذه الاحزاب القوية و بأئتلاف منهم. أتعجب عندما أرى المتضررين من نظام صدام مستبعدين عن العملية السياسية و العسكرية في العراق و مازال هناك حصار مفروض عليهم يمنعهم من استلام السلطه مباشرة. وأذا استمرت الاوضاع على هذه الشاكله فقد تمنع الاحزاب السياسية العريقة و الوطنية يوما من العمل السياسي و يعودا ممنوعين من العمل السياسي و العسكري كما كانوا في عهد صدام.
لا ادري لماذا ناضلت هذه الاحزاب ضد صدام و حاولت الاطاحة به و عملت المستحيل من أجل أنهاء حكم صدام!! أليس من حق هذه الاحزاب أن تحكم العراق اليوم وبارادتهم؟؟ أنا لا أشكك في أخلاص الحكومة الحالية و لكنها لا تمتلك مميزات الحكومة الناجحة و القوية. هناك من ناضل أكثر منها و من دفع ضحايا أكثر و من يمتلكون شعبية أكثر و من يمتلكون قوة أكثر و عزيمة اكثر وأحق لأدارة العراق. كيف سيرضى مناضل ثوري أن يأتمر عليه شخص حصل على الكرسي عن طريق مساومات و تضاربات سياسية؟؟؟ كيف سيرضى سياسي عريق أن يأتمره شخص خالف النظام بسبب المنصب و السلطة و المال و ليس العدالة الثورية و النضال؟؟؟
أذا استمرت اللاعدالة الادارية و السياسية في العراق فقد يضطر المناضلون الى البدء بثورة على الانقلاب الذي أطاح بصدام و وضع الحكومة العراقية على قدميها بدلا من الرأس.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة
- نعم .. نعم .. للقائمة
- زوبعة الانتخابات و الدكتاتورية التي تجري في عروق العراقيين
- لولاكم لأنكر الكرد عراقيتهم، منذر الفضل و أحمد الشمري نموذجا
- الانتخابات قوّضت بتحويلها الى لعبه طائفيه
- هل من الممكن ان اترك مثل هذا الشخص حيا؟
- الاغلبيه السياسيه و ليست الاغلبيه المذهبيه والطائفيه...
- هل ستنجر تركيا الى (فخ) كركوك؟؟
- مقاطعة الكرد للانتخابات و تأثيراتها على مستقبل العراق؟؟
- خالد القشطيني، نحن في زمن العولمه وليس القوقعه
- البعثيون أحرار و المسيحيون أشرار
- معادات أسم كردستان لا يولدعراقا موحدا
- .....المطلوب عراق أفغاني و أن لم تستطع فدكتاتوري
- هل تكوين الدوله الكردستانيه حلم و خيال كما يقولون!!!!!
- السنه والارهابيون في محنه و الانتخابات المحدوده نعمه
- أسرائيل وأمريكا تبنيتا أنشاء الدولة الكردستانية
- الساكت عن جريمة خانقين شيطان أخرس و عنصري حاقد
- منظمات الدفاع عن الارهابيين و الجواسيس و التدخل الاجنبي في ا ...
- الجهاد ضد المسيحيين في العراق وسط صمت المسلمين
- هدنة أبو جاسم وبرنامجه السياسي


المزيد.....




- روسيا تشن هجوما ليليا على العاصمة الأوكرانية
- في مواجهة -ثاد- كيف تخطط إيران لاختراق الدفاعات الجوية الإسر ...
- الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم -أسلوب ترامب- ضده في أجوا ...
- غروندبرغ يتهم الحوثيين بتقويض جهود السلام في اليمن
- حزب الله يطلق 50 قذيفة على إسرائيل فجر الأربعاء
- دلتا إيرلاينز تعلق رحلاتها بين نيويورك وتل أبيب حتى مارس
- أمريكا تعلق على تقارير عن مساعدة قوات كورية شمالية لروسيا في ...
- واشنطن: لا يوجد لدينا أي دليل على تورط كوريا الشمالية عسكريا ...
- سيارتو: فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية أكبر أمل للسلام في ...
- رئيس الوزراء القطري: لا نقبل انطلاق هجمات من قاعدة -العديد- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه