تداعيات إعلان إقليم محافظة صلاح الدين الان ...؟

خالد تعلو القائدي

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن الدستور العراقي الجديد يؤكد على إنشاء أقاليم في العراق ، ونحن لا ولن نعارض بنود وفقرات الدستور أبدا ، ولكن هل أن إعلان إقليم محافظة صلاح الدين قد أتى في الوقت المناسب ؟ اعتقد بان إعلان هذا الإقليم قد جاء لبناء سور متين للحزب البعث في العراق وإعادة إنشاء إمبراطورية بعثية جديدة تنطلق من ارض صلاح الدين ، هذه المحافظة التي تعتبر معقل اكبر طاغية بعثية في العراق وعلى مر العصور ، وهنا أيضا نطرح سؤالا أخر ، لماذا كانوا ومازالوا يرفضون فكرة إقليم كوردستان جملة وتفصيلا خاصة من قبل أبناء صلاح الدين وبعض المحافظات الأخرى التي غالبية سكانها من السنة الموالين للنظام صدام جملة وتفصيلا ، إن التصريحات الإعلامية التي تبين بان ملف البعثيين قد وقع بأيدي ثوار ليبيا بعد سقوط معمر ألقذافي ، وهذا الملف يضم العديد من أسماء البعثيين في العراق وفيها خطط بإسقاط نظام الحكم في العراق بعد خروج القوات الأمريكية ، وعلى أثره بدأت زوبعة من الاعتقالات في صفوف البعثيين المتواجدين في العراق ضمن خلايا نائمة وسرعان ما اجتاحت جميع المحافظات العراقية سلسلة من هذه الاعتقالات التي كان من المفروض القيام به قبل الآن لان البعثيين لا يريدون إصلاح أنفسهم والتكييف مع الحرية والديمقراطية التي وجدت لنفسها أرضية خصبة بعد سقوط الطاغية " صدام " وقد تعجبنا كما تعجب السياسيين في العراق لماذا تم إعلان إقليم صلاح الدين الآن ، وهل إن تداعيات إعلان هذا الإقليم قد جاء لرغبة أبناء صلاح الدين أم انه جاء لحماية البعثيين هناك ، نعم نحن نرغب في بناء عراق اتحادي فدرالي ولكن لا نرغب في إيجاد أرضية خصبة للبعثيين في العراق ، لان حزب البعث أصبح حزبا محظورا في العراق ، والدستور العراقي يؤكد ذلك ، وإذا كانت كل محافظة تعلن نفسها إقليما وتهدد الحكومية بقطع الماء والكهرباء وحتى أنابيب النفط عنها ، إذا لماذا كنا نرفض فكرة السلطة البعثية في السابق فيما إذا كنا نرغب في أحادث الفوضى من جديد وعودة الرعب الى المجتمع العراقي وبحلة جديدة وهي الفتنة الطائفية والمذهبية ، وقد يسألني البعض ، لماذا لا ترفض فكرة إقليم كوردستان ولماذا هذه التهجم على إقليم صلاح الدين ، إن إقليم كوردستان إقليم ذات خصوصية لان الشعب الكردي تعرضوا الى أبشع أساليب الاضطهاد على يد البعثيين ، وقد جاء فكرة إقليم كوردستان بمباركة الأمم المتحدة وإنشاء منطقة أمنة للكورد في شمال العراق آنذاك بسبب وضعية الشعب الكوردي المأساوية على يد الطاغية صدام ، أما إقليم صلاح الدين فقد جاء لرغبة عودة البعثيين الى السلطة من جديد ، وهنا لست مدافعا عن ما يقوله السيد المالكي في رفض فكرة إنشاء إقليم في صلاح الدين بل نحن نرفض إعلان أقاليم في الوقت الراهن بسبب المشاكل السياسية التي لم تجد بعد حلول منطقية للوصول الى بر الأمان ، والشعب العراقي هم الذين يدفعون فاتورة العنف الدامي في جميع محافظات العراق ، وأنا اعتقد من الأفضل أن نفكر بجدية في إيجاد مخرج حقيقي للمشاكل السياسية في إمبراطورية السيد المالكي التي لم تكتمل بعد رغم مرور ما يقارب السنتين ، في وقت أيضا نرفض فكرة السيد المالكي في الحد من إنشاء أقاليم وتفرده في السلطة بهذا الشكل التي هي اقرب الى نوع من الدكتاتورية المبطنة بالديمقراطية الظاهرية ، وما يهمنا ألان أن نعمل على تطبيق بنود وفقرات الدستور العراقي وفق آلية ديمقراطية وسياسية ودبلوماسية دون الوقوع في رغبات البعض التي هي اقرب الى أن تكون عنفيه وفوضوية أو استعجاليه ، لا تخدم الشعب العراقي أبدا ، لأننا نحن الكورد أيضا لنا حقوق مازالت راكدة على طاولة السيد المالكي ولم يجد لها حلول جوهرية ، فهل معنى ذلك أن نلجأ الى التفرد والفوضوية حتى نحقق تلك الحقوق ، وأنا شخصيا أود أن اطرح تسمية وبين قوسين ( إقليم البعثيين ) في صلاح الدين وهذا واضح من خلال رفع أهالي صلاح الدين علم صدام حسين أثناء قيامهم برفع شعارات مؤيدة لإعلان هذا الإقليم ، ولعل الأتي يبين الصح من الخطأ في خدمة الشعب العراقي كرديا كان أم عربيا .

#خالد_تعلو_القائدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل