أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - نهاية القذافي طبيعية أم خيالية ؟















المزيد.....

نهاية القذافي طبيعية أم خيالية ؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 19:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أن كل من تابع اللحظات الاخيرة للقذافي وكيف تعامل الثوار معه لحظة القبض عليه, شعر بالاشمئزاز ووحشية الثوار بعد اعتقاله ومحاكمته دون تسليمه الى المحكمة .وفي نفس الوقت الكثيرون شعروا بالشفقة على القذافي. نعم انا نفسي شعرت بالشفقة على القذافي . هل يمكن ان نتصور انفسنا باننا شعرنا في تلك اللحظات بالشفقة على زعيم تفنن في تعذيب معارضيه.

ولكن لماذا لم نسال انفسنا السؤال التالي : ماذا لو كنا نحن في مكان اولئك الثوار وكنا نحن من تفنن القذافي في تعذيبنا في سجونه فكيف ستكون ردة فعلنا عندما نمسك به؟ هل سنحترمه ونقدم له الماء وناخذه الى سجن يليق به كزعيم ونقدمه للمحاكمة حسب القوانين ؟ أم سنسلك معه نفس سلوك هؤلاء الثوار؟

هنا تذكرت مقالة قديمة كتبها كاتب دنماركي بعد احداث 11 سبتمبر عام 2001 يتحدث فيها عن مواطن باكستاني كان في زيارة قصيرة الى افغنستان ولسوء حظه شاءت الاقدار ان يكون في المكان الغير مناسب وفي التوقيت الغير مناسب حيث كان راكبا في تكسي كان قد اخبر عنه ولهذا اشتبهت به القوات الامريكية على أنه عضو في شبكة القاعدة وتم اعتقاله ونقله الى سجن غوانتانمو تحت اشراف القوات الامريكية وبعد سنتين اطلق سراح هذا الباكستاني لعدم وجود دليل ضده .

وفي نهاية المقال تسائل الكاتب الدنماركي كيف سيكون شعور هذا الباكستاني بعد ان اطلق سراحه وبعد ان جرب جميع أنواع طرق التعذيب من الاغتصاب الى الصدمات الكهربائية؟ فهل سينسى كل ذلك ام سينتقم؟

فالثأرمن الديكتاتور لايمكن ان يدخل ضمن اطار الضوابط العقلية والاخلاقية ولايمكن ان نميز بين سلوك الثوار وسلوك المواطن العادي. فهل الثائر يكون رحيما بظالمه والانسان العادي يكون دمويا مع ظالمه؟ . ام ان السلوك له علاقة بالمحيط الذي نشأ فيه الثائر والمواطن العادي عل حد سواء .والاثنين عاشا القمع والتعذيب . وبالتالي فالعنف المستخدم في ظل الانظمة الانظمة القمعية لايولد إلا العنف.

ولو لاحظنا فحتى عندما يستاء المواطن من نظامه القمعي ودون أن تكون له امكانية للتعبير عن غضبه او او معاقبة ظالميه قانونيا فانه يلجا لمعاقبة نفسه وبطريقة دموية عنيفة مثلما فعل الشهيد التونسي الشاب محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه والتهمت النيران جسده بشكل عنيف.
فلماذا لم يتسائل احدنا لماذا اختار الشهيد البوعزيزي هذه الطريقة لانهاء حياته؟ لماذا لم يختار طريقة اقل عنفا كتناول جرعات حبوب كبيرة او قطع الوريد بالسكين كما يفعل غالبية المنتحرين في الغرب؟
اذا اختار الطريقة العنيفة لانهاء حياته وكانه يعاقب نفسه عوضا عن معاقبة النظام الحاكم وجلاديه فالعنف الذي مورس ضد الشهيد محمد البوعزيزيلم ينتج عنه الا العنف.

وحتى محاكمة صدام كانت عليها جدالات كثيرة فعندما اصدرت المحكمة حكم الاعدام على صدام حسين شنقا حتى الموت في 30 كانون الثاني 2006. رغم انه لم يعذب بالطريقة التي عذب بها القذافي بل تم تسليمه للمحكمة ,استاء العديد من حكم الاعدام على اساس انه عقاب لاانساني . ولكن في المقابل كم كانت فرحة الاخرين بنهاية صدام.
واتصور لو ان صدام حسين وقع بيد احد الاشخاص الذين دخلوا سجونه او اعدم احد افراد اسرته اواختفت اسرته في المقابر الجماعية او قتلوا في الانفال و حلبجة والدجيل وانتفاضة شعبان وغير ذلك اعتقد بانه سينتهي بنفس نهاية القذافي.

إن وحشية نظام البعث كانت اقوى من أن تجعل المواطن العراقي رحيما بعقاب صدام . فمن دخل سجون صدام ونال شتى أنواع التعذيب الوحشي الجسدي والنفسي فلن يرحم صدام اذا امسك به.

ويمكننا ان نسال الفتاة التي لم يتجاوز عمرها 15 ربيعا وهي تغتصب من قبل رجال الامن والمخابرات العراقية امام والدها واخيها في السجن ؟ وتسحب من ظفائرها وهي عارية الى مكتب ظابط الامن للاستجواب والاعتداء الجنسي عليها . فهل نتصور بان هذه الفتاة سوف ترأف بصدام اذا وقع بين يديها ؟ ان صوت تلك المراة وهي تحكي لي قصتها مازال يتردد في راسي.

وسؤالي هنا لو كان اي واحد منا مكان تلك الفتاة اليانعة التي تعرضت للاغتصاب من مجموعة رجال الامن امام والدها واخيها ماذا يكون شعورها التسامح أم الانتقام ؟

ولماذا يستغرب البعض العلميات التي يقوم بها الفلسطينيون في اسرائيل؟ هل فكر احدهم بما يحدث للفلسطينييون في سجون اسرائيل؟

فمنذ عام 1967 تم اعتقال 360,000 فلسطيني في سجون اسرائيل وفقط في عام 1989 تم اعتقال 50,000فلسطيني. يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي والعديد منهم يموت تحت التعذيب ومنهم من يعتقل بدون تهمة ويتم تهديده باهله و80% من السجناء يتم تعذيبهم بشكل ممنهج في سجون اسرائيل.
حتى انه في احدى الصحف الاسرائلية ( Ha´aretz )كشف النقاب عن احد السجون السرية الاسرائيلية والتي يطلق عليها سجن ابو غريب الاسرائيلي ويقع في شمال اسرائيل على الطريق الرئيسية بين هاديرا وافولة .(1)
لماذا لانسال انفسنا ماذا لو اطلق سراح احد هؤلاء السجناء فهل سينسى ما حدث له ويسامح جلاده ومغتصبه ام سينتقم؟
واذكر أيضا اثناء الثورة المصرية شاهدت مقاطع لعملية اعتقال احد ضباط الامن العامة المصرية وهو احد المسؤولين عن تعذيب المعتقلين فقام الشباب بوضعه عاريا على سطح السياره وهي تسير في شوارع المنطقة وضربه بشكل مبرح في اماكن مختلفة .
لماذا يسلك هؤلاء هذا السلوك السادي؟ هل لانه نفس السلوك مورس ضدهم في السجون وفي الحياة العامة حيث كان يقمع من قبل البوليس والامن والمخابرات بسبب او بدون سبب فالتهمة جاهزة لكل مواطن ؟

ولماذا نتصور بان هذا السلوك له علاقة بالمجتمع العربي فقط؟ فماذا عن الشعب الفرنسي كيف كان سلوكه اثناء اندلاع الثورة الفرنسية في 17 يوليو 1789 والتي انتهت في 10 نوفمبر 1799 وكانت ضد الملك لويس السادس عشر والنبلاء والاكليروس.
يطلق المؤرخون على الثورة الفرنسية بالثورة الدموية, فالثوار كانوا يعدمون وبدون محاكمة كل النبلاء وكل من يقف ضد الثورة . وكانت ثورة دموية لان النظام الاقطاعي كان دمويا قمعيا سحق الفلاح والعامل ورغم انه كان يسرق تعبهم كان عليهم دفع الضرائب للاقطاعي الذي يستمتع بكل شئ اما هم فالموت يهددهم في كل يوم.
عندما امسك الثوار بملكهم لويس السادس عشر ووضعوا راسه تحت المقصلة وقطعوا راسه صرخ الشعب تحيا الامة واخذ الجلاد راس الملك ودار به بين الناس وبدا الجميع ياخذ من دمه للذكرى.

أما القذافي لم ينجوا احد من معارضيه بحياته وماذا فعل بالسجناء والمعارضيين السياسيين والشعب قمع ودم ووحشية .
لماذا لم يسلم الثوار القذافي للعدالة؟ لماذا حاكموه بشكل فردي خارج القانون ؟ هل بسبب الرعب النفسي الذي مورس ضدهم على مدى 42 عاما لم يعروفوا شيئا اسمه العدالة والديمقراطية ولايثقوا بالجهاز القضائي وهل يمكن الثقة بالجهاز القضائي العربي؟
لماذا سلك الثوار هذا السلوك الانتقامي؟هل كان انتقام شخصي ام انتقام للشعب؟ ام انتقام للتاريخ؟ الم يتعرض المتظاهرون للقتل بالرصاص الحي والدهس بالدبابات وسيارات الشرطة والاعتقال بدون اية تهمة و التعذيب الوحشي فكيف ننتظر من هؤلاء الرحمة بالظالم؟
وماحدث للقذافي هو درس لبقية الحكام العرب فربما لن تكون نهايتهم افضل من نهاية القذافي.
لو كان الزعماء العرب يحترمون شعوبهم وقوى المعارضة دون استخدام السجون والتعذيب ويحترمون الانتخابات واعطاء الفرصة للاخرين في الترشيح للحكم ويتنازلون عن الحكم لغيرهم ولو كانوا يزرعون المواطنة وحب الوطن في ضمير الشعب ,لما سلك احدهم هذه السلوكيات , اصلا لم تكن هناك ثورة لو انه سمح للاخرين بالوصول للحكم ووزع ثروات الوطن على الشعب .
النظام الدموي لايزرع الا السلوك الدموي ومثلما تعطي تاخذ!
مكارم ابراهيم


هوامش
(1) سجون اسرائيل
http://www.boykotisrael.dk/fange_kraenkelser.htm

الثورة الفرنسية
Den Franske Revolution
www.revolution.person.dk/files/Den%20Franske%20Revolution.doc



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء غربية أم مغربية؟
- أزمة الصحراء الغربية حلها بسيط !
- فلتسقط الرأسمالية
- عودة ماركس!
- دولة فلسطين, كردستان, الصحراء الغربية
- إعتقال الدنماركي انطون نيلسن لتضامنه مع حركات المقاومة !
- مفهوم التحرر عند المرأة!
- أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !
- دعوة الى التعايش السلمي !
- الاسلام فقط وماذا عن بقية الاديان؟
- اليسار الالماني يواجه حربا شرسة
- اليسار والاسترايتيجية الفلسطينية
- حكومة نسائية يسارية للدنمارك
- محرقة اليهود أسطورة أم حقيقة؟
- العراق بحاجة الى ثورة فكرية
- أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق
- الصراع الطبقي في الدول الاسكندنافية
- المجد لأبطال مريرت في المغرب
- الإغتصاب في الغرب بالأرقام
- العولمة وتسونامي الازمة المالية


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - نهاية القذافي طبيعية أم خيالية ؟