أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا














المزيد.....

بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


ندما نجيل النظر في ديوان ( طوق الفراشة ) للمبدعة علياء المالكي ، نجد تلك الخصوصية الأنثوية التي تعيد إلى الأذهان خصوصية الشعر الذي تكتبه المرأة ، وربما يصح القول : إن كل نص تبدعه المرأة تعمد فيه ـ المرأة ـ أن تفصح عن جنسها الأنثوي والإنساني ؛ ليتعادل موضوعيا مع الرجل !! . ولعل ديوان ( طوق الفراشة ) منحنا فرصة للوقوف أمام ( ذوات ) الشاعرة التي تمكنت من الإختباء و الإختفاء من خلال ذلك الإقتحام اللغوي الذي حفل بالشعرية التي أوجدت بها العلاقة بين المألوف و اللا مألوف ، بزج الإسقاطات الكثيرة والمتغيرات في عالم أثير يقترب من ( الفنتازيا ) مما شكل مولدا أيدلوجيا إبتداءا من ثريا النص ( العنوان ) الذي يحيل بتقنية التناص التي عززت بدورها عملية التخييل إلى كتاب تراثي مهم هو ( طوق الحمامة ) لكن ثمة بون شاسع بين العنوانين أو بمعنى أصح بين الطوقين !! ، فعلياء توحي من خلال العنوان ( طوق الفراشة ) إلى ( القيد ) فنراها تقول : ( كلما حررت نفسي ، طوقني .. حنين أنثاي التي .. تضفر السعف تحت النخيل ) ص 41 مشكلة بانوراما الذات بكل تجلياتها و ( أطواقها ) إذ إنها تجيد التقاط ذواتها المتشظية على نحو التلميح أحيانا والتصريح أخرى ، فقد أضافت إلى الجهات الأربع جهة خامسة الا وهي ( ذاتها ) !! إن القصائد الـ ( العشرون ) التي ضمتها مجموعة ( طوق الفراشة ) الصادرة عن منشورات الإتحاد العام للإدباء والكتاب / بمناسبة اليوبيل الذهبي تحيل إلى مجموعة من الأقدار ( العراقية ) للشاعرة فإذا كانت الذات عند الرومانتيكين تجد نفسها في الطبيعة فالذات عند علياء المالكي تجد نفسها في زحزة المألوف بغواية الاستعارات على جغرافية النص الشعري فقد اتخذت قصيدة ( طوق الفراشة ) عنوانا لمجموعتها وهي القصيدة الثامنة فيها إذ يبدو أنها تحبها أكثر من غيرها وأشير ـ عرضا ـ إلى أنها ليست أهم ما في الديوان ، لكنها عنوان المجموعة الشعرية ومفتاح ذات الشاعرة التي صنفناها إلى :

أولا : الذات المأزومة : ( مثلي .. يبحث عن وطن ... لا يقتنص الأحلام ولا يفترس الأنفاس ) ص 12 ( أتيت هنا لأفتش عني ) ص 25 ( من قلب أمنية للجياع تصيح ... وطن .. وطن ) ص 28 ( أحمل في كفي عشرين دربا لاهثا نحو الغروب ) ص 30 هنا يتجلى الإحساس بالمغايرة ؛ لتعميق الوعي بذاتها هذه بزج المتلقي باللاوعي ببناء نسق أسلوبي متفرد للجملة الشعرية المفعمة بالقصدية وبفضائها الجرسي وما تدل عليه هذه الذات هو ثمة معاناة وأزمة فقدان لشيء ثمين .

ثانيا : الذات الحزينة : ( على ضفتي نحيب .. وآلام عشب .. لأنهار نوحي [ ... ] على ضفتي سنابل حزن ) ص 23 ( لقصائد شوق ترشف نايات الحزن ) ص 34 ( كنت أصبغ بالأحمر ستائر المنزل كي أشعر بالدفء .. كنت أمسح بالعطر سبورة أحزاني ) ص 84 إن ثيمة الحزن تتحرك في صفحات الديوان مشكلة جذوة الإنفعال الإنساني ، فنصوصها تبني إيحائية مفادها إختراق الذات الحزينة وصولا إلى الإنسان المدمر نفسيا ، المعذب والمقهور الحائر في عذاباته الذاتية والمجتمعية .

ثالثا : الذات المغتربة : ( نامي .. نامي .. يا علياء .. نامي ... يا .. علياء .. فالدنيا خطر والقلب شتاء ) 35 ( يا عروسة نيسان .. نامي وانشري الدمع .. فوق رمال الجنوب ) ص 39 فمن خلال هذه ( التنويمة ) تفتش الشاعرة على الذات ( العراقية ) المغتربة ، علها تجد الإطمئنان في النوم مستعملة المونولوج الذاتي السردي القائم على أسلوب الإنشاد ، الذي يهتم بالإنسان المتوحد المنعزل حد الوحشة كما يشير الناقد أوكونور . إن الشاعرة تتمتع بذاكرة ثقافية متعددة الإتجاهات ؛ لذلك يجد المتلقي عند القراءة الأولى للمجموعة ، يجد أنه قد استوعب النص لأول وهلة ، إلا أنه يكتشف أنه مظلل !! . فقد استثمرت الشاعرة ثنائية الظاهر والضامر من ذاتها بإجادتها الفنون البلاغية وأبرزها فن الاستعارة والتشبيه ، وختاما نشير إلى أن علياء المالكي تقترح أسلوبا معاصرا لتأريخ الذات وانزياحاتها المفاجئة المتغيرة بتغير المحيط مما وفر عنصر الإدهاش بصياغات جديدة للمعنى بجدلية التساؤل والتمني تساؤل الوصول إلى الذات وتمني الإمساك بها.



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء
- جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء
- ثقافة القيادة
- كتاب مدينة الخالص بعد التغيير
- تأهيل الناقد
- سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب
- ياسين النصير يعيد لقيصر مالقيصر
- القومية مشروع فاشل إنتهى بكرة قدم !!
- ثقافة الاحذية رؤية سايكولوجية
- إقتناص الذات الذات الضائعة قراءة في قصص تليباثي
- هواية احزاب وشوية الحياطين
- شباب اليوم والانتماء للأحزاب
- الجاحظ وصورة الآخر في كتاب البخلاء


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا