أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب














المزيد.....

سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 15:00
المحور: الادب والفن
    


قلما نجد ـــ والعالم يتجه نحو ثقافة الاختصاص الدقيق ـــ مبدعا باختصاصين يعدان من أصعب الفنون الإنسانية وهما فن القص وفن التصوير الفوتوغرافي , ذلكم المبدع هو( كفاح الأمين ) الذي ينماز بأنه قاص في صوره ومصور في قصصه , فمنجزه على الصعيدين القصصي والصوري يقربنا كثيرا من ( كفاح ) الإنسانية ضمن صور مشهدية مكثفة ومختزلة لمحمول فعلي يغير من صيرورة الفضاء ( الأمين ) على معاناة البشر وهسهسات آلامهم المكبوتة خوفا وطمعا, يؤكد المبدع في قصصه التي وسمها بــ ( لمن هذه الحرب ؟ ) على الفكرة أكثر من غيرها من العناصر كالشخصية والحدث , مما يشي بفهم ( خاص ) عنده لوظيفة الأدب النفعية أكثر من وظيفته الأمتاعية , وبالتالي فهو يبذل ما في جهده لإيصال فكره إلى المتلقي .
ولما كان ألأدب نشاط علامي محكوم بالواقع الأيقوني , فقد جاء النسيج القصصي لنصوص المبدع ( كفاح الأمين ) ذا حمولات رمزية ثقيلة معقدة التوليف ؛ لكثافة الأفكار المطروحة , مستخدما لغته الشعرية والتي ابتعدت عن ( درجة الصفر للكتابة ) بانزياحاتها الكثيرة موظفا الفنون البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية وغيرها مما أدى إلى توفير بنية داعمة للتأويل السيميائي وتأسيسا على ذلك يمكننا القول إن النصوص لا تستلم بسهولة من المعاشرة الأولى لها ؛ لما تحمله من ثيمات مدمجة مع بعضها البعض ولاسيما رمزية الهدهد المتكررة في قصصه والمفروشة في متنها. تقترح هذه الورقة النقدية قراءة سيميائية لعنوانات هذه المجموعة القصصية ؛ لأن هذه العنوانات المحطة السيميائية الأولى للنص , ولمتصوراته الذهنية للموجود العيني للكلمة , فالعنوان منارة النص وأول لقاء إشاري مادي مع النص ومع المتلقي بيد أنه إشارة مختزلة ذات بعد سيميائي , فهو لبنة لـتأسيس الوعي لدى المتلقي ومن الضرورة بمكان ألإشارة إلى أن العنوان ــ كلازمة نصية ــ لا يأتي اعتباطا بل ينتجه المبدع ببذل جهد ذهني مضن , لما يمثله من حقل دلالي عام للنص المنتج , فهو محطة الاستيعاب الأولى للمتلقي .. جاءت المجموعة موسومة بــ ( لمن هذه الحرب ؟) بنسق الاستفهام وهو طلب يراد به الجواب موجه إلى مخاطب ؛ لذا فالمستفهم ينتظر جوابا عن هذا السؤال المهم بدلالة اسم الإشارة (هذه) الدال على القرب المكاني أو الزماني للحرب فضلا عن تخصيصها لحرب معينة مخصصة لدى الكاتب , وقد اختير هذا العنوان من قصة (الأساور ) إذ مثل جملة النهاية في هذه القصة فقد جمع المبدع في هذا العنوان خيوط جميع القصص , لما لرمزية ودلالة هذا العنوان بما ورد في بقية القصص التي تمظهرت موضوعة الحرب فيها , ومن الملاحظ ورود جميع عنوانات هذه القصص من النوع الملفوظ ( أي من جملة واردة في النسيج القصصي ) وجاءت بالصيغ التركيبية الآتية : ( أربع قصص ذات عنوان مفرد معرفة وهي :الأساور / الانتظار / القناع / الصياد ) و( خمس قصص ذات عنوان مركب إسنادي وهي : شاي مهيل / صيف ليس هو الأخير / كلام فوق الورق / نسخة أخيرة / مطر بطعم النعناع ) و( وتسع قصص ذات عنوان مركب إضافي وهي : رائحة غريب / فانوس الرغبات / ضلع جبلي / شجرة مادلين / مشط البدوي / ملاك الليل / حديقة الماء الأسود / آخر الفصول / دورة الرمان ) و ( وقصة واحدة ذات عنوان مركب وصفي وهي : التفاحات الثلاث ) و( وقصة واحدة ذات عنوان مركب عطفي وهي : أنا وظلي وحماري ) ومن الملاحظ أن العنوانات ذات المركب الإضافي هي الأكثر ورودا في هذه المجموعة مما أضفت على النصوص قوة وسيطرة على هيكلية القص فقد أقفل المضاف إليه دلالة المضاف مما أعطاه خصوصية التعريف والإيضاح الاشاري , فلو أخذنا نماذج معينة من الصيغ التركيبية للعنوانات سنجدها كالاتي : (الصياد : معطى مادي وهي كلمة مفردة معرفة متعلقة بطرفين الأول الصياد والثاني المصطاد والصياد هنا هو من يلتقط جثث الموتى من الماء . ) , ( شاي مهيل : معطى مادي لشراب اجتماعي متعارف عليه يشربه الناس عادة في المقاهي كي يرتاحوا ويتنفسوا الصعداء , وقد مزج بحبة الهال ذات الرائحة الزكية التي تثير التأمل والاستذكار لأشياء معينة ) , ( رائحة غريب : معطى معنوي في جزئه الأول أضيف إلى معطى مادي إلى الثاني لتمييز هذه الرائحة وتعريفها بأنها لشخص مجهول الهوية ) , ( التفاحات الثلاث : معطى مادي معدود يرمز إلى الطبيعة والخطيئة والمكافأة ) , ( أنا وظلي وحماري : معطى مادي معطوف على معطى معنوي وعطف بدوره على معطى مادي فالضمير دل على الذات والظل دل على الانتماء والحمار علامة على الصبر والتبعية والصحبة ) إن مجمل العنوانات جاءت مرشدة إلى التأويل بالتلميح أو التصريح بصورة محايدة أو محيرة حيث أحالها المبدع إلى فضاءات مفتوحة قيدت في انفتاحها متن النص من أجل إيصال رسالته بالتزامه النهج الواقعي بتعامله مع النص الحجاجي الذي يهتم بالهم الجماعي والذي يعكس موقف الكاتب الفكري والاجتماعي . أكثر العنوانات زادت عن المفردة الواحدة , بغية الترميز والإيحاء . وختاما أقتبس وأقول : إن ( هذه القصص القصيرة محاولة لاستدراج الحرب إلى الإفصاح عن مكنونها الداخلي المخيف والمؤلم فالخراب الذي يلقي بظله الأسود الثقيل على الإنسان وعالمه بعد عواصف الحرب المدمرة ليس إلا القشرة الخارجية للخراب الحقيقي الذي يمس كالنار الهائجة كل التفاصيل الصغيرة لحياة الإنسان الداخلية ......) (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمن هذه الحرب ؟ (قصص قصيرة ): كفاح الأمين , مطبعة الطيف , ط 1 , بغداد 2008م ( الغلاف الأخير) .




#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين النصير يعيد لقيصر مالقيصر
- القومية مشروع فاشل إنتهى بكرة قدم !!
- ثقافة الاحذية رؤية سايكولوجية
- إقتناص الذات الذات الضائعة قراءة في قصص تليباثي
- هواية احزاب وشوية الحياطين
- شباب اليوم والانتماء للأحزاب
- الجاحظ وصورة الآخر في كتاب البخلاء
- شباب اليوم والإنتماء للأحزاب
- نعيش نعيش ليحيا الوطن
- نفط العرب للعرب والغاز للكاكات
- الوجه الاخر للمرأة
- المراة نصف المجتمع وشوية اكثر
- لماذا لايوجد نبي سويدي ؟
- ظاهرة تحريم الكتب والروايات
- ليس للشعر امير
- قصص من العراق
- ماهكذا تورد الابل يانور الشريف
- نصوص مخلة بالشرف او بالملون والعادي
- هوشي ماشي
- النفط مقابل الاستنساخ


المزيد.....




- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب