أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - نعيش نعيش ليحيا الوطن














المزيد.....

نعيش نعيش ليحيا الوطن


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 07:18
المحور: الادب والفن
    



قراءة في أدب الشعارات

لعل مفردة الموت في أدب الشعارات في العراق قد ثبتت في خلايا الذاكرة العراقية المثقلة بالألم وفقدان الأعزاء الذين غادرونا أجسادا وبقوا أرواحا وذكرى فواحة الطيب مضمخة بدمع الندى . إن أيدلوجيا الشعارات والتي قرأناها على الجدران وفي اللافتات , تطفوا فيها مفردة الموت ومشتقاتها, سمة لمعظم الأيدلوجيات المتعاقبة على حكم العراق ؛ لذا أصبحت ذاكرة الناس تحيل إلى ثنائية غرائبية بائسة فقد اقترن الموت بالوطن , والبندقية بالقلم , والقائد بالحزب وهنا يحاول كاتب السطور أن يكسر تلك الحلقة المفرغة التي تشير إلى أن الوطن يحتاج إلى قرابين من أبنائه لكي يحيا ويستمر فقد زرع حكام الوطن معتقدا مفاده أن سلب أرواح الناس هو الكفيل في حياة الوطن وخطوة نحو تقدمه وهكذا كان فالوطن بقي يراوح بل ربما يتراجع بموت أبنائه بدلا من أن يهبهم و يعطيهم الحياة ويمنحهم الأمان لكي يعطوه ويمنحوه الرقي والبناء والإهتمام, فتربة الوطن سقيت بالدماء تلو الدماء وكان حريا بهذه التربة أن تسقى بعرق الجبين لتمصته وليمتزج بماء دجلة والفرات لكي تخضر ألأرض ويتقدم العمران , إن محاولة سبر أغوار شعارات وطنية وحزبية من الصعوبة بمكان , ولربما يختلف معي البعض على لومي وانتقادي للشاعر الكبير محمد مهدي البصير(شاعر ثورة العشرين ) ومقتي لقصيدته التي أجبرنا على حفظها على مقاعد الدراسة والتي تعلم منها من أبناء جيلي استجداء الموت من الوطن والتغني به ( هب لي بربك موتة تختارها / يا موطني أولست من أبناكا ) ( ومتى بحبك للمشانق أرتقي / كي ترتقي بعدي عروش علاكا ) ( بك همت أو بالموت دونك في الوغى / روحي فداك متى أكون فداكا ) ربما تنزعج عزيزي القاريء عندما انعت هذه الأبيات بقصور فكري عند الشاعر ولعل البصير معذور وقتذاك ؛ لأنه عاش في عصر الثورات والإنقلابات المتعاقبة في العراق لكنه يلام إذ انه درس في فرنسا لسنوات وكان حريا به أن يفهم أن بقية الأوطان تمنح أبناءها الحرية والحياة والعيش الرغيد دون أن يكون المقابل المشروط الحروب والقتل وفقدان الأبناء , وتقديم الروح والدم فداءا للقادة الملهمين . إن إعادة النظر في تحليل تاريخ لمرحلة ما من الثقافة العراقية , تثير مشكلات متعددة ومتداخلة ومتراكبة ولاسيما عندما نجد أنفسنا أننا أمام اكتشاف صادم , وهو أن جزءا كبيرا من أسلافنا الذين انتقلوا إلى بارئهم مؤمنين بان الوطن لا يبقى ولا يستمر إلا بأن يقدموا أنفسهم قربانا لقائديهم وحكامهم , هم بالجملة قد خدعوا من حيث لا يدرون , وربما حادثة الطف المدوية قد جعلت الحكام يعزفون على وتر التضحيات الجسيمة التي قدمها الأمام الحسين بن علي (ع) وأصحابه من دون مقابل , لكنهم نسوا أو تناسوا أن الحسين قد زرع الحياة بموته على هذه الأرض , وكان يتمنى في داخله أن يكون آخر المضحين المظلومين من اجل الدين والوطن , عسى أن يتعظ الناس بهذا الفداء العظيم , ويقوموا إعوجاج الحكام من بعده , لكي يكون الوطن واهبا للحياة والعيش بسلام بدلا من أن ينقطع فرع يانع من العائلة , إذا كان كاتب السطور يروم شيئا من هذه المقالة , فهذا الشيء لا يتعدى كونه إنعاش فكر أو ذاكرة لتحلل وتصف لحظة محددة من تاريخ الموت العراقي الطويل والعتيد والذي رضعنا لغته ومشتقاته وأسبابه ( غير الطبيعية ) حتى بات لنا موتان ( ميتة من الله ) و ( ميتة من العبد) !! والذي نكتبه مجازا ( إثر حادث مؤسف ) وأحيانا ( عمل إجرامي جبان ) ... ثمة تغييب للعوامل الحقيقية الكامنة وراء كل هذه الظواهر والتي ترتبط أساسا بالأداء السياسي العربي بتمجيده للموت من أجل الوطن ويتبعه الأداء الراديكالي الثوري للأدب الذي يمجد الحاكم وربما يختمه الأداء للخطاب الديني بتقديسه لكلمات هذا الحاكم أو ذاك والسير على ظله لأنه ظل الله في الأرض وشذ منهم من المتنورين السياسين والأدباء ورجال الدين الداعين بصوت خافت وخجول لتمجيد الحياة من أجل الوطن والذي أتمنى أن يكون هذا الشذوذ هو القاعدة التي ستكون في المستقبل للأجيال القادمة , لقد بات الوطن ( المميت ) غولا يسرق الأعزاء ويلقي بهم في بطنه ولا يشبع , حتى بات أبناؤه يــــ ( هجّوُن ) منه إلى بلاد الشتات البعيدة متلمسين العيش الهاديء بعيدا عن طلقات الرصاص ودوي الأنفجارت وتلصص المخبرين وكتاب التقارير وطلاب الفدية , وقاطعي الرؤوس ولم يتساءل أحد لماذا يتحمل الصغار أخطاء الكبار؟ ولماذا يضرس الأبناء لأن آباءهم قد أكلوا الحصرم ؟! وتأتي الإجابة من أحدهم أنه قدرنا أهل العراق ونضع علامات التعجب !!! والنقطة . إلى متى الإنسان على هذه الأرض الغبراء يتحدى ؟ وفي ظل تحدياته تلك كانت السجون والمعتقلات والتعذيب , وقطع الرؤوس ورميها في الطرقات , حتى أصبح الإنسان أرخص الأشياء وأقلها اعتبارا , فالضحية والجلاد كلاهما بقايا بشرية ؛ فالضحية البشرية فقدت عيشها كمثل بقية خلق الله في الأرض , والجلاد الذي فقد نفسه كإنسان سمته المحبة أصبح قلبه خرسانة مسلحة لا يثقب بتوسلات الضحية ودموع أمه وزوجته على الهاتف وبكاء أطفاله , نداء عاجل إلى الجيل الجديد من الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري ( خلق الناس للبقاء فضلت / أمة يحسبونهم للنفاد ) .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفط العرب للعرب والغاز للكاكات
- الوجه الاخر للمرأة
- المراة نصف المجتمع وشوية اكثر
- لماذا لايوجد نبي سويدي ؟
- ظاهرة تحريم الكتب والروايات
- ليس للشعر امير
- قصص من العراق
- ماهكذا تورد الابل يانور الشريف
- نصوص مخلة بالشرف او بالملون والعادي
- هوشي ماشي
- النفط مقابل الاستنساخ
- دموع المرأة
- امران احلاهما مر
- النثر ديوان العرب كما الشعر ايضا
- قصص قصيرة جدا
- الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية
- العراقي العراقي والعراقي الأوربي
- المتنبي غموض النسب والمقتل
- على قبر الجواهري
- دالغات سكران


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - نعيش نعيش ليحيا الوطن