أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية














المزيد.....

الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


مرة دخل فيل ضخم الجثة في قرية يعيش فيها العميان فقط فوقف هذا الفيل في احد شوارعها فسد الطريق على المارة فهرع العميان يتلمسون ويفحصون هذا الشيء عسى ان يعرفوا هويته فامسك قسم منهم بذيله قائلا انه حبل وقسم آخر امسك بخرطومه قائلا انه افعى وقسم ثالث امسك بارجل الفيل قائلا انها اعمدة فكثر اللغط والسجال بينهم مما ادى الى نشوب حرب شعواء لاهوادة فيها بينهم ولم تضع الحرب أوزارها ولم تهدأ جعجعتها الى ان دخل رجل اعور القرية فاستطاع ان يفض الخلاف القائم ويصلح ذات بينهم ويرأب صدع صفوهم وعيشهم الآمن معرفا لهم بالمخلوق الغريب الذي يدعى الفيل فما كان من العميان الا ان نصبوا صاحبهم الأعور ملكا عليهم فالأعور ملك في مدينة العميان كما يقال وبعد :إن مايحدث من حمم ساخنة تقذفها بعض من مناطق ودول منطقتنا العربية هي نتيجة بروز طبقة من متعلمي ابجدية الحروف والقراءة فقط دون تكون معرفي انساني بالثقافات الأخرى لديهم ولذلك تجدهم متمسكين بتلابيب تعليمهم الأول وثقافتهم البيئية الأولى دون الأطلاع الى الغير ولقد اثارت بعض الصحف والمجلات استغرابها وتعجبها حين عملت استبيانا كشفت فيه المستور والمسكوت عنه في الواقع العربي وذلك بتمرير عدة اسئلة بديهية بغية اماطة اللثام عن الحقيقة المرة فجاءت النتائج الباهرة عن طريق قنوات ثقافية كالجامعات والوزارات فنجيب محفوظ موسيقي وكوفي عنان لاعب كرة قدم وبطرس غالي فنان وما الى ذلك من ( خبريات ) يأتيك بها من لم يتزود كما يقول ابو تمام والذي أثار الأستغراب ان مجمل هؤلاء المصوتين والمشاركين هم من حملة الشهادات لكن دون الألمام والاطلاع ولو من باب التسلية على العلوم الأخرى والاداب والفنون لتكوين تراكم معرفي وثقافي لهم لكي يزيد من وعيهم وإدراكهم ولهذا فمصطلح مثقف فيه اشكالية ومغالطة كبرى بلصقه للطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والمعلم والمحامي والضابط إن لم يكن قد الموا بشيء ما من الأداب والفنون والعلوم ولذلك تجد ان بقع التعصب والتطرف الديني والسياسي قد تفشى واستفحل في العقدين الأخيرين بسبب ظهور وبروز الأمية الثقافية من قبل المتعلمين او انصاف المتعلمين الذين لاهم لهم سوى نبش ماحدث قبل مئات السنين واستثماره وتوظيفه في الوقت الحاضر لأغراضهم الشخصية وللضحك على ذقون الحمقى والمغفلين ممن تبعهم فالمثقفين على قلتهم وعدم قدرتهم على التاثير في المجتمع لأسباب معروفة قد اقصوا عن الساحة ووضعوا في الهامش بدلا من ان يكونوا في المتن لينصحوا الناس بكلمة ماثورة عن سعد زغلول ( الدين لله والوطن للجميع ) ان المسالة ذات خطر جسيم سيما صعود هؤلاء المتعلمين للأبجدية ومسكهم بزمام الأمور ومقدرات الأمة وجعل الناس ينامون على سجعهم وبيانهم وبديعهم والتسويل لأنفسهم الحكم على غيرهم بالخطأ لمجرد انهم لايعتنقون ذات افكارهم ومعتقداتهم والتي هي في الأساس جعل رباني فلا يولد الأنسان مختارا لأسمه او مدينته او والديه او دينه ومعتقده أو قوميته وان اراد اهل الحل والعقد شيوع روح التسامح والأنفتاح على الاخر في المجتمعات العربية عليهم اشاعة الثقافة وروح التسامح والمحبة والأخوة عن طريق تكثيف برامج متخصصة على الفضائيات معدة لهذا الغرض واحتفي واحترم المحاولة الخجولة التي عملها الداعية عمرو خالد في برنامج خاص اسمه دعوة للتعايش وتغيير المناهج الدراسية نحو الخروج من القوقعة الفكرية ذات الفكر الواحد الى الدخول الى عوالم اخرى ومستويات متعددة لكي يصبح الأنسان العربي ــ وهذا مانتمناه ــ على السلم الأول من الرقي والسمو والرحمة بأخيه الأنسان على الأقل بالمستوى الأنساني وليس العلمي لكي نحتفظ بماء وجهنا الأنساني امام الشعوب الأخرى التي شطبت علينا بعلامة ( x ) وربما للأبد رافعة شعار (الأسلام فوبيا) اتمنى ان نعيد النظر لأن (الله محبة).



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي العراقي والعراقي الأوربي
- المتنبي غموض النسب والمقتل
- على قبر الجواهري
- دالغات سكران
- ظاهرة الشيب في الشعر العربي
- عرب وين طنبورة وين
- وفي الليلة الظلماء يفتقد عضو مجلس النواب
- على حافة الابداع
- المسألة الزنبورية
- الجامعة العراقية اليوم تعطي شهادة ولاتعطي علما
- السرد في قصة صاحب الاسمال
- خارج نطاق التغطية
- الأستشهاد الثقافي القضية والراي
- جدلية الأسم والمسمى
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية