أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى كاظم صادق - الزواج من موظفة حلم الكثيرين














المزيد.....

الزواج من موظفة حلم الكثيرين


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 11:48
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الرجل في العراق أصبح عملة نادرة , ولا أغالي إذا قلت إنه قاب قوسين أو أدنى من الانقراض كما حدث للذكور من الديناصورات ( والستار الله ) والأسباب معروفة فمن الإعدامات إلى الحروب والسفر والانفجارات و( الحبل على الجرار ) وفي ظل هذه الظروف الشاذة شهدنا إبان تسعينيات الحصار الاقتصادي زواجا من نوع خاص , وهو ( زواج الهجرة ) وهو أن يبعث أحد العراقيين المغتربين إلى أهله يحثهم على إيجاد زوجة له بمواصفات ( ديلوكس) جميلة جدا ( أتخبل ) ( موظفة ) أو ( خريجة ) فيرسلون إليه هذه الزوجة بالبريد المسجل والمستعجل حيث ينتظرها زوجها ( الكبير في السن والأصلع وصاحب الكرش) فيجتمع عنده ( الماء والخضراء والوجه الحسن )
والسعادة تغمرها وتغمر أهلها حيث هولندا أرض الطواحين أو سويسرا أو السويد أو أي بلد آخر( بذيج الدنيا ) يداعب خيال الملايين من العراقيين للخلاص من هذا السجن( الكبير ) فعسى أن تساعد هذه الزوجة أهلها ببضعة دولارات شهرية فتعينهم على العيش وفي الضفة الأخرى المقابلة ( يعض ) الكثير من الشباب أصابعهم عندما تذهب من بين أيديهم (أجمل الفتيات) إلى الخارج ؛ لأنهم لا يستطيعون الزواج بهن لضيق ذات اليد حيث الجيوب التي تصفر فيها الرياح والخاوية على عروشها والركض الماراثوني و( العشة خباز ) وبعد أحداث التغيير في عام 2003م بدا الزواج مختلفا في العراق حيث تحسن الرواتب حتى أطلق على الموظفة لقب ( كية ) لأنها أصبحت ( طكوك ... خالي ) حيث بدأت الكثير من الموظفات بشراء المصوغات الذهبية من ( أبو لهيب ) و( أبو ماهر) وغيرهم من الصاغة ( أبقاهم الله ذخرا للأمة العربية ) , حيث شكل الذهب والراتب مطمحا ومطمعا للكثيرين من الرجال الذين لم يسعفهم الزمن في الحصول على شهادة أو وظيفة فأصبح حلمهم هو الزواج من ( موظفة ) تتقاسم معهم المسؤولية والحياة تعاون و( شكو بيهه ) و( ماكو فرق ) حتى أن البعض بدأ يسأل عند تقدمه للزواج من الموظفة عن ( درجتها الوظيفية ) و( شكد تستلم )!! و لكن عندما تتحمل هذه ( الموظفة ) المسؤولية المادية وحدها فهذا من العجب العجاب , فضلا عن فقدان الانسجام في كثير من الأحيان بينهما حيث اهتماماتها كخريجة تختلف عن اهتماماته كـ ( مريج ), حيث تفصلهما مسافة حتى في رؤية ومتابعة البرامج والأفلام في الفضائيات وربما ينعكس ذلك حتى في الطعام والملابس وصار الزواج من ( موظفة ) حديث الساعة في البيوت والطرقات والمقاهي ودوائر الدولة , كاتب السطور ليس ض!
د هكذا ن
وع من الزواج بقدر ما هو ضد المجتمع الذي أخذ ينظر إلى الموظفة بأنها مصدر يدر ( راتبا ) فقط فالمرأة أكبر من هذا بكثير لأنها كائنة ( ملكوتية ) يتماهى معها الرجل لتكميل ذاته بالسكن إليها . إن وجود هذه الزيجات تسبغ على الزواج صفة البراغماتية (النفعية) المادية المتبادلة مع أن هذا الزواج يساهم في القضاء على ( طنطل ) العنوسة , إن الذي دفعني لكتابة هذه السطور قصة سمعتها في الجامعة وهي أن الموظفة ( فلانة ) الحاصلة على شهادة الماجستير ذات الراتب ( الطاك ) آمنت بالمثل المصري ( ظل راجل ولا ظل حيطة ) فتزوجت من شقيق صديقتها الحاصل على شهادة الابتدائية والذي يعمل يوما ويجلس عشرة والذي فرح فرحا كثيرا عندما أخبرته أخته بأنها ستخطب له صديقتها ( الموظفة ) ( أم الماجستير ) وتم الزواج فعلا ولكنها بعد فترة وجيزة اكتشفت أنها تتحرج بالخروج معه ؛ لأنه لا يجيد التحدث بشكل مناسب مع الناس فضلا عن أنه انصرف إلى هواية جديدة وهي تربية الطيور ( مطيرجي ) إذ بدأت المسكينة تشاهده صباحا يصعد على السطح ويصيح ( كش عاع ) مما أدى إلى أن تستأجر في منطقة أخرى خوفا من الفضيحة وقد حاولت مرار وتكرارا منعه لكن من دون فائدة , وبالرغم من هذه المعاناة وعندما يشتد بينهم الخلاف يقول لها (لولاي لكنت غير متزوجة لحد الآن) آلمتني هذه الحكاية كثيرا فهذا الرجل وغيره عد نفسه منقذا لها من شبح العنوسة ونسى أنه أفقد زوجته ( الموظفة ) حبها للحياة ورحم الله الشاعر معروف الرصافي حين قال : ( وإذا الزواج جرى بغير تكافىءٍ / وتحاببٍ فالخير أن نترهبا ).



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء
- جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء
- ثقافة القيادة
- كتاب مدينة الخالص بعد التغيير
- تأهيل الناقد
- سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب
- ياسين النصير يعيد لقيصر مالقيصر
- القومية مشروع فاشل إنتهى بكرة قدم !!
- ثقافة الاحذية رؤية سايكولوجية
- إقتناص الذات الذات الضائعة قراءة في قصص تليباثي
- هواية احزاب وشوية الحياطين
- شباب اليوم والانتماء للأحزاب
- الجاحظ وصورة الآخر في كتاب البخلاء
- شباب اليوم والإنتماء للأحزاب
- نعيش نعيش ليحيا الوطن
- نفط العرب للعرب والغاز للكاكات
- الوجه الاخر للمرأة
- المراة نصف المجتمع وشوية اكثر


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى كاظم صادق - الزواج من موظفة حلم الكثيرين