أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ألا نخجل؟!!














المزيد.....

ألا نخجل؟!!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 08:45
المحور: كتابات ساخرة
    


ما تزال إسرائيل تسعى لاستعادة رفات جنودها وجواسيسها ممن فقدوا أو قتلوا منذ سنوات طويلة،فقد نشرت يديعوت يوم أمس 10/10/2011 ملفا عن أشهر الجواسيس الإسرائيليين في ستينيات القرن الماضي، وهو إيلي كوهين الذي أعدم في سوريا عام 1965 .
إيلي كوهين صهيوني يهودي من مواليد الإسكندرية، نشأ في حظيرة المخابرات الإسرائيلية، وغيَّرته إسرائيل في معامل الموساد ليصبح رجل الأعمال السوري الأصل المتحمس لوطنيته السورية (كامل أمين ثابت) والذي عاش تاجرا كبيرا في الأرجنتين،قبل أن يعود إلى (وطنه) المزعوم ليخدمه!!
وأصبح كامل أمين ثابت من أبرز قادة حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان مستشارا كبيرا في النواحي الأمنية، يزور القواعد العسكرية ويصورها بدقة، حتى أن إسرائيل قالت عنه:
" لولاه لما انتصرتْ إسرائيل في حربها عام 1967 "
فهاهي دولة إسرائيل اليوم تسعى بمختلف الجهود لإعادة رفات هذا الجاسوس الكبير، ليُدفن كرمز وطني أولا، وكمصدر بطولة لأسرته ولزوجته ناديا ثانيا.
فقد كشف الصحفي رؤفين ويس في يديعوت أن بروفسور اللغة العربية في الجامعة العبرية شموئيل موره تمكن من التعرف على سجينٍ كردي سجن خمس سنوات في سوريا، اسمه داود باغستاني، شغل زنزانة إيلي كوهين بعد مقتله، وهو يعمل الآن رئيس تحرير صحيفة إسرائيل الكرد في كردستان، تمكن من قراءة مذكرات إيلي كوهن على زوايا الحائط، وكان كوهين يشتكي في مذكراته من خيانة المقربين له.
ويُشاع بأن الجاسوس الوطني المصري المشهور الذي كان يعمل لحساب مصر رفعت الجمال، أو رأفت الهجان، هو الذي كشف إيلي كوهين عندما وجد صورته مع المشير علي علي عامر، وهما يتفقدان التحصينات الحربية للجيش السوري قبل كشف الجاسوس.
أما عن رأفت الهجان، فلولا قصته التي ظهرتْ في كتاب، والمسلسل التلفزيوني، لما سمعنا به نحن العرب، وما أكثر من اختفوا أو قتلوا من مخلصينا الوطنيين، ممن لا تعرف الأجيالُ العربية عن بطولاتهم شيئا!!
استعدتُ مرة أخرى الكتاب الذي صدر منذ أقل من عام واسمه( العرب من وجهة نظر يابانية) للكاتب الياباني نوبواكي نوتوهارا، الذي ترجمته منى فياض ومما جاء فيه:
" لا يكترث العرب لسجنائهم السياسيين، ويتركونهم لأسرهم كقضية شخصية"
نعم إنها إحدى أبرز جرائمنا في حق الوطن، حين ننسى أبطالنا ومناضلينا ونهملهم ، فنحن بذلك قد أفسدنا وطنية أجيالنا، ولم نقم بأهم واجباتنا، وهي تكريم المناضلين وترسيخ بطولاتهم في أذهان أبنائنا، وصياغة هذه البطولات في المناهج المدرسية وفي الفنون بمختلف أشكالها وألوانها، وجعلهم رموزا من رموز التاريخ، لكي لا يندم المناضلون على نضالهم الشريف، ويقولوا نادمين كما قال كثيرون، ليتنا لم نناضل!!
ما أكثر شهداءنا، وما أكثر أسرانا ، وما أكثر مفقدودينا، ولكن ما أقل وفاءنا لهم!!
ألا نخجل من أنفسنا ونحن ننتظر الأرشيف الإسرائيلي عندما يُفتح لنعرف منه المذابح التي ارتُكبتْ في حق أهلنا وذوينا، ونكتشف منه الحقيقة التي كانتْ خافية علينا سنواتٍ طويلة، فقد اكتشفنا في تسعينيات القرن الماضي مذبحة كبرى تشبه مذبحة دير ياسين جرت في قرية الطنطورة في حيفا 1948 بفضل باحث إسرائيلي في جامعة حيفا هو تيدي كاتس؟!!
ألا نخجل من أنفسنا ونحن نقبل أن نُبادل عظام جندي إسرائيلي واحد قُُتل منذ سنوات، بمئات الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأن نكتشف خطورة هذه الذَِلة والمهانة على تاريخنا ونضالنا؟!!
ألا نخجل من أنفسنا، ونحن ما نزال نستقي عدد أسرانا الفلسطينيين، من الصليب الأحمر الدولي؟!!
ألا نخجل من أنفسنا ونحن نرى أبناء الأسرى الأبطال وأسرهم يعانون ضائقة الحياة، ويُقاسون الأهوال، بسبب بطولات أبنائهم وذويهم ؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!
- هنيئا لأوباما بتقدير ممتاز
- سوبر عنصرية
- الصراف الآلي المدرع
- وجاء دور النقب
- دليل سلاطين العرب
- ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟
- لا تلوموا السير بالمر
- التعليم سلاح اليهود السري
- قصة عملية الرصاص المصبوب 2
- ألاعيب وحواسيب
- غزة سجنت سجنها
- ليتني بقيت في السجن !
- الاحتلال وثورة الخيام
- فجاعة ومجاعة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ألا نخجل؟!!