أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية














المزيد.....

ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 23:58
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يعرف كثيرون خارج فلسطين، مميزات الانقسام، فالكل يندبون ويلطمون ولا يُدركون بأن للانقسام ميزاتٍ وفوائدَ أيضا!
أما أبرز مميزات الانقسام، فهي أننا الدولة الوحيدة في العالم التي لها وزارتان برئيسين لا صلة بينهما أبدا، ولكل وزارة منهما مخطط خاص، ولها موعد اجتماعات خاص أيضا، ولكلٍ قراراتها الخاصة!
وهذه سابقة لا مثيل لها في عالم اليوم، وينتج عنها مجموعة ميزات أخرى أبرزها، أن لفلسطين جيشين مُدربين تدريبين مختلفين تماما، فهم قد يتشابهون في المسميات والرتب والأزياء، ويختلفون فيما عدا ذلك!
وهناك أيضا نوعان مختلفان من الموظفين، موظفون لغزة يداومون في مكاتب ووزارات، أما موظفو رام الله فلا يمكن تمييزهم إلا إذا راقبتهم أمام بنوك التابعة لرام الله في غزة في مواعيد استلام المرتبات!
وهذه الانقسامات السابقة معلومة للجميع منذ سنوات، كما أن الانقسام طال النظام المصرفي، وأوجد نظاما مصرفيا غريبا عجيبا، يُلائم عصر العولمة! فأصبحت هناك بنوك تتبع حكومة رام الله، ومصارف تتبع حكومة غزة، وهما أيضا يسيران على خطين متوازيين لا يلتقيان!
أما أحدث وأروع ألوان الانقسام فقد حدثت في شهر رمضان لهذا العام 2011 ، حيث فوجئ المواطنون الآمنون باقتراحٍ يقضي بتأخير التوقيت ساعة واحدة بداية شهر الصوم، لكي يشعر الصائمون بأنهم يُفطرون في وقتٍ مبكر، مما يخفف عنهم ضائقة الصيام، وكل ذلك تمَّ بلا استشارات، وإنما باجتهادات، فأخّر جمهورُ الفلسطينيين ساعاتهم ونفذوا التأخير آملين أن يتوافق الطرفان، وقضوا رمضان سعداء هانئين غير عابئين بالساعات، وما إن انقضى رمضان، حتى صدرت الأوامر بتقديم الساعات من جديد كما كانت قبل حلول رمضان!
وكان أن التزمت رام الله بتقديم الساعة، ورفضت غزة تقديمها لأنها بعد شهر واحد ستُؤخر من جديد، فظل أهل غزة يعانون من نظام التوقيتين، فمؤسسات رام الله في غزة اضطرت لتقديم الساعة، بينما بقيت جاراتها التي لا تتبع رام بتوقيت شتوي!
فأصبحنا الوطن الوحيد في العالم الذي يطبق نظامي توقيت مختلفين في وقت واحد في منطقة جغرافية واحدة... والسبب يعود بالقطع إلى أن خطوط الطول لجغرافيا غزة ليست هي خطوط الطول لطبوغرافيا الضفة، كما أن خطوط العرض لقارة غزة، تختلف عن خطوط العرض لمحيط الضفة ... ولله في خلقه شؤون!!
أين مشرفو كتاب غينس للأرقام القياسية؟!!!!
رأيت صديقا لبس في يده ساعتين مختلفتين كاحتجاج على مهزلة التوقيتين!
وسأحاول نحت فلسفة هذا الانقسام التوقيتي، وسأخترع له محاسن خاصة به!
فمن أبرز محاسن الانقسام التوقيتي الفلسطيني، أن المنكوبين الفلسطينيين بالاحتلال والقهر، والحصار والفقر، أحسوا للمرة الأولى بالانتشاء والفخر بفعل الانقسام التوقيتي، لأن مساحة وطنهم الصغير جدا، ليست هي المساحة المقررة في كتب الجغرافيا، بل إن مساحة فلسطين (الحلم) تُماثل أمريكا وكندا وأستراليا، فمساحة قطاع غزة ليست ثلاثمائة وخمسة وستين كيلو متر مربع، وإنما هي مساحة مفتوحة تُقاس بملايين الكيلومترات! وعلى ذلك فإن الشهيد الراحل أبو عمار كان مبادرا حين قسَّم غزة إلى خمسة محافظات، وذلك لإشعار أهلها بأنها واسعة مترامية الأطراف تشبه الدول الكبرى، وأنها لا تقلُّ عن أية دولة من الدول!
أما مساحة الضفة والتي تقارب الستة آلاف كيلو متر مربع، ففيها إحدى عشرة محافظة بالتمام والكمال، مع العلم بأن محافظاتها معزولة بالكامل عن بعضها، وهذا يُعزز شعور الفلسطينيين بضخامة مساحة وطننا، فمن يرغب في الانتقال من محافظة رام الله للقدس مثلا - وهي مسافة تقاس في الحقيقة بدقائق معدودة –فإن حواجز التفتيش الإسرائيلية تجعل المسافة بين محافظة رام الله والقدس أبعد من المسافة بين رام الله وباريس، أو بين رام الله وواشنطن!!
فهل نحن على أعتاب إصدار عملتين مختلفتين للدولة الصيفية والدولة الشتوية، حتى نحقق مكاسب كبيرة في سوق المال العالمي؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟
- لا تلوموا السير بالمر
- التعليم سلاح اليهود السري
- قصة عملية الرصاص المصبوب 2
- ألاعيب وحواسيب
- غزة سجنت سجنها
- ليتني بقيت في السجن !
- الاحتلال وثورة الخيام
- فجاعة ومجاعة
- حروف مضيئة من كردستان
- قطرة حرية من وادي النسناس
- غزة والقهروباء
- من المخزون العنصري الإسرائيلي
- قصة قريتين فلسطينيتين
- إلى مناضلي غزة
- أكبر أخطاء إسرائيل في التاريخ
- مسكين هذا الشهر
- التعليق السياسي
- محاكمة سكان العراقيب وتغريمهم
- ابنة النيل وسفَّاح النرويج


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية