|
قصة عملية الرصاص المصبوب 2
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قصة عملية رصاص مصبوب 2 ترجمة/ توفيق أبو شومر يديعوت 27/8/2011 تحقيق المحلل العسكري إلكس فايشمان عندما دخل إيهود بارك إلى وزارة الدفاع يوم الأحد الماضي كان بانتظاره ملف بعنوان( عملية الجنوب) ويحتوي الملف على مسودة الحرب على غزة، وكان يحتاج فقط للموافقة عليه. كانت الخطة بتفصيلاتها وأهدافها تهدف لعدم إتاحة الفرصة لحماس لالتقاط انفاسها، أو للقيام بردة فعل، وتتضمن أيضا عمليات ضد إطلاق الصواريخ من غزة، وتشمل الصواريخ بعيدة المدى التي يصل مداها لتل أبيب. كان الجو جوَ حرب، وكان المسؤولون ينامون في مكاتبهم، يعدون الخطط، مستفيدين من الحرب اللبنانية الثانية، ومن إخفاقاتها ، التي لم تأخذ في الاعتبار تعقيدات العدو وردود أفعاله. ووضعت خطة كاملة، بما في ذلك انتشار جيش الدفاع في الجبهة الداخلية. ومن الدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية، صب كثافة نيران قوية، وهذا ما جرى بالفعل في عملية الرصاص المصبوب الأولى، وهذا ما سيكون في العملية القادمة. كانت العملية جاهزة للتنفيذ ، وتلقى الطيارون التعليمات بذلك ، وتم إبلاغ الأطراف الدولية ، وبخاصة أمريكا ومصر، لتمكينهم من اختيار البدائل. وبعد ساعات من عملية إيلات الخميس ، كانت الأهداف المرصودة هي الجهاد الإسلامي ، ولجان المقاومة الشعبية ، ولم تكن حماس على القائمة، باستثناء عدة أهداف للضغط لمنع الهجمات. وبعد ضرب الإرهابيين اختفت قيادة حماس السياسية والعسكرية، واكتفوا بارسال الناطقين الإعلاميين أمام عدسات الكاميرات. وتشمل الخطة الثانية مهاجمة حماس مع أن التقديرات تشير إلى أنها غير متورطة في عملية إيلات، وكانت لجان المقاومة الشعبية قد أطلقت قبل أسبوع من عملية إيلات صاروخ غراد على كريات غات، وسجنتْ حماس مطلقي الصاروخ. استكملت الاستعدادات في القوى البشرية في الجيش ، وبقيت أربع وعشرون ساعة لبدء الحرب، وفي يوم السبت مساء ظهرت مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة، وأعلنت حماس الهدنة. حماس لا ترغب في حرب أدرك المسؤولون أن حماس مرتبكة، ولا ترغب في التصعيد، وأن ثمة من يدفعها لذلك ، فهي لم تطلق الصواريخ، كما أنها أرسلت شرطة لمنع إطلاق الصواريخ، وطلبت من المصريين هدنة، وكانت إسرائيل تعلم ذلك، فحماس لا ترغب في المواجهة، فهم يُنتقدون بأنهم يسحبون البساط من تحت قدمي محمود عباس، في انتظار خطوة سبتمبر وإعلان الدولة، كما أن هناك ضائقة اقتصادية سيئة في غزة، فالحكومة تعاني من أزمة توفير مرتبات الموظفين، لذا فهم محتاجون للتهدئة، كذلك من أجل صفقة شاليت، كما أن حماس تخشى أن تغلق مصر معبر رفح . ادركت حماس بأن عملية الرد الإسرائيلية كانت تمهيدا لعملية عسكرية كبيرة، فغادر رئيس الوزراء إسماعيل هنية مكتبه يوم الثلاثاء واختفى قادة حماس والجهاد في ملاجئ محصنة. وفي يوم الأربعاء قتل عضو بارز في الجهاد الإسلامي، وكان قد قتل عضو آخر يوم الخميس، وعاد مسلسل التصفيات من جديد . وفي يوم السبت طالبت مصر إسرائيل بالامتناع عن القيام بعملية عسكرية، لأن المجلس العسكري المصري يحاول استيعاب موجة المظاهرات ضد إسرائيل في القاهرة، وقال المصريون بأن أية عملية في غزة، ستقضي على فرص المفاوضات مع حماس، وستكون القيادة المصرية عاجزة عن التعامل مع الجمهور المصري المتظاهر ضد إسرائيل. وهذا ليس هو فقط السبب في إيقاف عملية الرصاص المصبوب 2 في غزة، بل إن خوف إسرائيل من التأثير السلبي على موقفها من توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة في سبتمبر القادم كان أيضا من عوامل إيقاف العملية، فالعملية ستضعف موقف إسرائيل في مواجهة دول العالم. واشار آخرون إلى أن أية عملية في غزة سوف تهز النظام الأردني، وكذلك فإن تركيا ستصبح (راعية غزة) المدافع عنها. كان جهاز الشين بيت يدعم العملية، بغض النظر عن مضاعفاتها، ووعد بإمداد الجيش بالأهداف. خفَّض الجيش من استعداداته، ثم عاد ورفعها من جديد، فعادت إلى السطح مرة أخرى (العمليات الانتحارية)، لذا فقد قام الشين بيت بأكبر عمليات الاعتقالات منذ عام 2002 فاعتقلت في ليلة واحدة مائة وخمسين عنصرا من حماس في الخليل من الناشطين السياسيين وأعضاء البرلمان، وكانت تلك من أضخم عمليات الاعتقال منذ انتفاضة 2002 . ومع حلول شهر سبتمبر، فإن جيش الدفاع يُجَرُّ إلى مواجهات أخرى، ويبدو أنه لا مفر من استدعاء الاحتياط، فسياسيونا في مأزق، والجمهور لا يُعير اهتماما، ويمكن أن تشتعل الحرب ثانية، فملفها جاهز! (لا يُسمح بالاقتباس للمواقع التي تُزيف الترجمة وتنسبها إلى مواقعها)
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألاعيب وحواسيب
-
غزة سجنت سجنها
-
ليتني بقيت في السجن !
-
الاحتلال وثورة الخيام
-
فجاعة ومجاعة
-
حروف مضيئة من كردستان
-
قطرة حرية من وادي النسناس
-
غزة والقهروباء
-
من المخزون العنصري الإسرائيلي
-
قصة قريتين فلسطينيتين
-
إلى مناضلي غزة
-
أكبر أخطاء إسرائيل في التاريخ
-
مسكين هذا الشهر
-
التعليق السياسي
-
محاكمة سكان العراقيب وتغريمهم
-
ابنة النيل وسفَّاح النرويج
-
نشرة أخبار سلطانية
-
وثيقة أمريكية عن سلاح إسرائيل النووي
-
تقرير يُشخِّص أزمة العرب
-
عنصرية الدولة الديمقراطية!
المزيد.....
-
إصابة 5 جنود في إطلاق نار بقاعدة فورت ستيوارت للجيش الأمريكي
...
-
عراك في داخل البرلمان العراقي.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟
-
إهانة للذاكرة الجماعية في باريس.. توقيف رجل بعد أن أوقد سيجا
...
-
بسبب النفط الروسي.. ترامب يفرض ضرائب إضافية بنسبة 25% على ال
...
-
انقسام حاد داخل إسرائيل حول خطة احتلال قطاع غزة
-
وزير الصحة الأميركي يوقف تمويلًا فيدراليًا بقيمة 500 مليون د
...
-
زيارة نادرة.. بوتين يستقبل ملك ماليزيا في الكرملين
-
ماذا بعد رفض حزب الله تسليم السلاح؟ وماهي التداعيات المتوقع
...
-
ماكرون يطالب -بمزيد من الحزم- حيال الجزائر ويعلق إعفاء حاملي
...
-
مصرع وزيرين بارزين في تحطم مروحية بغانا
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|