أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير قوطرش - سوريا إلى أين؟.














المزيد.....

سوريا إلى أين؟.


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبعة أشهر مضت على عمر الانتفاضة السلمية في سورية .الانتفاضة التي بدأت بتحرك الشباب السلمي المطالب بالعدالة والحرية .هؤلاء الشباب الذين يعلمون علم اليقين بما لا يريدونه ,أكثر من معرفتهم بما يريدونه بالضبط
فهم قاموا ضد الظلم الذي وقع عليهم ,قاموا ضد الفساد الذي تغول في قوت يومهم ,قاموا انتقاماً لكرامتهم ومصادرة حريتهم في التعبير .لكنهم مازالوا غير متفقين مطلقاً على البديل في حال سقوط النظام وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.
لهذا حاولت قوى المعارضة في الداخل والخارج بأحزابها السياسية التقليدية التي فوجئت بالانتفاضة وكسر حاجز الخوف ,العمل بسرعة على لم صفوفها بالتعاون مع بعض الشخصيات الوطنية في الداخل والخارج والتي دفعت الثمن خلال مسيرتها النضالية سنوات من الاعتقال والتعذيب أو النفي والتشريد .وحاولت هذه المعارضة التقليدية الإجابة على السؤال الذي لم تطرحه قيادات الشباب حول طبيعة النظام السياسي الذي يجب أن يحل محل الحكم القائم.
المعارضة السورية هي أطياف متنوعة من الأحزاب والشخصيات العلمانية ,والأحزاب والشخصيات الإسلامية ,يسارية ويمينية ...ومستقلة .جمعها هدف إسقاط النظام ,واختلفت في الأسلوب الأمثل لإسقاطه .البعض يريد الحوار والإصلاح,والبعض الأخر يريد إسقاط النظام بكل رموزه الأمنية والفاسدة مع الحفاظ على وجود الرئيس كضمانة لعدم تدهور البلاد إلى مالا يحمد عقباه كحدوث فراغ سياسي وأمني ,والبعض الأخر رفع سقف شعاراته إلى شعار إسقاط النظام بكل مكوناته المؤسسية ومن ثم إعدام الرئيس.
النظام ,كما تعودنا عليه وكما عرفناه على مدى أربعة عقود ,هو نظام أمني بامتياز ,انتشر الفساد في كل مفاصله (باعتراف النظام نفسه),وأصبح غير قادر على إصلاح وضعه ,لوجود المستفيدين من قيادات حزب البعث التي ترهلت (كما قال الرئيس بشار) وتعاونت مع المافيا الأمنية والبرجوازية الطفيلية على سرقة كل ما يمكن سرقته من ثروة الوطن التي هي حق لكل مواطن وخاصة الشباب الذي فقد الأمل بالمستقبل لقلة فرص العمل ,أو ضعف الدخول ,التي لا يمكن معها حتى تأسيس عائلة تعيش على الحد الأدنى.
هذا النظام الأمني ,فوجئ بالحراك السلمي ,وطار صواب قياداته الأمنية التي هالها كسر حاجز الخوف,الخوف الذي طبّعت عليه رعيتها ليصبحوا بنظرها قطيع غنم لا أكثر ولا أقل ..., قاوموا الانتفاضة السلمية ,ليس خوفاً على الممانعة والصمود بل خوفاً على فقدان الامتيازات التي وفرها لهم موقعهم الوظيفي.وبدل التجاوب مع مطالب الحراك ,قوبلت الانتفاضة بالقتل والاعتقال والتهديد لعائلات الشباب الذين استحبوا الموت على العيش تحت ذل النظام الأمني.
أدرك رأس النظام خطورة الوضع بعد استهانته بالربيع العربي ,وبعد ما وصَف الشباب بالجراثيم ,وأسرع إلى إطلاق حزمة من الإصلاحات ,التي كان من المفروض تقديمها منذ استلامه السلطة ...لكن هذه الحزمة ترافق إصدارها مع شلال الدم ,دم الشهداء من أبطال الانتفاضة ,ودم الذين نفذوا الأوامر إرضاء للنظام ولقادتهم الذين لا يعرفون إلا لغة القتل.
أعداء النظام هم كثر ,منهم من ينتمي إلى رأس النظام من الأقربين ,أو ممن كانوا معاً على نفس المركب ,أو من قبل حركات متطرفة إسلامية ....هؤلاء استغلوا الحدث ,بالتعاون مع قوى إقليمية وعالمية ,وجندوا عصابات غايتها إحداث حالة من الفوضى ,لحرف سلمية الانتفاضة ,ولإعطاء الذرائع للأمن في الإمعان بالقتل ونشر الفوضى التي سترهق النظام وبالتالي تمهد الجو للتدخل الخارجي..وإزاحة النظام ليكونوا البديل تحت شعارات الحرية والديمقراطية والتعددية .
النظام منذ بداية الحراك السلمي ...صرح عدة مرات أنها (خلصت) ...وفي الحقيقة زادت ,بل تطور الأمر إلى حمل السلاح في بعض المناطق .وأختلط الحابل بالنابل حتى على القوى السياسية وصار الجميع يرددون من يقتل من؟؟؟؟؟؟
المعارضة صرحت منذ البداية أن سقوط النظام هو مسألة وقت فقط .لكن النظام استفاد من أوراق سياسية استطاع أن يلعبها ليثبت أقدامه محاولاً إنهاء الوضع المتأزم ,واعداً الشعب أن طريق الإصلاح لا عودة فيه.
الصورة الآن ضبابية ,وقد تطول المواجهات ,وقد يتهيأ الوضع لتدخلات أجنبية ,بغض النظر عن الهدف ...إسقاط النظام أم حماية المدنيين. في كلا الحالتين ستكون النتائج وخيمة .
النظام يريد الحوار ,كما أعلن بعض رموزه ...لكنه يشترط وقف المظاهرات والعنف....المعارضة في الداخل تريد الحوار ..لكن بعد سحب الجيش والأمن والسماح بالمظاهرات الحرة . كل طرف متمسك بشروطه ....وكأن قضية الوطن وأرواح الشباب أصبحت رخيصة لهذه الدرجة ,بحيث لا يمكن للطرفين تجاوز هذه العقبة والجلوس إلى طاولة الحوار ,حتى مع استمرار الفعل وردة الفعل.
وحدة الوطن ,ووحدة مكوناته ,فوق كل المصالح السياسية والمادية والفئوية والطائفية.....
لهذا أتساءل أين هم الحكماء في سوريا أو في الوطن العربي الذين يمثلون شخصيات وطنية من كل الأطياف السياسية والدينية وحتى القومية والمذهبية ..أما آن الأوان للجلوس مع الأطراف المتنازعة لا يجاد صيغة وجدول زمني لإيقاف العنف والقتل المتبادل في الدرجة الأولى ,ومن ثم الاتفاق على الخطوات السياسية التي تكفل مناقشة حزمة الإصلاحات ,وتعديل ما فيها بما يتلائم مع الهدف الأساس في الوصول إلى دولة الحرية والعدالة وتناوب السلطة بشكل ديمقراطي.
وصدق من قال (لا يحك جسمك إلا ظفرك)



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المؤامرة الخارجية, والمؤامرة الداخلية في سوريا
- من قصص الثورة في سوريا
- تأخرتم يا رفيق يعقوب كرو ولكن لا بأس
- عمال التنظيفات(الزبالة) هم بعض من شبيحة نظام الأسد.
- سوريا وشعارات ..الحرية, ولا إله إلا الله
- أين هو حزب البعث في سوريا؟
- عن أي حوار يتحدث وزير الإعلام السوري .
- أين شباب دمشق وشباب حلب؟
- بعض من أوجه النفاق في سوريا.
- الحرية يا شباب سوريا
- بين الكرامة الوطنية ,والكرامة الإنسانية في سوريا
- رجاء إلى بعض المعارضين السوريين خارج الوطن.
- الرئيس الأسد يعتبر الثورات الشبابية صرعة جديدة
- متى استعبدت الناس (يانظام آل الأسد) وقد ولدتهم امهاتهم أحرار
- إلى شباب سورية الحر
- ثورة الشباب ,ثورة الفوضى الخلاقة.
- الأمور ,التي نعرفها ولا نعرفها عن القذافي.
- سنقاتل حتى أخر طلقة
- راحت السكرة ,وجاءت الفكرة.(ثورة مصر)
- لا بديل إلا الاخوان المسلمين


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير قوطرش - سوريا إلى أين؟.