ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 08:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

وعدناكم في حلقة سابقة ان نتحدث لحضراتكم عن كيفية التخلص من الاكتئاب..ولدينا نوعان من الاستراتيجيات: طويلة المدى تخص التفكير بكيفية احداث تغيرات في كل جوانب الحياة، تقلل من فرص الاصابة بالاكتئاب مستقبلا، وقصيرة المدى حين تستولي عليك نوبة اكتئاب فجأة.. فتخلصّك منها.
ان الاكتئاب يصيبك بالكسل والخمول ويستنزف موارد الطاقة لديك. وأول طريقة لمساعدة نفسك على الخروج من هوة اليأس هي ان تشغل نفسك في انشطة يومية بسيطة..مثل كتابة رسالة او اجراء مكالمة هاتفية، او التسوق او كي الملابس.
واعلم ان في الاكتئاب قوة تسحبك الى الفراش..لتطرحك فيه وتدثرك بهمومك وتجتر ماضيك وتلوم نفسك على فرص اضعتها..وتلعن نفسك والدنيا..فلا تمنحها هذه الفرصة..لا تذهب الى الفراش..لا تنطوي على نفسك..اعمل اي شيء آخر، من التي ذكرناها.
ستقول: لا استطيع..اشعر بالتعب..انا مرهق.
اعلم ان هذا صوت الكآبة بداخلك لا صوتك..فليس معقولا انك لا تستطيع ان تتحدث (بالموبايل) مع صديق، او تفتح (الراديو) وتسمع اغنية..بعض المكتئبات سيقلنّ: (اوي.. والله بطران دكتور قاسم.. هو أني بيا حال ويريدني اسمع اغاني..). نعم سيدتي..ستجدينها صعبة في البداية، لا لأنك ضعيفة،بل لآن الاكتئاب يعمل على شلّ ارادتك..فأنت والكآبه مثل مصارعين في حلبة..فأن اعطيتها مسكه.. صرعتك..مع انك الاقوى..
اعترف (اعترفي) بأنك مصاب بالاكتئاب..وافعل كما لو كنت مصابا بمغص شديد في امعائك..هل تستسلم له ام تبحث عن علاج؟!
وعلاجك، بعد اعترافك واشغال نفسك بأنشطة يومية بسيطة، هو تغيير ما بداخل رأسك من افكار سلبية بخصوص نفسك.. مثل: ( انا فاشل.. كل ابواب الدنيا مسدوه بوجهي ..). او قولها عن نفسها: ( حظ ما عندي.. حظي مصخّم ونايم بالطين..).
عليك ان تعلم ( تعلمي) ان هنالك علاقة بين ما تحمله من افكار وما ينتابك من مشاعر..فحين تحمل فكرة (انك فاشل) مثلا فأن هذه الفكرة تثير لديك الشعور بالبؤس، وحين تفكر في الفرص التي ضيعتها ستشعر بالحزن والاحباط والغضب ولوم النفس..وهذه تجرّك الى ان لا ترى مخرجا لما انت فيه..فتشعر باليأس والعجز التام.
عليك ان تعالج (مغص) رأسك هذا.. بتصحيح افكارك عن نفسك.. بأن تكون على يقين انك تمتلك قدرات، وانك يمكن ان تكون ناجحا اذا استثمرتها، وان الحظ تصنعه فرصة يخلقها صاحبها، فيما حال المكتئب في تعامله مع الحظ كحال الجالس تحت شجرة التفاح وفاتح فمه..ينتظر ان تسقط التفاحة،وأين؟ في فمه بالضبط.. وتلك هي علّته، مع ان علاجها بسيط جدا.. النهوض ومدّ اليد وقطف ما يشاء من التفاح!.

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل