أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - جولة معرفية














المزيد.....

جولة معرفية


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 14:13
المحور: كتابات ساخرة
    



قد أعتبر نفسي قارئاً نهماً منذ تعلمت القراءة والكتابة ، ولكن لكل منا (محطات ) في القراءة قد تؤثر بشكل مباشر على سلوكه وعلاقاته وحتى أنتماءاته الفكرية والسياسية ، وهذه حالة طبيعية ولكن البعض قد ينقلب على كل ما آمن به إذا ما وجد قناعات جديدة في كتب أخرى أو علاقات مع قوى وأشخاص مؤثرين ، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ، فقد نشأت شخصياً في بيئة كان من الممكن أن تكون أفكاري محصورة في مجال معين من التوجهات الفكرية والسياسية ، ولكن قراءاتي المبكّرة غيّرت الكثير من قناعاتي (البيئية ) وجعلتني أتجه الى منحى آخر في افكاري وميولي في مختلف المجالات .
وكان أول من أثر بي بشكل مبكر الدكتور طه حسين في كتبه مثل الفتنة الكبرى والأيام والشعر الجاهلي وغيرها علاوة على رواياته مثل دعاء الكروان ، ولا شك أن أفكار وتوجهات طه حسين قد لا تتلاءم مع البيئة التي أعيش فيها ، ولكنها مثلت تغييراً كبيراً في مجرى حياتي الفكرية والسياسية خصوصاً ، وبعد مرحلة أكبر قرأت كتب الدكتور علي الوردي وهي جريئة ومفيدة في تلك المرحلة وكنت بحاجة الى عملية التطور الفكري خصوصاً في الظروف الاجتماعية والسياسية التي كنا نعيشها ، وعلى الرغم من عمليات المنع التي تعرضت لها كتبه مثل وعاظ السلاطين إلاّ أن ذلك كان يزيد من الطلب عليها وأصبحت في قمة الكتب التي نشرت الوعي لدى جيل كامل من الشباب ، وهذا ما جعل السلطات في مختلف العهود تحارب الوردي وكتبه وكان هذا الأمر معروفاً للجميع وكانت هذه الحالة مفيدة للمجتمع ومثقفيه واتجاهاته السياسية والفكرية التقدمية ، لذلك فحين درست على يد الاستاذ الكبير ابراهيم كبه وأرائه الفكرية اعتبرته أمتداداً لطه حسين وكارل ماركس ولينين ، وتزامناً مع مرحلة الوردي .
عندما أنتقلت الى دار أصغر من داري السابقة كان عليّ أن (أتخلص ) من الكثير من الكتب التي كنت أقتنيها لغرض القراءة خصوصاً إذا لم تكن ذات محتوى مؤثر ، لذلك حرصت على تصفح كل كتاب ووضع ما أستطيع الاستغناء عنه وقد أكتفيت بقراءته على جنب ، وما أريده (باقيا) في حياتي على جنب آخر ، فأهديت المجموعة الاولى و هي كبيرة الى بعض الأصدقاء ، وأبقيت الكتب التي أعتبرها مرجعاً فكريا ، ولا أستطيع حتى مجرد التفكير في (البعد عنها )، علماً بأنني تعرضت عدة مرات الى (غزوات ) أمنية كانت الكتب فيها أكبر تهمة وجريمة وقد فقدت الكثير من الكتب أمام تلك الغزوات الهمجية ولكني كنت سرعان ما أسترجع بعض الكتب المهمة التي صودرت من خلال الحصول عليها من الأصدقاء أو بطرق معينة يعرفها من يتعامل مع باعة الكتب في شارع المتنبي وأساليب الاستنساخ حتى في أشد الظروف التي اعتبرت تلك الكتب تمثل خطورة في محتواها الفكري الذي يعتبره البعض أكثر فاعلية من الاسلحة ، ولكن هناك صفة مشتركة بينها وهي أنها (كاتمة) لصوتها ولكنها مليئة بالانفجار .
منذ فترة لم أحصل على كتب (ستراتيجية) تدفعني الى الاحتفاظ بها ولا أعرف هل السبب مني أم من الموجود في أسواق الكتب ، ولكني أعتبر التجوال بين الكتب أكثر متعة من التجول في
(الشانزلزيه) أو في بعض الشوارع عندنا وهي مليئة بكل ما ترفضه النفس البشرية من نفايات ليس مكانها الشارع .
وتبقى الكتب دائماً المعين الحقيقي للأنسان في زيادة معرفته وثقافته ....
أتذكر أن أحد الزملاء طلب مني مجموعة من الكتب ليعطيها هدية لمدير أحدى الدوائر لانجاز معاملته ،فنظر المدير اليها مستهزئاً وقال : وهل أطعم عائلتي بها ؟



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبار بائسة
- وزير الداخلية
- ما أكو حكومة نشتكي على البق
- بعيدا عن البرودة
- سرقة الحرية والديمقراطية
- أبو ناظم بحر العلوم
- 63 عاما عجافا
- تحصين الثورات
- أكشفوا الحرامية والمرتشين
- تحنيط الحكام
- هل عراقيتنا ذنب أرتكبناه؟
- من هي أم الكبائر؟
- خطاب موحد
- آفة التزوير
- مخاطر التغطية على الفساد
- حركة التأريخ
- ديمقراطية إسرائيل
- كفى هذه الممارسة الخاطئة
- أول الغيث..والكهرباء
- أدب الحوار الحضاري


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - جولة معرفية