أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - الملف الفلسطيني الى اين؟















المزيد.....

الملف الفلسطيني الى اين؟


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قررت القيادة الفلسطينية الذهاب الى الامم المتحدة لتقديم طلب لمجلس الامن الدولي

لقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الامم المتحدة, وياتي هذا القرار نتاجا لاجتماعات متكررة تدارست خلالها المستويات القيادية الفلسطينية هذا الامر في اجتماعات منفصلة لعضويةالمجلس الوطني الفلسطينيفي نابلس والخليل ورام الله وعمان واجتماع للمجلس المركزي المنعقد في رام الله ثم اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله حيث صيغ القرار النهائي لهذا التوجه والذي عبر عنه ابو مازن بشكل حاسم في خطابه يوم السادس عشر من ايلول الحالي 2011 ,وبهذا اصبح الموقف الفلسطيني الرسمي واضحا بعد الكثير من القيل والقال عن حقيقة هذا التوجه وجديته وسافر ابو مازن فعلا الى نيويورك لالقاء كلمته في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيقوم بعد خطابه مباشرة بتسليم طلب الانضمام للامم المتحدة للامين العام لهيئة الامم المتحدة بانكي مون الذي بدوره سيقدمه لمجلس الامن والذي بدوره سيحيله الى لجنة مختصة ينتظر ان تقدم تقريرها لاحقا بالتوصية بالايجاب او الرفض حيث يصوت مجلس الامن في الوقت الذي يراه مناسبا ليتخذ قراره .الى هنا نصوغ ترجمة قرار القيادة الفلسطينية ومفاعيله الاجرائية وفقا لنظام الامم المتحدة المتبع بهذا الشأن.
الاحتمالات:
1-هناك احتمال بان يصوت مجلس الامن بالاغلبية بقبول العضوية,وبهذا تتحول عضوية فلسطين من عضوية مراقبة لمنظمة التحرير الفلسطينية الى عضوية عادية لدولة فلسطين ,وهذا يتطلب تصويت تسعة اعضاءعلى الاقل من مجلس الامن المنعقد بجلسة نظامية دون ان تصوت امريكا او غيرها
بحق الفيتو,وهنا يكون بالامكان ان تشترك فلسطين في مؤسسات الامم المتحدةالمختلفة بصفتها دولة كاملة العضوية ,وبصفتها دولة تحت الاحتلال؟
2-احتمال ان لا يحصل طلب منظمة التحرير على العدد المطلوب بما لا يقل عن تسعة اعضاء من مجلس الامن ,او ان يحصل ولكن تصوت امريكا بحق النقض الفيتو فيفشل الطلب في الحالتين ويبقى الحال على حاله,ويعود ابو مازن بعد اتمام رحلته الى الامم المتحدة الى الهيئات الفلسطينية لتأخذ قرارها وتحدد السياسة اللاحقة كما صرح مرات عديدة
وهنا نسجل الملاحظات التالية :
اولا :ان معارضة امريكا واسرائيل وعددا من الدول الاوروبية ناتجا عن رغبة هذه الدول في حصر العلاقة بين القيادة الفلسطينية واسرائيل في التفاوض المباشر فقط وحصريا ,وان تتم هذه العلاقة من خلال الرعاية الامريكية والاوروبيةحصريا كذلك.
ثانيا :ان هذه الدول تعارض التوجه للامم المتحدة ارتباطا بقرارات ومنهج اوسلو الذي حدد العلاقة بالتفاوض المباشر فقط ودون اللجوء الى الامم المتحدة .
ثالثا: ان القيادة الفلسطينية تدرك تماما هاتين الملاحظتين ,كماوتعلم مواقف هذه الدول من خطوة الذهاب للامم المتحدة,
ثالثا:وقد اتخذت موقفها هذا الذي يخرج على غير العادة عن مواقف دول المجموعة الاوروبية وامريكا نتيجة الازمة الخانقة التي يعاني منها مسار القضية الفلسطينية ,واستفادة اسرائيل الى الحدود القصوى من هذا الجمود طوال العقدين الماضيين متمثلا في استمرار الاستيلاء على الاراضي وبناء المستوطنات وتهويد القدس وممارسة اسرائيل لدورها الاحتلالي كاملا وكأن اتفاقات اوسلو لم تكن في معظم الاحيان باستثناء الدور الامني للسلطة.
ووصول السلطة الى ازمة خانقة فهي كما قال ابو مازن لم تستطع تحقيق الدولة ولا حتى دفع رواتب الموظفين,ولا التوصل مع اسرائيل لاية خطوات تتقدم فيها القضية ولوشكليا ولم تستطع معالجة مشكلة الانقسام والمصالحة ,بما يجعل كل مسار السلطة في طريق مسدود ولا مخرج منه,بحيث انه اما ان تستقيل السلطة ويعود الاحتلال لتسلم مهمته في الادارة او تستقيل السلطة دون ان تقدم اية مخرج للشعب من هذه الازمة او تتوجه للامم المتحدة لتبحث عن حظها هناك وتكسب مزيدا او قليلا من الوقت.
خيار قيادة السلطة :
وهي تعلم كذلك ان هذا الذهاب مأزوم ليس اقل من عدمه ,فهي لم تستطع ان تؤمن تسعة اعضاء مؤيدين لطلبها في مجلس الامن ,كما واشهرت امريكا معارضتها ونيتها التصويت بحق النقض الفيتو,كما هددت امريكا وغيرها بقطع المساعدات التي تقدم للسلطة وهددت اسرائيل بالويل والثبور وعظائم الامور ,وهكذا وكأن السلطة تهرب من الدلف الى المزراب مباشرة ,فماذا تريد هذه القيادة؟
ان القيادة في وضع صعب كما القضية في ظل هذه القيادة في وضع اصعب بل وفي حالة موات كفاحي ناتج عن استمرار القمع الاسرائيلي وعن تآكل فصائل العمل الوطني والاسلامي وتحول دورهذه الفصائل الى احزاب انتخابية علنية.
لقد انتقلت من فصائل العمل الوطني الكفاحي المقاوم للاحتلال الى حالة عاجزة عن ممارسة هذا الدور تحت طائلة العصا ,فكل بنى هذه الفصائل مكشوفة من القمة الى القاعدة ,واكثر ميلا الى المسالمة حتى وان جاهرت بغير ذلك ,كما وان اية محاولات من بعض الفصائل لاعادة تجديد نفسها في ذات الظروف التي تحللت خلالها وبالطرائق التي تحفظ الدور العلني لقياداتها تحت الاحتلال ورقابته هي محاولات غير جادة, ناهيك انها محكومة بالفشل والضربات القوية من قبل الامن الصهيوني وكذلك الفلسطيني , علما ان الفصائل التابعة لمنظمة التحرير تتقاضى مخصصاتها من السلطة وتحت بصر واشراف الاحتلال,ولا يمكن استثمار هذا المال من اجل التحولات الكفاحية ,وان هناك سعي حثيث لتجميد موارد حماس والجهاد الاسلامي كما حصل سابقا مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها في اوائل عقد التسعينات من القرن الماضي حيث توقفت المصادر من الدول العربية ومنظمة التحرير الى درجة الجفاف التام واصبح الكادر المتفرغ في عوز شديد كما العجز عن تسديد الالتزامات.

ان حال الفصائل هذا يعني ان القيادة لا تستطيع الاستناد لهذه الفصائل لو ارادت مجابهة جدية للاحتلال من اجل فتح خيارات اخرى. كما ان السلطة لا تبحث عن الخيار الكفاحي وذلك بحكم شروط وجودها والالتزامات التي تحكمها فهي ليست سلطة مجابهة ولا دولة مجابهة هي سلطة الحكم الذاتي الناشئة عن اتفاقات اوسلو.
ان فقدان الخيار الكفاحي الفلسطيني يضع اسرائيل والدول المساندة لها في وضع مريح وقادر على المساومة والمماطلة واضاعة الوقت على الفلسطينيين,علما ان الوقت هذا ضروري للاحتلال وهو قادر على استثماره لصالحه وعلى حسابنا وهذه نقطة تفوق للاحتلال .
الخيار الاكثر قربا من المصلحة الوطنية :
في هذه الظروف الموصوفة اعلاه يبدو ان خيار نقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة هو خيار آخر يمكن البحث فيه وتنميته بشروطه اللازمة .
ان التوجه الحالي لمجلس الامن هو عبارة عن خطوة سياسية تمارس في الحدود التقنية ,حيث يقوم بها مجموعة من الاختصاصيين الدبلوماسيين والحقوقيين ويقدمون ورقتهم ويتفاعلون حولها مع من يلزم, ثم يعودون الى النقطة التي انطلقوا منها في انتظار النتائج التي ستظهر خلال فترة تطول او تقصر .
ان نقل الملف للامم المتحدةى هو نهج جديد يختلف عن نهج التفاوض الحالي والذي تحكمه الرعاية الامريكية مباشرة وبمرجعيتها .
ان نقل الملف قد يبدأمن تقديم الطلب للامم المتحدة ولكنه لا يقف عند هذا الحد .لقد التزمت السلطة بالمحافظة على الهدوء وعدم اثارة المشاكل للاحتلال, والسيطرة على الحركة الجماهيرية وضبطها في حدود اعلان التاييد لقرار القيادة بالذهاب لتقديم الطلب لمجلس الامن .وهنا تكون المسألة محدودة كما ذكرنا كنشاط دبلوماسي منعزل عن النضال الوطني وحركة الجماهيروفقط مصحوبة بالنشاط الاعلامي ومظاهره المختلفة .
ان اتخاذ قرار فلسطيني من قبل المنظمة لنقل الملف الى الامم المتحدة ,لا بد وان يعني بوضوح الاعلان بان مسار اوسلو قد وصل الى نهايته المفجعة وانه آن الاوان لمغادرة هذا المسار .ان مثل هذا الاعلان هو خطوة ضرورية لاعادة الملف الى الشعب الفلسطيني اولا و الذي سيقف وقفة مراجعة نقدية في وقت من الاوقات, ويستخلص العبر ويحكم على هذه التجربة المعاصرة للثورة حكمه النهائي.ان اتخاذ مثل هذا القرار يعني ان يتم تمترس حول هذا التوجه بصفته سياسة لا محيد عنها في اطار العمل السياسي الفلسطيني مهما كان رأى امريكا واسرائيل وبما في ذلك تجنيد دبلوماسيين من الخارج لا تحتكم حركتهم اليومية لتصريح الاحتلال .
كي يكون الامر كذلك لا بد ان تكون هذه الخطوة ضمن سياق حالة كفاحية فلسطينية مما يستدعي العمل على استثارة حالة نهوض شعبي وجماهيري على كل الصعد وان لا تظل خطوة التوجه خطوة بروتوكولية يقوم بها عدد من المختصين ونتابع حركتهم على وسائل الاعلام .
ان استثارة حركة الشارع الفلسطيني سوف تساهم في استثارة الشارع العربي خاصة في ظل اجواء الربيع العربي الذي يخشاه الحكام .
ان فيصل الامر هو وضع الشعب الفلسطيني راهنا :فالقيادة الرسمية وشبه الرسمية التي تتصدر الوضع الفلسطيني ليست قيادة كفاحية ولا تستنهض الجماهير للعمل الشعبي المقاوم,والفصائل في اسوأ اوضاعها .
وحينما حاول شباب الفيس بوك التقدم تمت السيطرة عليهم , وطمسهم ولم تنجح محاولة النهوض في ذكرى النكبة. ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى وقفة مراجعة نقدية صريحة تطال المقدسات في تجربته السابقة بجرأة ودراية.
ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى وقفة مراجعة نقدية صريحة تطال المقدسات في تجربته السابقة بجرأة ودراية.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على خطاب ابو مازن
- نقاش مع- احمدك يا الله-
- الثورات العربية في بدايتها
- هل يمكن صياغة استراتيجية جديدة؟نقاش مع مهيار اقطامي
- تعليق مامون شكارنة على مقالتي بخصوص منشور اسلام
- معركة الجمل حقيقة واقعة يا مامون
- معركة الجمل حقيقة تاريخية يا مأمون
- اجابة على طلب شاهر الشرقاوي
- رسالة الى اسلام مشاغب
- هل دم المسلم على المسلم حلال؟
- هل انتصرت الثورة في ليبيا؟
- هل انتصرت الثورة الليبية
- ملاحظات على الثورة الليبية
- هل تتوفر امكانات المقاومة الثورية؟
- تتعرض غزة للايذاء الاسرائيلي,وهم يتفرجون
- الجاسوسية مرافق للاحتلال مثلها مثل الثورة
- ملاحظات على تعليق الاستاذ مامون شكارنة
- تعليق مامون شكارنة عاى موضوعة استحقاق ايلول
- محاولة الاجابة على سؤال:هل شاخت الماركسية؟
- هل هناك استحقاق ايلول حقا؟


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - الملف الفلسطيني الى اين؟