أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل














المزيد.....

الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوارية بسيطة بين الأمريكي رالف والدو إيمرسون وأحد طلاب الجامعة في العام 1838
إيمرسون مخاطباً طلاب الجامعات الأمريكية: آن لنا أن نؤمرك أمريكا ,لقد مللنا ونحن نصغي إلى ربات الشعر الأوروبي .إن لكل عصر كتبه وليس للكتب غرض سوى الإيحاء .لكن عيني الإنسان في مقدمة رأسه وليس في مؤخرته
الطالب المعترض وهو من المعجبين بتقاليد الأدب الإنكليزي :أين أسطورتك لتبدأ عالمك الجديد ؟
إيمرسون :إن في قلع الهندي الأحمر من جذوره ورميه في المحيط أسطورتنا الجديدة ..........
كم توضح هذه الحوارية الفرق بين منهجين في التفكير واحد يريد البقاء تحت العباءة الإنكليزية ولايرى منها فكاكا وهو مؤمن بدور التاريخ وسلطته ووجوب استمراره والآخر الذي لايعير التاريخ أية أهمية إلا بما هوحادث حدث ومضى وانتُهي منه أياً يكن هذا الحدث ولكن الأهم هو بناء المستقبل
الله هو تعبير في هذا المقال عن الأسطورة (الرسالات) التي لاتزال تمتلك سطوة مخيفة على عقول وعواطف ومشاعر الإنسان في هذا الشرق البائس .
هذه الأسطورة التي ما ينفك حاملوا لوائها يبدعون في إستخدام كل ما بين أيديهم من وسائل تنشر المعرفة والتي كانت في الماضي بسيطة لاتتعدى الكتب المكتوبة بخط اليد ومن ثم تتطورت حتى وصلت إلى ما نراه الآن من وسائل إتصال حديثة مخيفة تعتمد الصوت والأخطر الصورة التي يعتمد عليها المرء في نشر وإيصال ما يريد نشره وإيصاله إلى الآخرين وهذا النشر بات من السهولة حتى أنه يخترق عليك خلوتك مع ذاتك ويجبرك على قراءة أو مشاهدة ما يراد لك .
هذه الأسطورة التي وبالإدعاء الإفتراضي أنها من السماء خلقت عالما فيه تضاريس كثير من جبال ووديان وسهول وتلال ومنحدرات وكأنها تضاريس الأرض التي أنشأتها ففيها السهلي الزراعي وفيها الرعوي وفيها الصحراوي ولربما فيها أشياء أخرى لانعرف عنها شيئا وجعلت الناس في حالة من الإحتراب الدائم الذي على ما يبدو لن ينتهي حتى تتم تصفية كل الأطراف لصالح طرف وعنها يبدو العالم مسطحا مستوياً لاجبال فيه تمنع ميدان الأرض ولاربيع يحتوي زهوراً متنوعة مختلفة تمنحه جمالا وبهاءأ وسحراً فتزول كل ألوان الطيف فلا يبقى سوى لون واحد ونصبح غير محتاجين لأعيننا الحالية التي نرى بها كل الألوان بل نحتاج لأعين أخرى لاترينا سوى لون واحد ولانحتاج لدماغ يفكر في كل الإتجاهات والأبعاد بل نحتاج لدماغ يفكر في إتجاه واحد وبعد واحد ورؤية واحدة على طريقة البغل المربوط إلى عربة وحول عينيه (طماشتان )لاتسمحان له بالرؤية سوى في إتجاه مسير واحد فرض عليه .وبالتاي يتشكل إنسان ذو بعد واحد هو بعد العبادة التي خلقه الخالق كما تقول الأسطورة من أجل القيام بها (وما خلقت الإنس والجن إلاليعبدون )
وبالمقارنة فأمريكا التي تركت مع إيمرسون التاريخ وراءها وبدأت تكتب سفر وجودها الحضاري من خلال ما يعتقد القائمون على حكمها أنه الصحيح وعلى حد تعبير توماس فريدمان بدأت تكتب من الآن تاريخ القرن الواحد والعشرين على طريقتها في كتابة التاريخ التي تعني محاولة السيطرة على العالم بأسلوب الربط الإنتاجي بين وسائل الإنتاج في كل دول العالم من خلال جعل الإدارة المركزية والمالية والإبداعية في امريكا وتوزيع تصنيع المنتج الواحد على عدة دول بما يسمح لهذه الأمريكا القيام بعمليات السيطرة والتحكم على هذه الدول المرتبط بعجلة الإنتاج الإقتصادي الأمريكي وهذا ما بدأته بالفعل إذا ترى أن السيارة ذات الدمغة التصنيعية الأمريكية هي في واقع الأمر منتجة في أكثر من عشرة بلدان وتجميعها يكون في بلد مغاير لتلك التي تسهم في إنتاج مكوناتها وتسوق من خلال بلد آخر وبهذا تصبح دول العالم كالدمى المربوطة إلى بخيوط ظاهرة أو خفية إلى أصابع اللاعب الأمريكي المتحكم بإيقاع حركنها في كل شيء وعنها يكون العالم قد أصبح مستوياً
رؤيتان متناقضتان للعالم واحدة أسطورية على حد تعبير الطالب وأخرى مستقبلية كما رأى إيمرسون هذا ما يبدو حتى الساعة ظاهرياً تُرى هل هل الأمر هو تناقض فعلاً ام أنهما رؤيتان متكاملتان
الجواب على هذا نتركه لرحم الأيام القادمة لنرى ما الذي ستلده ؟؟؟؟.بعد هذا الحراك الذي يملأ العالم انطلاقاً من منطقتنا والذي هو الأعنف والأكثر ضبابية



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والتاريخ والفيزياء
- التفكير غريزياً
- كيف نساعد الغرب على أنفسنا
- هل يدرك الله ذاته؟
- القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان
- المشهد القادم في الشرق الأوسط
- إرتباط النفط بالدولار هل يفجر الشرق الأوسط ؟
- الحراك العربي وتعاكسه مع حركة التاريخ
- واو العطف التي عطفت المثقف على الجاهل
- الحراك السوري ومنحنى غاوس
- قراءة التاريخ والبحث فيه
- القانون العام حاجة ذاتية أم موضوعية ؟!
- هل أدرك محمد وجه التشابه بين الشرج والفم ؟
- العدالة من وجهة نظر السيدة أولبرايت
- إلى ما يسمونه العالم الحر
- الحراك السوري:إسقاط النظام أم إسقاط الدولة ؟
- السياسة ومنطق الغرائز
- تقاطيع اللحظة العابرة
- ماذا تفعل لو رأيت فجأة رجلا يحرق نفسه ؟
- من لايريد الحوار لِمَ يُسْمح له بالكتابة على منبر للحوار


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل