شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 10:27
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
لقد خلق الإله الإنسان لكي يعبده ويطيعه ولكن كان يعلم قبل أن يفعل ذلك انّه لن يعبده ولن يطيعه , فهل كانت رغبته في عبادة الإنسان له غير " ناضجة " أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير " كافية " ( المفكر السعودي عبد الله القصيمي ) .
لقاء / دويتشه فيله / مع الكاتب حامد عبد الصمد .
هذه المقابلة هي خلاصة للآراء التي أدلى بها في كتابه / سقوط العالم الإسلامي / .
مقتطفات بتصرف :
إنّ المسلمين مشدودون إلى الماضي عاجزون عن طرح أسئلة المستقبل الصعبة ولهذا يهربون إلى انجازات ماضِ مجيد ؟
( هل كتابات حامد عبد الصمد يمكن وصفها " بالتسطيح والتعميم وترسيخ صور نمطية " أم " أنّه وضع أصابعه على مواطن عديدة من الداء "
يطالب الكاتب " المسلمين " بأن يتولوا هم أنفسهم إصلاح مجتمعاتهم .
أي " ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك "
الإسلام في نظره جزء من مشكلة العالم الإسلامي والقرآن حجر عثرة في طريقة تطوّر المسلمين بسبب سطوة النص القرآني الهائلة على المسلمين .
الحضارات على رأي أبن خلدون :
ميلاد وطفولة وشباب وشيخوخة وموت .
الحضارة الإسلامية كانت مزدهرة في القرون الوسطى لأنها تعاونت مع أصحاب الديانات والحضارات الأخرى , بينما الآن " تحجر وتعصب فكري وعدم مرونة في التعامل مع الآخر "
ينظر معظم المسلمين إلى الغرب في المقام الأول كعدو كافر يجب تجنبه ؟
ولذلك لا يستفيدون من التطوّر العلمي والتكنولوجي الذي حدث في الغرب .
( عكس اليابان والصين وتايوان ) . ما هو الانهيار في نظر الكاتب ؟
الانهيار هو انهيار فكري ووجداني , التعليم في مرحلة انهيار شديدة ولا يقدم للمجتمع ما يحتاجه للمستقبل من وعي فكري وعلم .
يركز التعليم في الأساس على الكراهية للآخر والولاء للوطن والدين .
( بعد " تحرير العراق " المناهج التعليمية وتغيير المناهج دخلت في نفق مظلم وفي بئر لا قرار له فالطائفية حاضرة في كل مادة من المواد المدرسية , كيف سوف تكون مناهجنا التعليمية بعد الربيع العربي والتخلص من الديكتاتور , هل هي في الحسبان ومعها فقرات لا تعد ولا تحصى , سوف ننتظر ؟ ) .
طبعاً عدا الحالة الاقتصادية والسياسية المتدنية .
الفرق بين الإسلام والحركات الإسلامية ؟
الإسلام كحضارة هو في مرحلة شيخوخة ولا يقدم جديداً ولا يجيب على التساؤلات المُلحة للقرن الحالي .
الحركات الإسلامية هي فرقعة ناتجة عن قلة الحيلة وعدم القدرة على التنافس مع الحضارات الأخرى على المستوى العلمي والسياسي .
أسلمة الشوارع واعتناق البعض للإسلام ليس دليلاً على قوة الإسلام ,, القوة في هذا العصر هي قوة العلم وقوة السياسة .
العالم الإسلامي لا يلعب دوراً حيوياً في العالم , نحنُ فاتنا قطار الحداثة ونجلس على رصيف الأمم ونلوم الآخرين ولا نلوم أنفسنا .
يجب تنقية النصوص من سموم الكراهية لا سيما – كراهية الغرب –
إصلاح التعليم علماً بأن التعليم في مجتمعاتنا أداة في يد السلطة لترسيخ الولاء للقائد وللدين .
إصلاح التعليم يعني إنهاء الديكتاتورية , ليس من مصلحة الديكتاتور أن يكون هناك تعليم حديث في بلده .
الديكتاتور لا يريد أناسا تفكر , بل أناسا تعيش في ولاء له .
لأن الناس لو أبدعوا في التفكير فسيتساءلون عن شرعية الحاكم وأحقيته بالحكم .
العالم الإسلامي شَهِد فترة حضارة وازدهار رغم كل " الوصايا والنواهي " كانت تلك الفترة بين القرن الثامن والحادي عشر ولكن لم يزدهر بسبب الإسلام بل بسبب انفتاحه على الحضارات الأخرى والتعاون معها .
معظم علماء المسلمين الأوائل لم يكونوا عرباً بل كانوا فرساً أو من أصول مسيحية أو يهودية وهذا معناه تلاقي بين حضارات مختلفة وانشأ حضارة جديدة لها ديناميكية جديدة .
الحال الآن على عكس من ذلك .
فقدت الأمة الإسلامية قدرتها على الاستفادة من علوم الآخرين والتعامل بمرونة مع التحديات الحديثة وانعزلت , وعزلة الحضارات هي المرحلة الأخيرة من انهيار أي حضارة .
لأنّها تفقد الهواء النقي وتفقد القدرة على التلاقح .
القرآن في حد ذاته ليس حجر عثرة ولكن النظرة إلى القرآن باعتباره كتاباً يضم دستوراً لحياة الأمم , هذه النظرة خطيرة جداً .
لقد حاولت حركات إصلاحية كثيرة بتفسير الآيات تفسيراً عصرياً ولكن هذا أمر غير مفيد .
المطلوب الآن هو النظر إلى الدين باعتباره شيئاً شخصياً في قلب الإنسان ووجدانه .
الدين ليس دستوراً وليس قانوناً بل طاقة روحية تساعد الناس على التعامل مع تحديات حياتهم ومخاوفهم .
الدين ليس له علاقة بالسياسة وإصدار القوانين .
الدين بهذه الصورة التي يفهمها الناس حالياً هو بالطبع عائق في طريق التطوّر .
الإسلام جزء من مشكلة العالم الإسلامي لأنّه اكبر طاقة محركة للأفكار في العالم الإسلامي .
الإسلام لم يسمح بهويات بديلة أن تنمو بجانبه أثناء القرون الماضية .
كثيراً يعتبرون الإسلام جزءاً من الحل بل هو جزءاً من المشكلة .
يستخدم الكاتب أسلوب الاستفزاز في كتابه ويقول الاستفزاز هو بداية الحوار .
هو طريقة لعرض قضية ما ,, هناك قضايا مسكوت عنها ولا نفتحها .
هناك بعض المصلحين المسلمين يستخدمون أساليب ناعمة في الإصلاح ولكن بدون نتيجة .
الأحوال تسير إلى الأسوأ , لا بدّ أن نكون صريحين .
النظرة إلى التاريخ :
قضية موجودة في الشرق والغرب , عندما ينظر المسلمون إلى التاريخ فإنهم يفكرون في الحروب الصليبية وعهد الاستعمار وعندما ينظر الغرب إلى تاريخهم فإنهم يتذكرون الهجوم العثماني على فيينا وأحداث سبتمبر .
هذه انتقائية في النظر إلى التاريخ على كلا الجانبين .
مشكلتنا أننا مهووسون بالغرب نعتقد بأن الغرب شخص واحد يقوم من نومه في الصباح وأول ما يفكر فيه هو كيف أعكر صفو المسلمين ؟
من يقرأ الكتب المدرسية العربية يكتشف كماً هائلاً وغير عادي من الكراهية وسوء الظن تجاه الغرب .
الغرب ليس ملاكاً وله أخطاء فادحة جداً ولكن ونحنُ في هذا القرن لا بدّ أن نتخطى أوجاع الماضي ونحاول التعاون .
العالم الإسلامي هو الوحيد الذي ينقب عن أعدائه أكثر مما ينقب عن أصدقائه يلوم الآخرين أكثر مما يلوم نفسه .
الكتب المدرسية تعظم الذات وتصور حضارتها على أنها أعظم حضارات الأرض وبلا أخطاء وتصور الآخرين دائماً على أنهم مجرمون ومعتدون وغاصبون .
من يجلسون في برج عاجي يحاولون أن يصوروا على أنه عالم وردي ويظنون أن مشكلة العالم الإسلامي في المقام الأول هي صورته في أوربا ؟
مشكلتنا ليس في صورة الإسلام بل في تعامل البشر بعضهم مع البعض .
المسلمون الذين يعيشون في الغرب يحتاجون الدين كصخرة لهويتهم وهذا ليس عيباً ولا حراماً .
المشكلة في تحميل الدين فوق طاقته , الدين طاقة روحانية ( لمن يؤمن به ) تُعطيك الأمل ولكن الدين ليس كتاب قانون أو دستور يحل كل مشاكل حياتك .
إذا فسرتَ كل شيء في الحياة تفسيراً دينياً فسوف تصطدم مع الآخرين ( ينطبق على كل دين يفعل ذلك ) الآخرين الذين ينتمون لديانات أخرى أو الذين لا ينتمون إلى أي دين وهذا موجود لدى كثير من المسلمين في أوربا ( تدينهم يقف عائقاً أمام اندماجهم في المجتمعات الأوربية ) .
التعميم ظلم هناك من استطاع الاندماج في المجتمعات الأوربية ولا يسببون مشاكل لأن الدين بالنسبة لهم شأن شخصي وشيء خاص .
هناك فرق بين الدين كقوة روحية والدين كقوة سياسية وكمصدر للتشريع .
الجانب الروحي لا علاقة لنّا به , الجانب السياسي والقانوني لا يناسب هذا العصر خاصة في أوربا .
في العصر الحديث البشر هم الذين يسنون القوانين , القانون لا يأتي من الآلهة ( الصامتة ) ؟
هناك مسؤولية تقع على عاتق المسلمين الذين يعيشون في الغرب , هم فعلاً في رفاهية وحرية وديمقراطية .
بإمكانهم تنقية الفكر الإسلامي من الشعوذة ومن الأفكار التي عفا عليها الزمن , وبإمكانهم أن يُصدروا الفكر المستنير إلى مجتمعاتهم الإسلامية ولكن ما يحصل هو العكس تماماً .
المسلمون الأوربيون يستوردون الفكر من السعودية – تركيا – مصر ويحاولون أن يجمدوا هذا الفكر في ( ديب فريزر ) ويفرضوه ليس فقط على المسلمين بل أيضاً على الأوربيين .
وهذه هي نواة أي صراع وصدام .
انتهت قراءة كتاب حامد عبد الصمد , أتمنى أن أكون قد قدمتُ لكم ما ينفع ؟
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟