أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هل ( مُحَمّد ) استثناء ؟















المزيد.....

هل ( مُحَمّد ) استثناء ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زالت معظم القراءات العروبية تُصرّ إلى الآن على إخراج محمد من التاريخ واعتبار أن الذي آتى به هو ما فوق تاريخي أو تحت تاريخي / حمود حمود / .
هذه قراءة بسيطة ومن وجهة نظر شخصية بحتة لِمّا كتبه وتناوله الأستاذ حمود حمود في مجموعة من المقالات حول بعض المواضيع المتعلقة بنبيّ الإسلام – محمد -
طرح الأستاذ حمود حمود في مقاله الموسوم – في قراءة محمد معكوساً – والمنشور في صحيفة الأوان بتاريخ 21 -9 – 2010 .
سؤالاً ؟
كيف استطاع عرب محمد تصديق قوله بأن أرواحاً تنزل عليه ؟
يقول جون – سي – بلير في كتابه مصادر الإسلام والذي ينقل عنه الأستاذ حمود حمود افتتاحية مقاله المذكور ما يلي :
( لا يمكن لأي شخص الإفلات من تأثير العصر الذي يعيش فيه , ولطالما تؤثر البيئة بالإنسان كما كانت دائماً وتصنع أفكاره وأساليبه إضافة إلى أفعاله الظاهرة ) .
هذا قول عام وأنا أرّ من وجهة نظر شخصية صدق هذا القول ومطابقته مع كافة بني البشر في أي مكان وزمان .
هل هناك قراءات مغايرة لِمّا نقرأه هنا وهناك من نقد لا يرتقي للمستوى المطلوب ؟
في الحقيقة ما كتبه الأستاذ حمود حمود من وجهة نظر ورأي شخصي لم اقرأه سابقاً إلاّ عند بعض الكُتّاب ومنهم على سبيل المثال - الأستاذ هاشم صالح والأستاذ محمد النجار والأستاذ نادر قريط – والأستاذ سامي لبيب , لا نستطيع أن نستغني عن الظروف والبيئة والزمان والمكان التي كانت سبباً في تشكيل الأنبياء وعلى سبيل المثال محمد .
بل وأيّ إنسان فكما يتردد دائماً فإن الإنسان أبن تلك البيئة وذلك الزمان .
( هل هناك استثناء لأحد ) محمد على سبيل المثال هل كان قادراً على الهروب من تأثير المحددات الثقافية والشروط التاريخية التي صبغت رسالته ( دعوته – فكرته – أو أيّ اسم اخر ) ؟
لو تحدّث لهم , أي لمجتمع مكّة عن ( شبكة الاتصالات ) هل سيصدقونه ؟
يقال أنّ الأنبياء جاءوا على حسب مجتمعاتهم وهذا هو نفس القول الذي نحنُ بصدده ف موسى جاء في زمن السحرة وعيسى جاء في زمن الحكماء ومحمد جاء في زمن الخطباء أو الشعراء ( بافتراض وجود هذه الشخصيات ) ولذلك كانت المعجزات التي ادعاها كلّ نبي حسب مجتمعه فعصا موسى أكلت عصي القوم ويسوع يمسح بيديه على الأعمى والأكمه والأبرص ومحمد جاء بعد ان كانوا يتفاخرون بمعلقاتهم ويزينون بها أستار الكعبة .
ليس من المعقول أن يدعي النبيّ إذا ما أراد ان يصدقه قومه بمعجزة خارجة عن المجتمع الذي يعيش فيه .
يقول صاحب المقال :
هل نحنُ قادرون على درسه ( أي محمد ) بدون المرور نقدياً على تلك الظروف الموضوعية والشروط الثقافية قبل قراءته ؟
ثمّ يسأل هل لأي بنية فكرية أن تتمأسس بواسطة أي إنسان دون حوامل ثقافية قارّة في وعي الجماعة .
( إذن من هنا جاء التصديق ) .
يتأسف الكاتب فيقول :
إنه من المؤسف حقاً ان نتكلّم بهذه البدهيات البدائية لكن على ما يبدو أن هذا ما زال بحاجة إلى تاكيد وتاكيد في ثقافتنا العربية .
( الغرب تجاوز هكذا كتابات من التي يقصدها الأستاذ حمود حمود ) .
ألسنا بهذا المنطق ( أي الدراسة بدون الظروف الموضوعية والشروط الثقافية ) نحوّل محمداً إلى بقرة مقدّسة بدل إخضاعه للدرس العلمي والنقد التاريخي ونقوم بقلب صورة محمد التاريخية إلى عجل ذهبي ليس المراد منه إلاّ الدوران حوله وطلب البركات منه واستدعاءه من قبره اليثربي ليقوم بمقام النائب في حلّ قضايانا المعاصرة .
هناك نقاشات واعتراضات جدية ومهمّة على ما يكتبه الأستاذ حمود حمود ولقد أفرزت مقالاته السابقة – في صحيفة الأوان – هذه الاعتراضات والنقاشات مثل مقالته :
وحي محمد الأساس الميثولوجي ( سلسلة مقالات ) وكذلك هل كان محمد عبقرياً ؟
أهم الاعتراضات جاءت من الأستاذ امير الغندور وحسب الأستاذ حمود حمود نفسه .
عند أمير الغندور يجب إلغاء التمييز بين النبي والكاهن والإيحاء بأن محمد كاهن وليس نبيّ وأنّ الرسول ألفّ القرآن ولم ينزل عليه من مصدر علوي ( لا شك في ذلك من وجهة نظر شخصية ) .
هذه هي النتيجة التي خلص إليها امير الغندور من جراء محاورته مع حمود حمود وحسب ما جاء في أصل المقالة ( في قراءة محمد معكوساً ) .
( ولكن هل تمسك الأستاذ الغندور بما يؤمن به ) ؟
الاعتراضات قامت حسب وجهة نظر الكاتب عللى الفكرة الخرافية – أي استثنائية محمد – بحيث أن محمداً لا يجب درسه كما ندرس أي شخصية أخرى بل بكونه كاريزما استثنائية .
ما هو إثبات هذه الاستثنائية ؟ نجاحه هو ورسالته واليوم هناك أكثر من مليار مسلم .
عند حمود هذا المنطق هو جزء لا يتجزأ من اللاهوت العربي .
هل المشكلة تكمن في النقد أم في أزمة الأداة الناقدة ؟
ما هي وجهة نظر صاحب المقال الأصلي ؟
إنها أزمة العقل اللاهوتي العربي , أيّ التأرجح ب ( الرقص على الحبلين ) .
وكيف ذاك ؟
التعلق بأهداب محمد والتراث من جهة ومحاولة تعلقه بالواقع المعاصر من جهة أخرى .
( هل يحوز الجمع بين المتناقضات ) ؟
لماذا ؟ لأنّه لا يريد أن يخسر محمد لكنّه بالمقابل يريد ان يربح الواقع .
ما هي نتيجة الرقص على الحبلين ؟
هل هناك رابح أو خاسر ؟
جراء أزمة الرقص هذه فإنه لم يربح لا محمداً ولا الواقع .
ولكن السؤال لماذا ؟
لسبب بسيط جداً ,, لأنّه ليس حطاباً ينتمي بكليته إلى محمد ولا هو خطاب يعانق ما قدّمته الحداثة من أفكار تقدمية .
إذاً ما هو نوع هكذا خطاب ؟
إنه حسب وجهة نظر حمود حمود – عدمي – يقاوم ضغط الأبواب الموصدة في وجهه .
عند الأستاذ أمير الغندور :
وحي محمد هو حالة استثنائية ولكننا نجده في مقام آخر يقول :
ليس من المفروض أن نهتم بظواهر الوحي بل إلى الواقع المعاصر .
كلام الأستاذ أمير الغندور ( بتصرف بسيط ) :
( فالفينومينولوجيا " والتي معناها : الظاهراتية وهي مدرسة فلسفية تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها غير انّها لا تدعي التوصل لحقيقة مطلقة مجردة سواء في الميتافيزيقيا أو في العلم بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العلم , بداياتها مع هيغل ومؤسس هذه المدرسة – إدموند هوسرل ثم جاء بعده – هايدغر – سارتر – بونتي – ريكور الخ وتقوم هذه المدرسة الفلسفية على العلاقة الديالكتيكية بين الفكرة والواقع " ترفض تضييع الوقت والجهد والفكر في الأسئلة العبثية والمؤامراتية حول هل الوحي أصلي ام مزيف ؟
هل التراث منحول أم مأصول الخ ,, فهم يعانون ( يقصد ملحدين ومتدينيين ) من مشكلة أساسية وهي أنهم مغتربون عن متطلبات واقعهم المعاصر لدرجة أنهم أصبحوا عاجزين عن فهمه فتركوه ليدققوا في تفاصيل التاريخ القديم ) انتهى .
ماذا نفهم من مُداخلات وآراء الأستاذ الغندور ؟
فهو مرّة يدعو إلى الابتعاد عن الوحي واسئلة التراث المؤامراتية للإنكباب على متطلبات الواقع المعاصر ولكنّه في مكان آخر يدعو إلى تنوير التراث والإسلام من الداخل وحسب وجهة نظره
(الاشتغال من داخل التراث الإسلامي لتنويره وإصلاحه وفهمه أولاً قبل إصلاحه " دون تركه فريسة لرجال الدين "
لا بل يذهب الأستاذ أمير الغندور إلى الاستعلاء بالإسلام أكثر من أي نظام علماني آخر وهو الذي ينكر تحويل العلمانية إلى إيديولوجية دينية .
تعالوا نقرأ كلام الأستاذ امير الغندور حول الإسلام :
( الإسلام كدين يضمن حريات في العقيدة والاجتهاد بأكثر من أي نظام علماني أو إلحادي على وجه الأرض أو في السماء ) ؟ النقاش مفتوح هول هذه القضية للقراء الأعزاء .
ليس العيب من الأصوات الدينية أن تُقَنّع محمداً بأقنعة خرافية , هذا ما يقوله الأستاذ حمود حمود .
لماذا ؟ لكي تسد الطريق بذلك أمام تناوله نقدياً ( هكذا هو حال أهل الأديان ) .
هذذه ليست مشكلة أو طامة كبرى , هناك طامة خارج تلك الدوائر الأرثوذكسية وهي المحسوبة على الخطاب النقدي والعقلاني في معالجة قضايا الدين .
( إذن فالبنية الدينية العدمية هي نفسها ) .
يقول صاحب المقال :
الناقد حين يسمع شيخاُ يقول بأن الدنيا خُلقت من اجل عيون محمد " وهناك من يقول من اجل علي وهناك من يقول غير ذلك " وأنّ الوحي هو خرقاً للتاريخ " الخرق يعني المعجزة وهي خرق نواميس الكون مثل نار إبراهيم التي لا تحرق وعصا موسى التي هي حيّة تسعى وميلاد يسوع من عذراء لم يمسسها بشر ولم تكن بغيا " ومحمد خاتم الأنبياء الخ .
عند الناقد هذه الهرطقات ليست إلاّ مجرد " هلوسات عصابية دينية غير مسؤولة "
لماذا لأنّها لا تصدر إلا عن شيخ او قس بوصفهم سدنة من سدنة الخرافة والمقدس .
هذا ليس غريباً ولكن الغريب حسب الأستاذ حمود حمود أن تصدر من أصوات مثقفة " تلبس قشور المفردات الحداثية ومناهجها "
مؤدى الخطابين في كلتا الحالتين " واحد "
ما هو الفرق بين الشيخ والقس وهذا المثقف الذي ينتهج هكذا خطاب ؟
إذن هي أزمة خطيرة .
سوف نتناولها في الجزء القادم .
هل الأستاذ الغندور مع الإسلام أم ضدّه ؟
مع العلمانية أم ضدّها ؟
مع الماركسية ام ضدّها ؟
هل هو فيلسوف يبحث عن الحكمة حسب التوصيف لكلمة الفلسفة ؟
أم هو ناقد وما هو نوع النقد الذي يتبناه ؟ هل هو نقد من اجل النقد أم من اجل تبني وجهة نظر معينة ؟
ما هي الآراء الثابتة للأستاذ امير الغندور ؟
على سبيل المثال " الأستاذ فؤاد النمري ماركسي لينيني ستاليني - الأستاذ يعقوب ابراهامي يساري – الدكتور عبد الخالق حسين ليبرالي .. وهكذا فأين نضع أو يضع الأستاذ امير الغندور نفسه ؟
مجرد اسئلة ؟
للحديث بقية .
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة أبرام بين علم الأثار والكتاب المقدّس ؟
- علم الأثار والكتاب المقدّس ؟
- أيهما أفضل - النصوص الدينية أم بيان حقوق الإنسان - ؟
- تحريم الخمر ؟
- بولس رسولٌ أم جاسوس ؟
- المجتمع الأمومي !!
- إعادة تأسيس ثقافة المجتمعات , هو الحل .
- البداية ؟
- الثواب والعقاب ؟
- هاروت وماروت !!
- تشابه الأديان ؟
- القرآن والتاريخ ؟
- برتقالة تشاوشيسكو , تموينيّة عدي وتحرير فلسطين - محطات - !!
- أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لله لله ,, هل تعني ...
- الغرب يسرق فضل القيمة , الشرق يسرق القيمة وفضلها !!
- الفرد في الغرب ديك وفي الشرق دودة ! !
- الحرية وليس الجوع سبب الثورات ( عاشت الحرية ) !!
- جيل النت ,, هو جيل الثورات !!
- التظاهرات في العراق ( لا بدّ من ثورة في ذات الشعب ) !!
- من حوارات الأصدقاء حول الأديان !!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هل ( مُحَمّد ) استثناء ؟