أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم














المزيد.....

( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفهوم ( ابن الله )
الموضوع مأخوذ بتصرف من كتاب ( قراءة صوفية لإنجيل يوحنا ) من إعداد مظهر الملوحي و أمل الملوحي و الدكتور إكرام لمعي و الدكتور نور العربي طبع بدار الجيل , بيروت , لبنان , انصح جميع القراء من مختلف الديانات و خصوصا المسلمين و المسيحيين و العلمانيين بمطالعة هذا الكتاب القيم و إبداء اراهم في الموضوع لاثراءه بالنقاش الهادئ . أحب أن أقول بادئ ذي بدء إن يسوع ( عيسى ) لم يطلق على نفسه مصطلح ( ابن الله ) بل إن الآخرين أطلقوا عليه هذه التسمية . إن الإنجيل حسب تعبير يوحنا يستخدم كثيرا عبارة ابن الله . هذه العبارة كانت سببا في سوء الفهم بين المسلمين و المسيحيين عبر التاريخ . الله تبارك و تعالى لم يتخذ صاحبة , و لم ينجب أولادا من صاحبة . فهذه الفكرة مرفوضة تماما من المسيحيين و المسلمين على السواء . و بهذا المعنى يتفق الإنجيل الشريف على أن الله لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد . في هذه الحالة إذا كانت عبارة ( ابن الله ) لا تفيد آية علاقة جسدية و تناسلية فما المقصود منها يا ترى ؟ إن كلمات الإنجيل شانها شان القران تحتمل عدة وجوه حسب سياق الآيات . ففي القران الكريم تعني كلمة ( أمر ) فريضة كما تعني أحيانا مسالة . و بذلك يكون المقصود من عبارة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) سورة التوبة / 67 هو الفريضة بينما في سياق آخر مثل ( لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني و بينكم ) سورة الأنعام / 59 يكون المقصود هو المسالة . و هكذا نرى أن اللفظ الواحد يحتمل عدة وجوه حسب سياق الآيات . كذلك تتحمل كلمة ( ابن ) أكثر من معنى حيث يمكن أن يقصد بها معناها الحرفي أي ولادة طفل من امرأة و رجل كما يمكن أن تؤخذ رمزيا و روحيا فالعرب يقولون فلان ابن الوطن و ابن النيل و ابن الرافدين و هذا لا يعني أن الوطن و النيل و الرافدين قد ولدوا هذا الشخص .و لكنها تشير إلى العلاقة الحميمة بين هذا الشخص و بين الوطن أي تمثل هوية الشخص . كما تستخدم اللغة العربية كلمة ( الأب ) بشكل مجازي مثل أبو البركات البغدادي ( ت 470 هجري / 1077 م ) سمي كذلك لان الناس اعتبروه مصدر بركات في حياتهم . و هناك عبارة ( بنت شفة ) و هي تعني كل كلمة يتفوه بها شخص ما فالقول لم ينبس ببنت شفة يعني انه لم يتفوه بأية كلمة إذ ليس المقصود أن شفتي الشخص قد أنجبتا صاحبة و أنجبتا بنتا . الإنجيل الشريف لا يستخدم عبارة ( ابن الله ) بالمعنى الجسدي . بل نراها تتضمن أربعة دلالات رمزية على الأقل :
أولا : جميع الناس , بمعنى إنهم أبناء الله . نقرا في إعمال الرسل ( 17 / 28 – 29 ) ( فنحن أيضا من سلالته ) . و الأمر عينه نجده في الإنجيل الشريف حسب لوقا حيث يقول إن ادم عليه السلام هو ابن الله ( لوقا 3 / 38 ) و بهذا المعنى يصبح كل بني ادم أبناء الله . لكننا نعرف إن هذا لا يعني إننا أبناء الله بالمعنى الحرفي للكلمة فالعبارة تعني بشكل رمزي إن الله يحبنا مثلما يحب الأب أبناءه .
ثانيا : هنالك معنى خاص لعبارة ( ابن الله ) نجده في إعلان الإنجيل الشريف إن كل الذين يؤمنون بالسيد المسيح يصبحون أبناء الله . ( أما الذين قبلوه و هم الذين يؤمنون باسمه . فقد مكنهم أن يصيروا أبناء الله لا من دم و لا من رغبة لحم و لا من رغبة رجل , بل من الله ولدوا ( يوحنا 1 / 12 – 13 ) فهؤلاء أبناء الله روحيا أي أن الله يتبناهم روحيا . الله يحبهم و يعتني بهم مثلما يحب الأب الحنون أبناءه .
ثالثا : يستخدم الإنجيل الشريف عبارة ( ابن الله ) بشكل خاص للإشارة إلى المسيح المنتظر الملك القادم حسب تنبؤات التوراة يوحنا 1 / 49 و فيه يخاطب نثنائيل احد حواريي السيد المسيح ( عيسى ) (رابي أنت ابن الله ! أنت ملك إسرائيل ! .وفي يوحنا 20/21 ( وانما كتبت هذه لتؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ابن الله و لتكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه ) فعبارة ابن الله في هذه النصوص تعني المسيح المنتظر .
رابعا : في العديد من آيات الإنجيل الشريف نجد أن السيد المسيح ( عيسى ) يستخدم عبارة ( ابن الله ) للتعبير عن المسيح , الابن , الكلمة , النابع أزليا من الله مثلما تنبع الكلمة من المتكلم . و هذه بعض الأمثلة :
( إني معكم منذ وقت طويل , أفلا تعرفني يا فيليب ؟ من راني رأى الأب . فكيف تقول أرنا الأب ؟ ) يوحنا 14 / 9 ( فمجدني الآن عندك يا أبت بما كان لي من المجد عند قبل أن يكون العالم ) يوحنا 17 / 5
( أنا و الأب واحد ) يوحنا 10 / 30 – 38
في هذه الآيات تصبح العلاقة بين الأب و الابن مرادفة للعلاقة بين الكلمة و المتكلم التي تؤكدها العبارة ( بنت الشفة ) فالكلمة تنبع أزليا من الله , و تكشف لنا المصدر القدسي الذي تنبع منه . كما إن كلام الله لا يمكن أن ينفصل عن الله , بل يرتبط أزليا بالله . و كل ما خلقه الله إنما تم بواسطة كلامه , حيث إن تكريم كلام الله بهذا المعنى إنما هو تكريم لذاته تعالى . و بناءا على ذلك يمكن القول انه إذا كان يحق لكل نبي أن يقول ( من سمعني فقد سمع الله ) , فان الإنجيل الشريف يؤكد أن كلام الله قد أصبح مجسدا قابلا للرؤية بالنسبة لبني البشر , و ذلك في شخص السيد المسيح الذي قال ( من راني , رأى الأب ) .
في هذا الموضوع أحببت أن أثير الجدل بين قارئات و قراء الحوار المتمدن من العلمانيين و المسلمين و المسيحيين لإثراء النقاش حول الموضوع مع خالص مودتي للجميع .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة جلجامش ج1
- زواج خديجة من محمد
- ( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
- مجتمع يثرب
- العبودية في المجتمع العربي القديم
- قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
- موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
- النبيذ في الإسلام
- مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
- وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2
- حجاب المرأة في الاسلام
- ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
- العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
- الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
- لماذ الاصرار على تدمير ليبيا ؟
- وضع المراة عند العرب قبل الاسلام
- امة عربية كردستانية واحدة
- قدس اقداس الاكراد
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج3
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج2


المزيد.....




- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم