أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - أزمة الأحزاب السورية.......(2) فكرة الوحدة في التفكير الحزبي العربي














المزيد.....

أزمة الأحزاب السورية.......(2) فكرة الوحدة في التفكير الحزبي العربي


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست مشكلة الوحدة و التعدد في التفكير السياسي وقفا على الأحزاب السورية و العربية عموما لكنها مشكلة الفكر السياسي العربي في الأساس بل مشكلة الفكر العربي عموماً فلقد درج العربي في باديته على العيش في قبائل متناحرة و عشائر متاحرة بدورها ضمن كل قبيلة و لذلك فقد فطر العربي البدوي على شعورين متناقضين و متلازمين شعور الاستقلالية في قبيلته و عشيرته و ذاته المتضخمة و شعور ناتج عن الفقر و الجوع يدفعه لمزيد من القوة التي لا تتحقق إلاّ بالوحدة التي تعني مزيدا من الكلأ و المراعي و الماء ..
كان الشعور بالأستقلالية متلازما على الدوام مع التعددية و على العكس كان الشعور بالأنسحاق و القهر متلازما مع التوحد في كيان بلوك تحكمه قوانين صارمة..
و لأن العرب قبل حركة النبي محمد الأسلامية و بعد أفول الحكم العباسي كانوا وصاروا إلى حالة من التعددية القبلية السياسية الفكرية المذهبية الطائفية تعددية أقرب إلى التناحر منها إلى التنافس أقرب إلى الألغاء منها إلى التجاور أقرب إلى التقوقع و التكفير منها إلى الأنفتاح و الحوار و التسامح و التفهّم و التفاهم صار التوحد لديهم حلما و أملا تعويضيا بديلا عن الواقع التاريخي والواقع الراهن أيضا و هو مطلب و تعويض ضروري للتوازن النفسي أكثر مما هو دافع للتوحد الفعلي و تجارب التوحد العربية الكيانية و الحزبية لا تعطي أملا و لا تشجع على المزيد .
من هنا من هذا المنطلق التاريخي الأجتماعي يجب أن نفهم و نقدر هاجس كل سياسي و حزبي عربي هاجسه الأكبر أي الوحدة لأنها تعني لديه في المستوى الباطن و العضوي أيضا, تعني الأستقرار و الوفرة و الأطمئنان , لأن النفس العربية التي تعبت من الترحال في البوادي طلبا للحياة و هربا من سيوف السراب و المنافسة تطلب اليوم الأستقرار لكن هذا الذي تطلبه ما زال بدائياً مثلما كان قبل ألف أو ألفي عام , إنها تطلب الوحدة لأن الوحدة تعني لديها مسألة كم و كثرة بدليل أن النبي العربي قال تكاثروا إني مفاخر بكم الأمم و التكاثر في قبائل العرب التي تشكل أمة العرب قبل 1400 عام كان ضروري لتكوين أمة قوية تصارع الأمبراطوريتين الروماتية و الفارسية من أجل الوصول إلى جنة الشام بل و جنان فارس و الروم و الخروج من الدائرة المغلقة التي حتمتها الطبيعة على العرب في بادية لا تمنحهم خيار آخر سوى أن يكونوا جميعا قتلة أو ضحايا, مثلما أن التكاثر ما زال يعني حتى اليوم لدى الفكر الحزبي العربي القوة فحزب البعث السوري الذي كان يشجع على زيادة أعداد السوريين بل و يمنح المبرزين في ذلك الأوسمة بلغ تعداده اليوم مليون و نصف حزبي ليس لشيء إلا لتخويف العدو بالكثرة التي غلبت الحكمة !! و لحرمان الأحزاب السياسية الأخرى في سورية من شباب جدد يرفدونها بدم جديد و لانعتقد أن هؤلاء المليون و نصف يشكلون حزباً و إنما هلاما بشريا يعبر عن مجتمع كامل لكنه حتما لا يعبر عن هوية حزب و هو في الأصل لا يملكها .
الوحدة في العقل الحزبي العربي تعني الكثرة إذا و من ثم دمج المتعدد في كيان أو بوتقة واحدة لذلك تكثر في الأدبيات الحزبية العربية عبارات و مترادفات مثل البوتقة , صهر, الواحد , الموحد .....
لكن ألم يدرك سياسيوا و حزبيو العرب- و سورية أولا- أن الوحدة تعني أيضا لاسيما حسب أعمالهم و أفعالهم مزيدا من الضعف بكل معانيه المادية و النفسية بل و لاحقا تعني مزيدا من التفكك لاسيما بالنسبة للتجارب الوحدوية الدمجية البلوكية االمنصهرة في بوتقة واحدة ؟!
من هنا نفهم الأستبداد الحزبي العربي تبعا للجذور الفكرية لمفهوم الوحدة التي تعادل في الفكرالحزبي العربي مفهومي الكثرة و الدمج أو-المفهوم المدمج بدوره - دمج الكثرة , فطالما أن هذا هو المفهوم الوحيد للوحدة صار ت الوحدة تكثير الأعداد البشرية بالتكاثر أو مزيدا من التناسل أو التنسيب للحزب ثم دمج هذه الأعداد الكثيرة المتكاثرة في بوتقة توحيد واحدة موحدة ثم الحفاظ على هذه الحالة بالقوة الأمنية و القهرية و الأفقار و القمع و الأهم التنظير الفكري السياسي لمعنى الوحدة وفقا لمفهوم الدمج و الكثرة بحيث اصبحت التعددية في الرأي خطرا على الوحدة لأنها سوف تعني لاحقا تميزا للبعض داخل الحزب و عنه في نفس الوقت الأمر الذي لا يمكن أن يفهمه أشخاص من مستوى الأحمر أو الأخضر أو الأصفر أو صدام أو عبد ال ...إلا من قبيل خيانة الحزب و الوحدة ووووو فالتعددية وهي أولا تعددية الرأي و التفكير تشكل خطرا على مفهوم الوحدة الكمية و الدمجية و خطرا على حراسها مؤسسي الأحزاب الوحدوية التي صارت تفرخ من بعضها البعض و تتكاثر – متعددة متباعدة- في سبيل الوحدة و التوحيد الواحد الأوحد و الموحد, ... وّحدوه !!!



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الحركة الشيوعية السورية .... نعمة أم نقمة *
- أزمة الأحزاب السورية ( 1 ) -------- أزمة العقيدة - الحالة ال ...
- مشاعيّون منذ خمسة آلاف عام
- تضامناً مع محمد عرب و مهند دبس و استنكارًا لمحكمة و محاكمة غ ...
- التطوير السياسي في سورية كما يفهمه مواطن سوري
- المساعدات الأجنبية بين السلطة و المعارضة و وضوح السلوك السيا ...
- مأساة نبيل فياض و التجمع الليبرالي في سوريا
- (المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفك ...
- مئة فكرة وفكرة عن المرأة-1
- الأسلام و المسلمون و ثلاثة مفكرين ماركسيين *
- من أجل سورية استقالة البعث من الحكم
- مئة فكرة و فكرة عن المرأة-1
- الفساد .. عودة الموساد ؟( أفكار
- أيها السوريون : كل مخرّب عميل اسرائيلي
- أحداث أيلول السورية و 11 أيلول الأمريكية – تشابك المصالح و ا ...
- مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين ال ...
- مأساة سورية و الأكراد السوريين
- متى تطلقون سراح البروفسور عارف دليلة ؟رسالة إلى السيد رئيس ا ...
- الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل ال ...
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - أزمة الأحزاب السورية.......(2) فكرة الوحدة في التفكير الحزبي العربي