أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - من أجل سورية استقالة البعث من الحكم















المزيد.....

من أجل سورية استقالة البعث من الحكم


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ سقوط الأتحاد السوفيتي تحت فؤوس الفساد و مناجل القمع و التسلط و سوسة التآمر مع المخابرات الأمريكية أخذ أهل الحكم عندنا يلمسون على رؤوسهم
إن العمل السياسي بين أهل الحكم و من هم خارجه أشبه ما يكون بلعبة مسرحية يتم فيها تبادل الأدوار , فلا يجوز أن تجلس أحزاب بعينها في الحكم إلى ما شاء الله لأنها أحزاب " مختارة "- ليس من الله أو الشعب على كل حال-
لاسيما إذا كانت أحزاب متهالكة فرغت من معناها أو هي أساسا وجدت من أجل الوصول إلى الحكم عن طريق الأنقلاب العسكري , كما لا يجوز أن تبقى أحزاب بعينها خارج الحكم إلى يوم القيامة لأنه " مغضوب " عليها – أيضا ليس من الله و الشعب على كل حال - و لو خّير الشعب السوري عبر استفتاء حر نزيه موضوعه بقاء حزب البعث أو خروجه من السلطة و" قيادة " الدولة لاختار بالأجماع خروجه ليس لأنه حزب بلا مبادئ أو أن مبادئه ليست وطنية أو قومية لكن لأن تجربته كانت فاشلة على الصعيدين القومي و الوطني, قومياً حطم البعث العنفوان الفلسطيني باختراع حركات فلسطينية منشقة عن الحركة الفلسطينية الأم و من ثم افتعل معارك جانبية ودفع الحركات المنشقة إلى مزيد من الأنشقاق و هو بذلك مكن العدو الأسرائيلي من البقاء متفوقاً و منحه حرية نسبية في مواجهة الحركات الوطنية الفلسطينية و نحن لا نستبعد وجود عملاء للموساد داخل أجهزة السلطة و الحزب و سواه من الأجهزة السورية , أما على الصعيد الوطني سورياً فلقد فشل البعث في تحقيق أي نمو أقتصادي بل زاد التضخم في سوريا في بعض المجالات ألف بالمئة وحطم الحريات الأساسية وعمل على تحطيم الوحدة الوطنية الحقيقية الحرة البعيدة عن القسر واستخدم البعث الحذاء العسكري الذي أوصل الشعب السوري إلى حد الفقر و تفشي الأمراض الأجتماعية و أخطرها الشذوذ الجنسي بأعداد مرعبة ... , و لأنه الآن – وهذا هو السبب الرئيسي - متآكل من الداخل و بحاجة لنفض و تنزيل محرك لكن هذا يجب ألا ًيكون و هو في الحكم إنما خارجه لأن قطار الحكم و الدولة يحتاج دوما لمحركات قوية حديثة , و الأنتظار ريثما يتم أصلاح محرك البعث سيوقف القطار السوري طويلاً و قد يوقفه إلى الأبد فيما لو تم اكتشاف أن محرك البعث غير صالح للأستعمال و فيما كان أصرار قادته و بعض ركاب قطار الحكم على تركيب محرك البعث حصراً و رفضهم لأي محرك آخر؟!!
إن قوانين النشوء و الفناء تحتم على التكوينات العضوية البشرية و السياسية الحزبية منها تحتم عليها العطب و الموت مثلما حتمت عليها الولادة و العمل , و الأحزاب التي تحترم نفسها التي وصلت عهد الشيخوخة لا تستعير أقنعة أو رموشاً اصطناعية , لأن الجميع سيشير إليها كعجوز شمطاء متصابية مهما وضعت على وجهها من ضروب البودرة و مساحيق التجميل و المكيجة !!
الأحزاب المحترمة التي تريد السترة في آخرتها تحل نفسها بهدوء أو تتنحى مفسحة المجال لأحزاب وليدة أو شابة فكرا و أداء للتكون و النشوء , أما الأحزاب التي لا تحترم نفسها و لا وطنها و لا أعضاءها و التي كان تاريخها كذب و نفاق و خداع و تطبيل و تزمير وصل حد شرشحة البلاد و العباد ,هذه الأحزاب لن تتنحًى و لن تحل نفسها لأنها في الأصل ليست سوى عصابة من بضعة أفراد انفردوا نهبا بثروات البلاد و انتقاما من الشعب الآدمي المسكين تحقيقا لنوازع مرضية في أعماقهم أو تنفيذا لأوامر قوى و جهات داخلية و خارجية معادية للشعب السوري



الأحزاب الوطنية حقاً تتسابق لخدمة البلد و ليس إلى المكاسب و المناصب , الأحزاب الحقيقية تصل إلى الحكم ليس من أجل الجلوس كأبو الهول في الطمأنينة الكاذبة و التستر على الأخطاء التي أورثنا تراكمها في سورية المرض و البلاء الوطني الشامل , و ربما تجعلنا على بعد خطوة واحدة من المثال العراقي .
تخّيلوا أن بلدا عربيا شبيها بسورية يجاورها سقط بين عشّية وضحاها , خاف أهل الحكم عندنا لأيام وأخذوا يتحدثون عن الأصلاح من شدة خوفهم على كراسيهم , و ما أن تورط الأمريكان في العراق حتى تنفس هؤلاء الصعداء و عادوا إلى سيرتهم القديمة بل راح بعض المسؤولين الكبار مثل السيد خدام و السيد ميرو يطلقان بعض التصاريح المعرقلة للأصلاح , لكنهم عادوا الآن عللا الأقل أولئك المقتنون بالأصلاح من مسؤولي النظام السوري عادوا ليتحدثوا عن الأصلاح بعد لقاءات مع مبعوثين أمريكيين و بعد القرار 1559 و بعد تصريح مسؤول فرنسي كبير بأن النظام السوري لا يفهم إلا لغة العصا


- نحن لا نطالب بحل البعث أو تفكيكه , و لو أن نظرة أخلاقية على تاريخ البعث في الحكم تؤدي بنا إلى المطالبة بألغائه من الوجود فورا لأن الجرائم التي ارتكبها باسم الوطن و الأمة و الشعب و الوحدة و الحرية و الأشتراكية هي جرائم كبيرة و كبيرة جدا دفعت كل السوريين والعرب الواقعين تحت حكم البعث أو الذين يعرفون عن ممارساته في سورية و العراق دفت الناس للكفر بكل ما رفعه من شعارات دفعت السوريين بالأخص للكفر بالوطن و الأمة و الوحدة ... مع ذلك نحن لا نطالب بتفكيك البعث لأننا ننظر إلى الأمور بواقعية و نتحسب لردود الأفعال فلطالما كان السوريون و العرب بل و الشرقيون عموما أمم انفعالية تعمل بقوانين ردود الفعل و هي باعتقادها أنها تقوم بالفعل أو تعبر عن مواقفها .
- - باختصار لا نريد ألغاء البعث كي لا نكرر تجربة ألغاء اتحاد السوفيتي بألغاء الحزب الشيوعي السوفيتي آنذاك , نريد فقط ابتعاد البعث عن الحكم لتتمكن سورية من العودة إلى الحياة و ليتمكن البعث من أصلاح ذاته لكن بعيدا عن الإضرار بسورية- في حال أراد أصلاح نفسه و هو في الحكم -
من يريد إصلاح مركبته لا يقوم بذلك على الطريق لأنه يعرقل بذلك السير, فلتأخذ مركبة البعث أقصى يمينها و لتقف على جانب الطريق بعد ذلك فليصلحها من شاء و لتتركوا الطريق للمركبات العابرة ,
فإذا ما خيرنا يوما بين البعث و سورية فلسوف نختار سورية طبعا ,
أي مجنون يختار الحزب-أيا كان- و يترك الوطن ؟
- مع ذلك لدينا الكثير من المجانين.
-
- أي شعب نحن و ماذا فعل البعث بنا ؟
-



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة فكرة و فكرة عن المرأة-1
- الفساد .. عودة الموساد ؟( أفكار
- أيها السوريون : كل مخرّب عميل اسرائيلي
- أحداث أيلول السورية و 11 أيلول الأمريكية – تشابك المصالح و ا ...
- مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين ال ...
- مأساة سورية و الأكراد السوريين
- متى تطلقون سراح البروفسور عارف دليلة ؟رسالة إلى السيد رئيس ا ...
- الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل ال ...
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - من أجل سورية استقالة البعث من الحكم