أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين السوريين و ميشيل كيلو














المزيد.....

مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين السوريين و ميشيل كيلو


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكل العراق جزء حيوي في منظومة العلاقات السورية العربية ,حيث لعب في العصر الحديث دوراً في عملية تجازب و تنافر القوى السياسية السورية و كان حاضراً على الدوام في التفكير السياسي السوري و في العمل السياسي السوري أيجاباً و سلبا , ًحكماً وأحزاب معارضة , و استخدم العامل العراقي مراراً من قبل الحكم السوري لضرب الحركة الوطنية المعارضة كما استخدم من قوى دولية و عربية لأشعال فتيل الفتنة بين جبهتين متعارضتين تاريخياً لحساب القوتين العظميي خلال الحرب الباردة التي كانت دوماً على غاية من السخونة في الساحة السورية حتى الستينات من القرن الماضي, في كل تلك الحالات السلبية و الأيجابية شكل العراق رقماً و عاملاً ضرورياً بالمعنى الفلسفي و التاريخي باعتبار الحالة الجغرافية مسألة لا يمكن تجاهلها أو القفز من فوقها , كما في التفاعل السوري اللبناني أيجاباً أو سلباً , فالتأثير العراقي في سورية قضية طبيعية ناشئة عن ظروف الجغرافيا الأجتماعية التي تحتم تفاعلاً اقتصادياً اجتماعياً ثقافياً متواصلاً , كل من يحاول تجاوزه أو القفز فوقه يضعف وجوده الذاتي ( الأقتصاد و المجتمع ) أي يؤدي إلى اهتزاز و أضعاف الوطن .. كانت مصيبة العراق مثل مصيبة سورية متمثلة دوماً في حكامهما و عقلية أحزابهما و التفكير السياسي المتخلف للناس في البلدين بسبب عملية تضليل أعلامي واسعة ارتكبتها وسائل أعلام النظامين الحاكمين و قبلهما ارتكبتها أحزاب الهوبرة و الشعارات الحالمة التي خدرت عقول و ضمائر أغلبية الشعب السوري العراقي , بحيث تعتقد أن ذوي الرؤوس الحمراء الذين حكموا البلدين عبر حزبي البعث العراقي و السوري لا يفقهوا في السياسة – التي هي تحقيق ما يمكن من المصلحة الوطنية – أكثر مما يعرف عامي أو راعي لم يعرف القراءة و الكتابة – مع احترامنا للرعاة أنبياء و شعراء و دون ذلك – فلم يترك رئيسي البلدين السابقين وسيلة للأساءة لحزبي و شعبي البلدين إلاّ وارتكباه كل ذلك لأن واحدهم لا يطيق الآخر , و هنا لا بد من كلمة , فلا بد للسياسي النظيف الواعي من أن يفصل بين الذاتي الشخصي و الموضوعي الوطني , كارثة سورية و العراق أن نظامهما من أصول رعوية و فلاحية لم تصل مرحلة النضج الأجتماعي > نأتي إلى جوهر هذا المقال لنسأل سؤالاً صعباً : ما الفرق بين حاكم العراق و بين شخص الحاكم سواء كان صدام حسين أم أياد علاوي , هل نحن مع صدام حسين - أياد علاوي كحاكمين للعراق الدولة العربية توأم سورية أم نحن ضدهما كشخصين ارتكبا مساوئ و مجازر بحق العراق و جواره العربي و غير العربي ؟ إلى أي حد يجب أن نتعاطى مع حاكم العراق في إطار المصلحة القومية و إلى أي حد يجب أن نقاطعه بسبب مواقفه و جرائمه , هل تواصلنا مع المجرم صدام حسين حاكم العراق لصالح العراق و سورية أم لصالحه و صالح نظامه , و ما هي حدود أي نظام أجرامي معادي للحريات و مدى تداخله في النسيج الأجتماعي للشعب العراقي ؟ هل وجود علاقة بين النظامين السوري و العراقي السابق و الحالي هي لمصلحة النظامين فقط و هل يمكن تحييد الشعب في مصالحه الأقتصادية الأجتماعية من هذه العلاقة ؟
يجب الأنتباه إلى أن المساعدات السورية كانت تدخل العراق تحت الأحتلال و القصف الأمريكي للعراق مثلما استمرت الأراضي السورية معبراً للبضائع و السلع القادمة إلى العراق أثناء تنصيب حكومة موضوعة من قبل الأحتلال الأمريكي مثلما كان الأمر خلال الفراغ السياسي " الوطني " الذي أعقب سقوط نظام صدام .
ما أريد قوله في هذه العجالة أن العمل السياسي الوطني – أي العمل انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا و لأجلها – يجب أن يتجاوز المظاهر ليرى الجوهر و يجب أن يتجاوز الأشخاص ليصل إلى ما يمثّله الأشخاص أياً كان رأينا بالأشخاص – أي لا بد من تغليب المصلحة الوطنية على المشاعر الشخصية – بعبارة أدق يجب تجاوز الذاتي الشخصي العاطفي لتحقيق الموضوعي المصلحي. الآن أياد علاوي حاكم العراق المختار أمريكيا و شبه عراقيا مثلما كان صدام حسن مختار سوفيتياً بصمت أمريكي عربي و شبه صمت عراقي , فهل من واجب الحكم في سورية أن يتعامل مع أياد علاوي و هل كان على الحكم السوري أن يتعامل مع صدام حسين رغم جرائمه ؟
الجواب الحتمي بالنظرة الوطنية و السياسية الحقّة : نعم . لماذا نعم ؟ لأن صدام حسين رئيس دولة العراق الشقيق , و لأن أياد علاوي رئيس الحكومة العراقية .ليس صدام حسين سوى مجرم و ليس علاوي سوى عميل لصدام و للأمريكيين كما يقول البعض , و هذا يرفضه كل مواطن و كل وطني , لكننا كدولة تجاه دولة نتعامل مع رئيس دولة و حكومة على كل علاتهما تمثل فرضيا الشعب العراقي أي نحن نتعامل مع من يمثل الشعب العراقي , فإذا لم نتعامل معهما – مع صدام و علاوي – فلن نجد أحد نستطيع التعامل معه ممثلاً للدولة العراقية بما تعنيه من تمثيل للمصالح العراقية الأقتصادية والأجتماعية و الثقافية ..
هل نقطع علاقات التاريخ و الجغرافية و المصالح الحيوية التي تمثل أمة بحالها من أجل حكومة لا تعجبنا أو شخص نعتبره خائن و هو بالفعل كذلك ؟
فإذا نحن رفضنا التعامل مع هذين النظامين أو الرئيسين السيئين فلن نجد مدخلا للتواصل بين الشعبين السوري و العراقي و من ثم لن نجد أي وسيلة لتلاقي مصالح الشعبين و بالتالي نساهم في تكريس التجزئة و مفاعيل سايكس بيكو , فالمهم في التفكير الوطني الأستراتيجي الإبقاء على التواصل العراقي السوري حتى لو كان نظام أحد البلدين من عند الشيطان أو كان كلا النظامين من عنده أو كانا على غير وفاق و توافق أي كان واحدهم من عند الرحمن و الآخر من عند الشيطان .
و السلام على سورية و العراق و من والاهما بإحسان ....



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة سورية و الأكراد السوريين
- متى تطلقون سراح البروفسور عارف دليلة ؟رسالة إلى السيد رئيس ا ...
- الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل ال ...
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين السوريين و ميشيل كيلو