أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل الأصلاح السوري و أوهام في عالميته















المزيد.....

الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل الأصلاح السوري و أوهام في عالميته


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتّسم نهايات الدورات التاريخية بحالة أقرب إلى الفوضى منها إلى الجمود والسكون , تتساوى في ذلك الدول و المؤسسات مع المجتمعات , نحن هنا لا نتحدث انطلاقاً من نظرية نهاية التاريخ و إنما استلهاماً لنظرية ابن خلدون التي نرى أنها أكثر واقعية بما يخص ينات .التشكيلات الأجتماعية و الأجتماسية ...
يقع الوضع السوري اليوم من الناحية الأجتماسية في طور النهاية غير المكتملة في وقت جاء فيه رئيس جديد لأكمال العهد السابق , جاء كمصلح لمواقع الفساد الضخمة , الفساد الذي تحوّل إلى قناعة و سلوك يومي لدى كثيرين و هو لدى شريحة في الحكم و خارجه تحوّل إلى إديولوجيا , هذه الحالة لا تساعد الرئيس الشاب و لا يحسده عليها أحد فهو جاء في منتصف النهاية أو ما قبلها على كل حال , الأمر الذي يهدّد كل مشروعه الأصلاحي بالفشل , فإما أن ينتظر بضع سنوات أخرى لتكتمل النهاية , نهاية المرحلة التاريخية للنظام السوري البعثي _ لأن النهايات جارفة في قوتها , و لاتعترف بأصلاح أو تحديث ومستعدّه لجرف كل شيء معها _ من ثم يبدأ المرحلة التاريخية الثانية من العهد البعثي , أو أنه يبدأ باستخدام القوة لأنجاز الأصلاح و تحديث النظام السوري باتجاه الدولة المدنية الحديثة القائمة على القوانين و المؤسسات .
لكن استخدام القوة الآن و نحن على أعتاب نهاية دورة أجتماسية يجب أن يرافقه تأييد من قبل عناصر و قوى داخل النظام كي يتم الأصلاح بسرعة و بشكل صحيح لا تشوبه الثغرات , و هذا أمر مستبعد لأن معظم الممسكين بزمام الأمور هم أباطرة الفساد و الأفساد الذين دأبوا طوال السنوات الثلاث من حكم الرئيس بشار الأسد على تطهير مفاصل الدولة من العناصر المخلصة و الكفوءة والوطنية , و ما يعيق الأصلاح هو المنطلق النظري الذي أعلنه د. بشار الأسد رئيس الجمهورية و هو منطلق أكمال العهد السابق من منطلق الأستمرارية و ليس القطع أو التباين و هو أمر يلاحظ في تصريحات و خطب الأسد الأبن , فما العمل إذاً , هل ننتظر ريثما تنضج ثمرة الفساد و شجرة الشر فتنحر ذاتها بذاتها و تتآكل من داخلها و هو أمر يستغرق سنوات و قد يهدّد الوجود السوري من جذوره بما يعني ذلك الأجهاز على مؤسسات الدولة واحدة وراء الأخرى و بناء تحالف مع العولمة لبيع كل شيء بما فيه تراب الوطن و التنازل عن الحقوق الشرعية في الجولان و سواه و ربما تقسيم البلاد إلى دويلات طائفية و لغوية .. أم نحسم الأمور في أسرع وقت ممكن مع معرفتنا المسبقة أن أدوات مكافحة الفساد و بناء الأصلاح تتآكل يوماً بعد يوم فلا يبقى الاّ كل طويل عمر ؟!
في الحالات الحرجة التي يقف فيها الأنسان أمام خيارين : خيار أنقاذ البلاد بالعنف ,أو خيار ضياع البلاد بهدوء و دون تضحيات في صفوف النظام الفاسد , سوف يكون لشخصية صاحب القرار الدور الحاسم في تفضيل خيار على الآخر , و شخصية الرئيس الأسد هادئة وعلمية لا تميل إلى الحسم السريع للأمور التي تتميز بها شخصية العسكري الذي يمكن أن يختار العنف , فهو نشأ في جو علمي أكاديمي بعيد عن الجو العسكري , أي أنه يمكن أن يشخّص الحالة السورية جيداّ كطبيب ماهر لكنه من الصعب عليه أن يجري العمل الجراحي بنفسه , و هنا في رأينا المتواضع و الذي قد يكون خاطيء جداً , إذا أخذ الرئيس الأسد القرار بحرب الأصلاح فلن يكون قائد الحرب و إنما قيادات ذات نفسية عسكرية تتعامل بعنف مع أعداء الأصلاح و المفسدين , و تتحمل هذه القيادات كل ردود الأفعال التي قد تكون عنيفة داخلياً و خارجياً , بما في ذلك مناوشات صغيرة تكون قادرة على إدارتها بكفاءة , فالأصلاح الحقيقي الجذري الذي تحتاجه البلاد لن يتم دون عنف أي دون دماء و خسائر , لكن أيّاً كانت خسائر عملية الأصلاح الحقيقي السريع الذي نحتاجه , فهي لن تكون بحجم الخسائر الكارثية التاريخية الذي دفعناها بسبب الفساد و التخريب المنظم طوال عشرين عام , و لن تكون بحجم الخسائر التي سنتعرض لهل مع بقاء الفساد و الخوف من الأصلاح الحقيقي .
إن الخوف من شيء ما لا يعالج إلاّ باقتحام هذا الشيء كما يقول علي بن أبي طالب ( كرم) و الخوف من الأصلاح علاجه القيام بالأصلاح , و لنكون منصفين يجب أن نعترف أن الأمر لا يتوقف فقط على قرار الرئيس , إنما مطلوب من كل الشرفاء في البلاد و خارجها العمل على المطالبة بالأصلاح بوضوح وألحاح و توجيه ضربات أعلامية سياسية على الأقل لأعداء الأصلاح و فضحهم أمام الرأي العام العربي و الدولي , لحشد هذا الرأي العام وراء مشروع الرئيس الأصلاحي للوصول إلى حالة من التوازن بين قوى الفساد و دعاة الأصلاح , فكما أن المفسدين لديهم دعم دولي فعلى المصلحين أن يحصلوا على هذا الدعم , و يجب أن نخرج من أوهام عدم استخدام الخارج في قضايانا الوطنية بدعوى الحفاظ على السيادة الوطنية , لأنه لا توجد دولة في العالم تتخلى عن دعم الخارج أو تستطيع منعه عن تدخله في قضاياها الوطنية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية فالرئيس الأمريكي يحدّده المال اليهودي الصهيوني و لأسرائيل دور في هذا المال مثلما للصين كما انتشر في الأعلام الأمريكي منذ سنة أو أكثر , أما في العالم الثالث والثاني فلا يمكن أن يتم التوافق على الرئيس دون موافقة أمريكية إضافة لموافقات الدول الكبرى التي لها مصالح في هذه الدول , كذلك فالقوى الأقليمية تلعب دوراً مستمراً في المسائل الداخلية للدول التي تجاورها , كما بالنسبة لسورية في لبنان و كما بالنسبة لمصر في فلسطين ( غزة تحديداً ) و السودان , وكذلك لا ننسى الدور السعودي بالنسبة لدول الخليج , وهذا أمر طبيعي , لذلك فعلى العاملين على تحديث البلاد و مكافحي الفساد طلب الدعم العربي و الدولي بكل أشكاله التي لا تؤثر على وحدة البلاد لأن المستفيد الوحيد من أفساد البلاد و تخريبها و أضعافها على كل المستويات هي أسرائيل واللصوص و أصدقاءهم و أبناءهم , وفي المقابل فإن المستفيد من أصلاح و تحديث و تقوية سورية هم أبناءها و أشقاءها و أصدقاءها الذين يريدون العيش بسلام في إطار أسرة دولية متعاونة و متفاهمة .
إن ما يجري في سورية لا يهم أهلها فحسب إنما يهم العالم أجمع لأنها تقع ضمن جغرافية الأصول الأولى , جغرافية الرمز , و سقوطها في فخ الفساد و الأستسلام يعني الكثير على الصعيد الدولي كما كان الحال منذ التقسيم الكبير منذ تسعين عام , الأمر الذي انعكس على شكل توترات و صراعات في العلاقات الدولية , و سقوط سورية أو استسلامها يعني بداية النهاية و الحرب الأخيرة على الأقل بالنسبة لأولئك المتدينين الأمريكيين من جماعة القيامة الذرية و " هرمجدو " الذين يضبطون ساعاتهم على توقيت دمشق ؟! .
هكذا تصبح مسألة الفساد و الأنهيار أو الأصلاح و البناء في سورية مسألة كونية و ليست مسألة داخلية , فعلى أساسها يتحدّد مصير الكوكب بالمعنى الرمزي و بالنسبة لكثيرين بالمعنى الحقيقي الواقعي , و كل صراع من هذا النوع يتحّدد بنتيجته مصير الكوكب هكذا كان الأمر دوماً منذ أن وجدت قوى السلب و الأيجاب , لكن هذه المرة قد تكون المسألة جديّة . أخيراً وليس آخراً ماذا يمكن أن نقول لأهل الفساد – و القول سلاح الضعفاء لكنه السلاح الوحيد المتوفر لدينا _ سوى إن لم تخافوا الله فخافوا الوطن الذي لن يسامحكم أبداً لا في الحياة و لا الموت .



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل الأصلاح السوري و أوهام في عالميته