أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الرحمة وصناعة الأمل














المزيد.....

الرحمة وصناعة الأمل


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    



إهتزت مشاعر ملايين الأستراليين مساء يوم الأثنين الماضي وهم يصغون لقصة حياة وصوت وغناء ايمانويل كيلي،فقد ظهر الشاب في برنامج -أكس فاكتورز- الشهير في إكتشاف المواهب الغنائية في استراليا ليقف أمام أربعة من الحكام الصعبين في الموافقة على اختيار المواهب والسماح للمشاركين في العبور الى مرحلة اخرى من البرنامج الذي من شأنه ان يعد المشاهير في حقل الغناء .
وقف ايمانويل أمام الحكام وهم من - مشاهير المغنين في استراليا والعالم الحر – وجمهور يعد بالألاف وأمام الملايين من مشاهدي التلفاز الأسترالي بكل ثقة وإصرار وشجاعة قلّ نظيرها ،فهو معاق بالقدمين واليدين بل تقريبا في معظم جسده عدا رأسه وموهبته الفذّة في الغناء والأداء المتقن،وحين سأله أحد الحكام ما هو عمرك :أجاب لست متأكدا من ذلك ، فقد عثرت أمي علينا أنا وأخي في أحد ملاجىء الأيتام في العراق وليس لدينا شهادات ولادة أو جوازات لنعرف أعمارنا الحقيقية، فقد ولدنا في أثناء الحرب ، ولانعرف سوى اننا كنا في ملجأ للأيتام ،ثم جئنا الى استراليا للعلاج ، ان والدتي هي مثالي العظيم في الحياة وقد تعبت علينا كثيرا بشكل لايوصف ،وحين سألوه مالذي سوف ُتغني لنا قال سوف اغني :IMAGEN –تَخيل- لجون لينون وهو ينظر بكل ثقة في العيون ، وهذه الأغنية غناها من اجل السلام والمحبة والرحمة والأمل المغني البريطاني الإنساني الشهير جون لينون ،وكلماتها تنضح باِلإنسانية وتدعو الى الآخاء البشري وتجاوز كل الفوارق ، وقد اعتمدتها الأمم المتحدة افضل اغنية في التاريخ الإنساني .
لقد أبكى ايمانويل الحكام وفقدوا السيطرة على عواطفهم ودموعهم ، بينما إرتجت جماهير الحضور بالصراخ والتشجيع والحب الشديد،قال أحد الحكام أنا متأثر ليس بسبب مآساتك الشخصية بل لأنك موهوب بصوت آخاذ وحنين ودافىء ومثير ، أنت نجم جديد في عالم الغناء ، والفيديو الذي يسجل لحظات ظهور ايمانويل خلف الكواليس وعلى منصة الغناء ينتشر الأن في كافة أرجاء العالم عبر الأنترنيت والقنوات التلفزيونية العالمية.
السيدة مويرا كيلي والدة ايمانويل وشقيقه (أحمد) تشرف على مؤسسة ( الأطفال أولا )الأسترالية ، كانت قد عثرت على ايمانويل وشقيقه متروكين في أحد ملاجىء الأيتام في العراق ويعانون من فقدان اطرافهم وتشوهات جسدية بسبب تعرضهم وإصابتهم بسلاح كيمياوي ،ثم تبنتهم وجلبتهم الى استراليا ، كانت مويرا تقف في الكواليس وتحضن ابنها الأكبر ( احمد ) وهي تصغي لإبنها الصغير ايمانويل وهو يرجّ مشاعر الملايين رجاً بصوت رخيم وهادىء ومسالم ،وعينيها تدرّان الدموع الطاهرة النقية ، أي نوع من الأمهات هذه السيدة التي تصنع الأمل للطفولة وتزرع الرحمة في النفوس ؟؟،فهي نفسها من تكفلت بفصل رأسي التوأمين البنغلاديشيين (كرشنا و ترشنا ) وانقذت حياتهما في عملية جراحية خيالية ،وهما يعيشان الأن حياة طبيعية.
وفي جانب اخر وفي قارة اخرى قام الدانماركيون وفي حفل غنائي الإسبوع الماضي بجمع 22 مليون دولار كتبرعات للصومال الذي يتعرض لمجاعة بشرية ضحيتها الأطفال أولا ، انها الرحمة ، المفقودة لدى بعض البشر ، بينما هي متوفرة لدى بشر اخرين يحسبهم البعض انهم من الكافرين والأنجاس ويتوجب الفتك بهم وشرب دماءهم!!! ، ومثالنا الذي نعود اليه السيدة الاسترالية العظيمة مويرا كيلي والدة ايمانويل واحمد ،والتي صنعت الأمل ليس لطفلين يتيمين ومعاقين فقط، بل طهرت النفوس وهي تقدم ايمانويل ليوقظ مشاعرنا ويهزّ ضمائرنا ،ويذكر الأخرين بالعراق والعراقيين ، ولكن بالإنسانية والمدنية وجمال الروح والثقة بالنفس والإصرار على الحياة ، بعد أن تعب الناس من سماع قصص القتل والفساد والخراب.

http://au.news.yahoo.com/today-tonight/celebrity/article/-/10148524/war-child-wows-crowds



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش قذافية...
- القفزُ الى عمق بئر الخلافات التاريخية..
- سوريا أخت ُ العراق ..
- الأوهام القاتلة
- محنة العقل والروح أم محنة القانون؟؟
- أحزان الكردية : زهرة حوشي فرج
- رؤساء العشائر العراقية – أراجيح التخلف والنهب والكسل ..
- مارقون بلا حدود
- إستعراض القنابل الموقوتة...
- التقشف الديني وخبايا الدهليز
- العراق وسوريا: العارّ المزدوج
- قبر مائي لإسامة بن لادن
- لكل قفل مفتاح ولكل ليل مصباح
- إيمان العبيدي: الفرّجة الليبية
- ِنساءُ الظلام
- الإعلام العربي أسود ..مثل النفط الخام!!
- الطائفية إفيون الشعوب
- الشباب قادمون لتحرير انفسهم
- لا بد من التغيير بقيادة الشباب المحطّم هذه المرّة
- الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الرحمة وصناعة الأمل