( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بهذا الهتاف خرجت جماهير سوريا للاحتفال بسقوط عقيد ليبيا المخبول . و يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد بدا يلملم حقائبه للرحيل الحتمي عن السلطة . الملاحظ أن أغلبية بلدان أوربا الشيوعية قد أعادت حساباتها و أدخلت في فكرها استحالة استمرار النظام القديم فقامت بالتغيير من الداخل . و يبدو أن أنظمتنا في بلادنا لم تستوعب درس أوربا الشرقية و الاتحاد السوفيتي السابق . و لا حتى درس سقوط الطاغية صدام حسين الذي خرج من الحفرة إلى حبل الإعدام . لقد طبق القذافي نفس سياسة صدام حسين في التشبث بالسلطة و جلب قوات الناتو . و قد احرق الحرث و النسل و دمر الشعب و البنى التحتية و كل اقتصاد ليبيا تطبيقا لشعار ( علي و على أعدائي ) و كذلك نظام العقيد علي عبد الله صالح في اليمن و آخرهم بشار الأسد . لقد استخدم هؤلاء الرؤساء أقوى أنواع المواد اللاصقة للالتصاق بكراسيهم و تناسوا أن الظرف الدولي الذي أنتج هذه الأنظمة القومية القمعية و المعادية للشيوعية و الحريات و الديمقراطية . قد تغير و أصبح وضع هذه الأنظمة معرقلا لسياسات الغرب المالية و الاقتصادية . و إن تراكم القمع عبر عشرات السنين لا بد أن يؤدي إلى تغيير نوعي . إن الثورة هي نتيجة تراكم عمليات تدوم عشرات السنين و لكن عند نضج الظروف ستنفجر الأوضاع و لا يستطيع أي نظام الوقوف أمامها . إن الحكام المستبدين أصحاب الأنظمة الشمولية لا يسمعون إلا أفكارهم . إنهم يصدقون الأكاذيب التي يكذبونها على شعوبهم و بزيادة تصفيق الحاشية لهم تزيد حالتهم المرضية . إن زمن الزعيم الأوحد و القائد الواحد قد انتهى .القذافي و من سيسقط بعده سيحتاجون إلى التفتيش عن حفر تحت الأرض للاختباء فيها و إلى لبس الدشاديش القصيرة أو الجلابيب النسائية كما فعلها نوري السعيد . إن سقوط هذه الأنظمة سيفسح المجال لقيام أنظمة جديدة يكون الشعب فيها هو السلطة . إن أحزاب الإسلام السياسي من إخوان إلى سلفيين إلى قاعدة لديهم إعلام قوي و تمويل أقوى و ينتظرون الفرصة للوثوب إلى الحكم . إن الثورة عملية صيرورة و بالتالي تحتوي على صراع وحدة الاضداد . إن القوى الديمقراطية و الوطنية و العلمانية و الليبرالية عليها التوحد في برنامج واضح لما بعد التغيير لتستطيع التأثير و قيادة جماهير الشعب في تحقيق أهداف المرحلة الجديدة . إن نشوء الصراعات بين القوى الوطنية و الليبرالية و العلمانية سيفسح المجال لصعود الاسلامويين . إن جهدا كبيرا يجب على هذه القوى اتخاذه للعبور إلى بر الأمان . إن وصول السلفيين و المتطرفين الاسلامويين إلى الحكم معناه إضاعة فرصة تاريخية قد تأخر مجتمعاتنا لعشرات السنين القادمة . إن الثورات الحاصلة اليوم أثبتت هشاشة الأنظمة الفاسدة فتحرير طرابلس و باب العزيزية يذكرنا بسقوط نظام صدام حسين بدخول دبابتين أمريكيتين فقط إلى بغداد . على الأنظمة التي لم تسقط تعلم الدروس و تجنب توريط الجيش و أجهزة الأمن بعمليات قمع جديدة ضد شعوبهم . آن الأوان للاعتراف بالواقع و بالانتقال السلمي للسلطة ... سلطة الشعب .

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل