أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - يالله ارحل يابشار














المزيد.....

يالله ارحل يابشار


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاع واحد من أبناء مدينة حماة للمرة الأولى في التاريخ السوري الحديث أن يقود في تظاهراته أعداداً قاربت النصف مليون، لم يأتوا إلى ساحة العاصي بتعلميات سلطة طاغية أو أوامر حزبية بغيضة أو تهديدات أمنية مرعبة لإعلان تأييدهم والتأكيد على عبوديتهم، بل خرجوا عشقاً لوطن منهوب، وطلباً لكرامة مستباحة، ومناداةً لحرية مسلوبة، طال عليه الظلم واستطال فيه الاستبداد والاستعباد، وتطاول فيه الشبيحة. ومن ثم، فقد كان خروج ماردهم خروجاً إلى مواجهة الموت القادم كالريح الصفراء من شبيحة النظام وقنّاصته وأزلامه وقتلته ودباباته وأسلحته. فكان كل واحد فيهم مشروع شهيد ماض إلى قدره، روحه فوق راحته بين يدي من يفترض فيهم أنهم حماته وصانعو أمنه، أو مشروع حياة حرة كريمة لشعب ووطن يتطلع إليها بكل موروثات القيم من العز والإباء والشموخ.
حُداء الشهيد ابراهيم القاشوش على جنبات العاصي وضفافه، سورية بدّها حرية، لايفارقني، كأنه عنين نواعير حماة وأنينها، بل هو حنينها الذي حوّله الشهيد شدواً لأعذب أغنية للحرية والكرامة عابرة للقارات. أغرودة الشهيد كانت أذاناً في الناس أن قوموا إلى حريتكم، فردّدت أم الفداء النداء وردد معها السورييون، وأوّبت معهم الأرض والسماء، فكان رجع النداء من كل العوالم والأنحاء، وبكل لغات العالم: سورية بدها حرية. وإنما من يُسمع الصمّ من الوحوش النداء الهادر، ويُبصّر العمي من الشبيحة والمافيات ملاييين الشعب الثائر، وهي تهتف بكل الجرأة خلف منشدها: يالله ارحل يابشار.
وإنما في خضم الحملة الأمنية التي نفذتها قوات النظام وشبيحته على المدينة الأبية في الأسبوع الأول من تموز/يوليو الفارط عقب جمعة ارحل، استؤنف القتل وتجدّد الرعب ومعه الاعتقالات بالمئات، وفظائع الذبح التي تجلّت بذبح رائد التظاهرات الحموية وحاديها الرائع ذبح سكين، ونزع حنجرته ورميه جثة هامدة في نهرٍ يحب مدينة أبي الفداء ويعشقه أهلها. وما بين حبه وعشقهم، رفض بوفائه ووده أن يغطي على الجريمة ومااستطاع مع عظمه وقوته أن يبتعلها، فأعاد صدّاحَ حماة شهيداً إلى أهله وأحبابه وإن جثة هامدة، ليكون شاهداً على وحشية القاتل وانعدام إنسانيته وموت ضميره، شهادةً من العاصي موثّقة للتاريخ على مجرمي العصر ووحوشه أن قيل لهم: سورية بدها حرية، ويالله ارحل يابشار.
ماأراده النظام الفاشي بصلفه واستكباره وعلوّه في الباطل هو الطمس على نور الحرية والكرامة في رابعة نهار السوريين في عنفوان ثورتهم على دجله وشعوذته، وكتم صوتهم الهدّار بالحرية وحناجرهم التي تزأر بالكرامة لأنهم يريدون إسقاط النظام.
ظنّ المجرمون المتوحشون أن الوطن عند الشهيد القاشوش كوطنهم مُقامه في حنجرتهم، فتوهموا أنهم باقتلاع حنجرته يقتلعون منه الوطن، وما علموا أن وطنه ليس في عنقه، وإنما في قلبه شلال دماء، يدير بهديره وثورته نواعير الحق التي روت أرض سورية من بعد الظمأ، وأن عنقه ليس إلا فدوى وطن عشقه مزداناً بالحرية والكرامة، فنادى يالله ارحل يابشار.
قولوا للتاريخ، أن ساحةً في حماة كان اسمها ساحة العاصي، باتت مشهداً اسمه ساحة الشهيد القاشوش، يشهد أنها زلزلت بحشود حرائرها وأحرارها الاستبداد، ونداؤها سورية بدها حرية، وقشّت بأغرودته يالله ارحل يابشار همّ شعب، وكنست إلى الأبد نظاماً قميئاً عن صدور السوريين يوم أذنّ في فضاءات العالم يالله ارحل يابشار، فاستجاب السورييون وأهل الأرض معهم يلبّون النداء، ويردّدون مع حنجرةٍ من الجنة يالله ارحل يابشار. خلّصنا وفرقنا وكفاية وكافي، واعتبر من مصير صاحبك القذافي، تناحته مانفعته وآخرتها ولّى وطار، وحالكم من بعضه فلحّق حالك وارحل، لقد تأخرت كثيراً وأخذت كل الفرص وقد فاتك القطار. والشعب ينادي: جاك الدور يادكتور، ويالله ارحل يابشار..!!
http://www.youtube.com/watch?v=9ZzLK78EoRU&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=EakTCu8VqLQ&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=3CBJ-7PhyPM&feature=related



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتشوا عن النظام السوري
- النظام السوري يمهد بممارساته للتدخل الدولي
- النظام السوري يبرر التدخل الأجنبي
- كلام في صميم الثورة السورية
- قطار النظام السوري والإعلام الكاذب
- كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية
- مابين جمعة ارحل ولا للحوار
- نداء السوريين هيهات منّا الذلة
- للمرة الثانية، كلام على كلام نصيحة حسن نصرالله للسوريين
- النظام السوري وخطاب الرحيل 3/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل 2/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل
- النظام السوري في سكرات الرحيل
- تأثير الوقاحة والإجرام في قرار إسقاط النظام
- كلام عن التآمرات والتهديدات الخارجية في وجه السوريين
- إعلام النظام السوري ومجزرة جسر الشغور نموذجاً
- كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي
- كلام في نصيحة حسن نصر الله للسوريين
- كلام في ثورة الياسمين ا لسورية
- كلام في صميم الشأن السوري


المزيد.....




- وائل الدحدوح يؤدي فريضة الحج نيابة عن زوجته: أوفيت بوعدي لها ...
- موسكو: إعلان الناتو النووي تصعيد للتوتر
- حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. قرار وقف الهجوم على غزة بيد نتنيا ...
- -بيلد- الألمانية: الولايات المتحدة سترفع القيود المفروضة على ...
- هل يمر الرجل بأعراض مشابهة لأعراض انقطاع الطمث عند المرأة؟
- استعراض جوي في سماء لندن احتفالاً بعيد ميلاد الملك تشارلز ال ...
- إسرائيل: حزب الله أطلق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بد ...
- شاهد: بقيمة 2.6 مليار دولار.. ألمانيا تضبط أكبر كمية كوكايين ...
- بداية مخيبة: بلجيكا تتعرض لخسارة مفاجئة أمام سلوفاكيا
- نتنياهو يحل حكومة الحرب والتوتر يتصاعد على الحدود مع لبنان


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - يالله ارحل يابشار