أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - نداء السوريين هيهات منّا الذلة














المزيد.....

نداء السوريين هيهات منّا الذلة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نداء السوريين هيهات منّا الذلّة
بدرالدين حسن قربي
في كلام سابق، اعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الثورتين المصرية والتونسية بمثابة استمرار للثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه في عام 1979. وفي كلام لاحق يوم الخميس في نهاية حزيران/ يونيو الفارط، أضاف لهما اليمن وليبيا واعتبرها ثورات بمثابة صحوة إسلامية معادية لأمريكا والصهيونية، إلا الثورة السورية فقد اعتبرها بمثابة انحراف بل نسخة مزيفة عنها، لأنها حسب زعمه صناعة أمريكية هدفها إيجاد خلل في جبهة الممانعة.
للتاريخ نكتب أن كلام السيد خامنئي في جوهره ليس بعيداً عن كلام حليفه في لبنان السيد حسن نصرالله في نظرته إلى الثورة السورية بل ويبدو أن أحدهما صدى للآخر. وهو كلام هدفه إخراج الثورة السورية خص نص من سياقات الثورات العربية الأخرى لأغراض تخص تحالفاتهم واستراتيجياتهم، ولكنه غير قادر على إقناع أحد. فماأخرج أهل مصر وتونس وليبيا واليمن على أنظمتهم هو نفسه ماأخرج السوريين. فكل الثورات العربية كانت ثورات واضحة تجاه رئيس مستبد بمثابة شاه على رأس حزب حاكم محتكر للسلطة فاسد، يستند إلى قواعد ديكتاتورية قامعة مصادِرِة للحريات وإلى عائلة وقرابات ونافذين من شفيطة نهّابين وبلاعين مسنودين، وكلها كانت ثورات تطالب بحريتها السليبة وكرامتها المستباحة. وهو نفس الحال السورية الذي فجّر بركانَ ثورة الشام وغضبها بعد طول صبر وانتظار على أرصفة الإصلاح الموعود عشرات السنين مابين الوالد وماولد.
إن مصيبة السوريين المشهود لهم بالمقاومة والممانعة والوطنية مع نظامهم ليست هي اليوم كما في السابق على مقاومة النظام وممانعته، ولا على تحالفاته وعلاقاته، بل هي تحديداً على حريتهم وكرامتهم في وجه قهره وديكتاتوريته وبطشه، وفساده ونهبه وظلمه، ولولا ذلك لما تحرك أحد. أمّا رؤية بعض الثائرين والمتظاهرين ينالون من حلفائه، فهو أمر لا يكاد يرى لولا مشاعر الإحباط والألم التي لم يستطع هذا القليل تجاوزها، بسبب توجيه التهم لهم من قبل هؤلاء الحلفاء فضلاً عن تضامنهم مع قاتلهم ومضطهدهم وسفّاك دمائهم بل والدفع به في هذا الطريق، فهم بدل أن يعظوه وينصحوه ويعقّلوه ويرشّدوه، أرسل إليه بعضهم مستشاري الأمن والقمع وخبراء التعذيب والقهر، وبعضهم أرسل إليه شبيحة وقناصين لمواجهة طالبي الحرية والكرامة بقمعهم وإذلالهم وهم متظاهرون مسالمون شعارهم الشعب السوري مابينذل، وهتافهم الموت ولا المذلة.
فكيف يكون انحرافاً في ثورة الأحرار والحرائر السوريين إذا أرادوا لمقاومتهم أن تكون بلا قمع ولا استبداد، وكيف يكون تزييفاً إذا أرادوا لممانعتهم أن تكون خلواً من النهب والفساد، وكيف تكون خيانةً وتآمراً إذا أرادوا لحياتهم أن تكون حرة كريمة ترفض الاستعباد، وعنوانها هيهات منّا الذلّة...!؟ ومامشكلتهم أن يثوروا على مستبديهم ومستذليهم وسارقي لقمة عيشهم، وقد انتظروهم على أرصفة الإصلاح الموعود عقوداً وسنين، حتى سمعوا بشار الأسد نفسه يقول لمحاوره في مقابلته مع الوول ستريت جورنال المنشورة في 31 كانون الثاني 2011 : إن لم ترَ الحاجة إلى التغيير قبل الذي حصل في مصر وتونس، فقد أصبح متأخراً أن تقوم بأي تغيير، وعندما سأله عن الإصلاح في سورية أجابه: بأنه سيشرع في إصلاحات سياسية واقتصادية، وإنما لكي نكون واقعيين علينا ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق هذا الإصلاح.
يقرأ علينا السيد خامنئي وحسن نصرالله وغيرهم المرة تلو المرة، أن ثورة الامام الحسين وعنوانها هيهات منّا الذلّة، إنما كانت على قيم الاستبداد والظلم والفساد التي ورث رفضها عن جده عليه السلام، وورّثها لمن بعده من الأتباع والأئمة الفضلاء الكرام فنصدّقهم. ويسمع السورييون كلام السيد في إيران ويتردد الصدى لدى السيد في لبنان، فتعجبهم القراءة وبلاغتها ويدهشهم نهج الكلام. وإنما يوم ثاروا سلْماً وسلاماً على فظائع قهر، وفواحش جور، وكبائر نهب، وقالوا لا لاستحواذ النظام على السلطة والثروة، أعلن عليهم شاههم الحرب بالدبابات والطائرات، واستبيحت دماؤهم وأعراضهم والممتلكات، وقال عنهم نصرالله بأنهم يقدمون خدمات جليلة لأمريكا وإسرائيل بثورتهم، وقال عنها خامنئي: إنها صناعة أمريكية. ومن ثمّ فقد كان السورييون في أشد حالات تعجبّهم واستعجابهم.
ليست مبالغة أن السيد خامنئي ومن قبله نصرالله ومن معهم وضعوا أنفسهم في حال لايحسدون عليها البتة لتناقضها جملة وتفصيلاً مع ماينادون به ويرفعونه من مبادئ وقيم، اعتقدها الحسين عليه السلام، واستشهد عليها، وبين تأييدهم ودعمهم لنظام فاشي مستبد فاسد في مواجهة ثورة شعبية مطالبة بالحرية والكرامة نداؤها هيهات منّا الذلة.
http://www.youtube.com/watch?v=BpV69V2gYVw&feature=youtu.be
http://www.youtube.com/watch?v=nM_7rlDvcpM&sns=em
http://www.youtube.com/watch?v=q27vi1Ueaf0
http://www.youtube.com/watch?v=LP3tg-zPkgY&NR=1



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمرة الثانية، كلام على كلام نصيحة حسن نصرالله للسوريين
- النظام السوري وخطاب الرحيل 3/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل 2/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل
- النظام السوري في سكرات الرحيل
- تأثير الوقاحة والإجرام في قرار إسقاط النظام
- كلام عن التآمرات والتهديدات الخارجية في وجه السوريين
- إعلام النظام السوري ومجزرة جسر الشغور نموذجاً
- كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي
- كلام في نصيحة حسن نصر الله للسوريين
- كلام في ثورة الياسمين ا لسورية
- كلام في صميم الشأن السوري
- النظام السوري، انتهى اللعب Game Over
- سلام على أحرار الشام وحرائرها
- النظام السوري والنداء الأخير
- والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار
- النظام السوري وإلغاء حالة الطوارئ
- الشعب يريد إسقاط النظام
- شبيحة الإعلام السوري والكذب بدون حبال
- النظام السوري بين المندسين والشبيحة


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - نداء السوريين هيهات منّا الذلة