أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - هشام القروي - تقرير عن المملكة














المزيد.....

تقرير عن المملكة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 04:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بتاريخ 21 أيلول / سبتمبر 2004, نشرت مجموعة معالجة الأزمات تقريرا مهما عن المملكة العربية السعودية , جاء فيه بالخصوص أن المملكة تمر بمرحلة حرجة سواءً في كفاحها ضد الإرهاب أو في ترددها فيما يتعلق بالإصلاح، والإسلام هو في جوهر هاتين المسألتين. إن نجاح أو فشل الإسلامويين المعتدلين في إيجاد حلول للمشاكل السياسية والاجتماعية والدينية التي تعصف بالمملكة سيحدد، على الأرجح، مثل أي شيء، المصير النهائي لخصومهم المتطرفين.
مساء يوم 15 آذار 2004 قتلت قوات الأمن السعودية خالد الحاج، القائد المزعوم لتنظيم القاعدة في السعودية ومنسق حملة العنف التي بدأت في أيار 2002. وفي اليوم التالي ألقت الشرطة القبض على أحد عشر مثقفاً من الإصلاحيين البارزين بمن فيهم عدد من الإسلامويين الذين كانوا يحثون على إجراء إصلاحات سياسية ويحاولون تأسيس منظمة مستقلة لحقوق الإنسان. تمثل هذه الأحداث وجهين للإسلام في الحياة المعاصرة في السعودية: وجه عسكري عنيف مكرس لزعزعة الاستقرار في المملكة ودفع مسانديها الأجانب إلى الهرب، ووجه آخر تقدمي معتدل يدعو إلى تشجيع إصلاحات سياسية واجتماعية ودينية.
إن المعلومات التي تم التوصل إليها والتي تبحث عن جذور التجمعات الإسلامية المتنوعة في السعودية،مستندة إلى عشرات من المقابلات تمت في المملكة بين آذار وأيار 2004، تدعم بقوة الاستنتاج المشار إليه أعلاه.
طورت الإسلاموية السعودية عبر عقود عديدة، طائفة متنوعة من الفئات تشمل وعاظاً متطرفين يُدينون ما يعتبرونه انحرافاً للنظام عن مبادئ الإسلام وخضوعه للولايات المتحدة، وإصلاحيين اجتماعيين مقتنعين بالحاجة لتحديث الممارسات التعليمية والدينية ويتحدون الفئة الإسلامية المتزمتة التي تهيمن على المملكة، وإصلاحيين سياسيين يعطون أولوية لقضايا مثل المشاركة الشعبية وبناء المؤسسات وجعل النظام الملكي دستورياً وإجراء انتخابات، والناشطين الجهاديين الذين تم تنظيم معظمهم في أفغانستان والذين طوروا تدريجياً كفاحهم ضد النفوذ الغربي –خصوصاً الأمريكي- في بلادهم.
بحلول أواخر التسعينات من القرن الماضي أصبحت الساحة الإسلامية مٌستقطبة، بشكل متزايد، بين فئتين رئيسيتين: الفئة الأولى في أوساط ما يسمى الإسلامويين الجدد، حيث سعى الإصلاحيون السياسيون لتشكيل أوسع تحالف وسطي ممكن يغطي التوجهات الدينية والفكرية ويشمل الإسلامويين التقدميين السنة والليبراليين والشيعة، وسعوا مؤخراً إلى أن يشمل هذا التحالف أيضاً عناصر من مجموعة (الصحوة) ذات الشعبية الواسعة والتوجه الأكثر محافظة والتي تتكون من شيوخ وأكاديميين وطلاب دراسات إسلامية، والتي كانت قد برزت قبل عقد من الزمن عندما شجبت عدم التزام الدولة بالقيم الإسلامية والفساد الواسع الانتشار والتبعية للولايات المتحدة. قام الإسلامويون الجدد بصياغة عريضة رفعوها إلى الأمير عبد الله، ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية، تضمنت مطالب بتحرر سياسي اجتماعي. وقد دفعت قدرتهم المدهشة على حشد طائفة متنوعة من الاتجاهات الحكومية –التي كانت قد اتخذت موقفاً استرضائياً مبدئياً- إلى إرسال إشارة واضحة لهم، من خلال الاعتقالات المذكورة أعلاه، بأن لتسامحها حدوداً.
الفئة الثانية، الوجه الجهادي للإسلاموية السعودية، أظهرت نفسها بشكل بارز جداً منذ أوائل عام 2003 عندما بدأت شبكة من المقاتلين الإسلامويين المتمرسين تسمى "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" بحملة من العنف استهدفت المصالح الغربية، وخصوصاً مصالح الولايات المتحدة. قوضت العمليات الإرهابية واسعة النطاق والعنف على مستويات متدنية ضد الأفراد الغربيين الإحساس بالأمن الشخصي في أوساط العمال المغتربين مما دفع بأعداد غير معروفة منهم إلى مغادرة المملكة. خلال هذه العمليات أصبح المقاتلون وجهاً لوجه ضد الحكومة وقواتها الأمنية. ورغم أن النتيجة النهائية ما زالت غير واضحة فإن هناك مؤشرات قوية بأن الحكومة كسبت اليد العليا، فبغض النظر عن الهجمات البارزة في أيار وحزيران 2004 فإن المقاتلين، فيما يبدو، قد تكبدوا هزائم شديدة جعلتهم أضعف عمليا ومهمشين سياسياً على حد سواء. النواة المقاتلة المتبقية ربما بقيت لها فرصة جيدة في استغلال نقاط الضعف في قدرات أجهزة الأمن ومقاومة الإرهاب السعودية، ولكنها ما زالت بعيدة عن أن تشكل نذيراً بتمرد إسلامي واسع النطاق أو تهديداً لاستقرار نظام الحكم.
إلا أن النصر على "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" لا يعني هزيمة العنف الإسلاموي الذي يتغذى من الاستياء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي سبق نشوء تلك المجموعة والذي سيبقى، دون شك، بعد اختفائها. إن التفاعلات التي تجري في الساحة الإسلامية، والقوة المتنامية لتوجه "إصلاحي" تقدمي، والهوّة التي تزداد اتساعاً بين الناشطين الذين يتبنون العنف والذين يتبنون اللاعنف، كل ذلك يوفر فرصة هامة لمعالجة جذور السخط الأساسية المبينة أدناه. ويوصي التقرير الحكومة السعودية بما يلي:

 بناء جسور بين التحالفات الوسطية مع السماح للإسلامويين التقدميين بالتعبير عن آرائهم بصورة أكثر علانية بما في ذلك استخدام المؤسسات الوطنية للإذاعة والتلفزيون.
 العمل فوراً على إطلاق سراح الإصلاحيين الذين تم اعتقالهم في حملة شهر آذار 2004.
 مواصلة الحوارات الوطنية التي بدأت عام 2003 وتوسيعها لتشمل عدداً كبر من الإصلاحيين الإسلامويين وبدء مناقشات جادة حول انفتاح سياسي تدريجي يؤدي إلى ملكية دستورية، بما في ذلك توسيع صلاحيات المجلس الاستشاري المعين (المجلس) ؛ و دمج بعض الخطوات السياسية مع جهد مستدام لمكافحة الفساد والفقر والاستثناءات (خصوصا في المناطق البعيدة الأقل تطورا مثل عسير) باعتبار ذلك أفضل ضمان ضد العنف ودعما لاستقرار طويل المدى.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة
- الانسحاب من غزة
- دولة ياسين الحافظ
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - هشام القروي - تقرير عن المملكة