أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هشام القروي - عن الاطفال المقاتلين














المزيد.....

عن الاطفال المقاتلين


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:26
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


من أغرب وأنذل السلوكات الانسانية في عصرنا استمرار استغلال الأطفال في أعمال لا قبل لهم بها, وهي سلوكات كان يفترض أنه وقع وضع حد لها منذ النصف الأول من القرن العشرين, بفضل التحسن الذي طرأ على القيم الأخلاقية للمجتمعات الحديثة, بواسطة انتشار المبادئ الاجتماعية والحقوقية والفلسفية التي تحرم تشغيل القاصرين أو استعباد البشر. بيد أن مصادر الأمم المتحدة تشير الى أن الأطفال مازالوا مستغلين في القتال على جبهات الحروب , خاصة في القارة الافريقية. ولئن كانت "اليونيسيف " تقول انه أمكن انقاذ حوالي 20 ألف طفل كانوا يقاتلون في صفوف مختلف الميليشيات المتمردة في جنوب السودان منذ سنة 2001, فإنها تضيف أن ما يقارب 17 ألف طفل مازالوا معبئين للقتال , وأن ما يعرقل استعادتهم الى الحياة المدنية العادية وادماجهم هو انتشار الفقر. فالحرب الاهلية في جنوب السودان التي اندلعت منذ 1983, جعلت من الأطفال ضحايا بشكل خاص , من حيث أنها عبأت آلافا مؤلفة منهم للموت. ويقول التقرير إن العديد من هؤلاء المقاتلين الصغار المجندين في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان والجبهة الديمقراطية لشعب السودان استطاعوا الفرار والالتحاق بعائلاتهم. بيد أن المشكلة الكبرى تبقى متمثلة في أن العديد من تلك العائلات عاجزة عن اعالة أبنائها, ومن ثم, فإن الهرب من الحرب الى أحضان العائلة لا يكون دائما أمرا يرحب به.
إن عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال يهربون من القتال الى الشوارع, وليس نحو العائلة, ومن أجل البقاء على قيد الحياة, فهم مجبرون على فعل أي شيء, وهناك عدد منهم يسقط بأيدي عصابات اجرامية , أو ينتهي الى شكل من اشكال العبودية ( كالاستغلال الجنسي والتسخير لبعض الأعمال الشاقة...) وبعبارة أخرى, هناك العديد من العائلات التي بسبب فقرها الشديد, تدفع أبناءها الى مآل مجهول, فإما تبيع كدهم وإما تبيعهم أصلا كما تباع الحيوانات.
وإذا كانت افريقيا قد تخصصت على ما يبدو في تخريج دفعات من الأطفال المحاربين , فإن القارة الأمريكية الجنوبية مثلا تخصصت في تشغيلهم في ميدان المخدرات , حيث تستغلهم مافيات الكوكايين في التهريب . وهناك وثائق متنوعة مسجلة عن "أطفال بوغوتا" مثلا, مثلما هناك وثائق عن دعارة الأطفال في الهند وتايلندا.
وفي أوروبا الغربية نفسها, هناك شبكات منظمة على الصعيد العالمي متخصصة في دعارة الأطفال, تجد لها حتى مواقع على الانترنت, ولديها حضور في عواصم كبروكسيل وامستردام. وقلما يمر يوم في فرنسا لا نسمع فيه عن فضائح جديدة تهم تعاملا مشينا واستغلالا جنسيا لسذاجة الأطفال. فالمحاكم تقاضي كل يوم أشخاصا مجرمين ومرضى اعتدوا على القاصرين , وبعضهم من أقرب أقربائهم , وبعضهم الآخر اما من رجال الكنيسة أو من المدرسين... بحيث يصعب أن ندعي إن هناك مشكلة فقط في افريقيا, التي تدفع القاصرين الى الحرب , أو في آسيا , حيث يستغل الاطفال في الدعارة. فهذه القضية عالمية. انها لا تهم بلدا دون آخر, وإنما العالم بأسره.
إن عصرنا حقق تقدما غير مسبوق في الميادين العلمية والتقنية, الا أنه على الصعيد الأخلاقي لم يتقدم كثيرا بالمقارنة مع العصور السابقة. وما تكشفه تقارير "اليونيسيف" والإعلام قد لا يكون سوى قطرة في البحر. لقد استطاعت عدة منظمات أهلية ودولية أن تفرض على المجتمعات في كل مكان تقريبا معايير جديدة في التعامل مع المرأة مثلا, وهو أمر ناتج عن التطور كما هو ناتج بالخصوص عن نضال النساء طوال القرن العشرين والى اليوم. ولكن فيما يتعلق بالاطفال هناك نقص, وهو عائد الى كون هؤلاء الأخيرين لا يملكون من الوسائل المادية والمعنوية ما يمكنهم من النضال أيضا للتعريف بقضاياهم. لذلك, يتوجب علينا نحن أن نتولى التأكيد على هذه القضية التي تمس حقوق الاجيال الجديدة في كل مكان ومناسبة. أين هي المؤتمرات التي تتناول هذا الموضوع بالدرس ؟ أين هي النشرات التي تعالجه؟ أين هم المتخصصون الذين يبذلون وقتهم وجهدهم لتنوير الرأي العام بهذا الخصوص؟ صحيح, هناك "اليونيسيف", ولكن لنكن صريحين : من منكم يقرأ تقارير "اليونيسيف"؟ وهل تنشرها الصحف ؟ وهل يتحدث عنها الاعلام؟



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...
- حميدتي: قواتنا ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات ومستعد ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هشام القروي - عن الاطفال المقاتلين