أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هشام القروي - سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟














المزيد.....

سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد يصلح هذا السؤال الذي جعلناه عنوانا للمقال للطرح على أكثر من بلد عربي, لا بل قد يصلح حتى للطرح في مجال نظري بحت. وواقع ربطه بسوريا متأت من الأحداث نفسها. فكما نعلم, أجرى الرئيس السوري السيد بشار الأسد مؤخرا تعديلا وزاريا على حكومة المهندس محمد ناجي عطري شمل وزارات الصناعة والصحة والأوقاف والداخلية والاقتصاد والتجارة والاعلام والعدل والشؤون الاجتماعية والعمل. وقد استمعنا الى آراء متفرقة بخصوص هذا التغيير, وهي في الغالب تنقسم بين مؤيد يعتبر أن التغيير لا ينبع الا من الداخل وأن أية خطوة بهذا الشكل تضفي حركية على الحياة السياسية في البلاد, وأنه لا يمكن في الوقت الحالي المطالبة بأكثر من ذلك, وبين معارض يرى أن المطلوب ليس تغيير شخص بآخر في نفس المنصب وإنما تغيير بنيوي بدونه لا يكون هناك أي معنى لخطاب الاصلاح الذي تبناه الرئيس بشار لدى مجيئه الى السلطة.

وإذ يستند الفريق الأول في مساندته لما وقع من تغيير الى صعوبة الاقدام على تغييرات كبرى تمس البنى الاجتماعية والسياسية في هذا الوقت , بسبب ما تعانيه سوريا من ضغوط اقليمية ودولية , من ذلك تعرضها لتهديدات اسرائيلية ومساومات أمريكية, يقول الفريق الثاني إنه لا يعقل أن ينتظر السوريون حل جميع المشاكل الخارجية ( كالقضية الفلسطينية والعلاقات مع اسرائيل والعراق الخ) لكي يطوروا نظامهم السياسي بفتحه للديمقراطية واصلاحه.

ومشكلة سوريا هي كما قلت آنفا مشكلة العديد من الدول العربية التي يحاول خطابها السياسي أن يدخل مسالك جديدة قوامها الديمقراطية وحقوق الانسان , فيما يبقى الواقع متخلفا عن ذلك الخطاب. أي أن الممارسات الفعلية منفصلة نسبيا عن الخطاب الرسمي للدولة. والنتيجة هنا أن كل تغيير لا يصل الى عمق البنى الاجتماعية ولا يشرك كافة القوى السياسية يبدو للمراقب وكأنما هو تلميع واجهة لا يوجد خلفها سوى أسوأ ما يمكن تصوره. وهو ما يؤدي بالضرورة مع مرور الزمن الى ملل الناس من خطاب التغيير ومن الوعود السياسية وانكفاء بعضهم على نفسه وتناسي واجباته المدنية وحتى مقاطعته الحياة السياسية ( كعدم الانتخاب, وعدم الاكتراث بالاخبار الداخلية,الخ...) , أو الى انجذاب بعضهم الآخر الى دعوات التغيير الراديكالية ( الاسلاموية) التي تتبنى العنف وتحمل السلاح.

ولا نريد تسويد الصفحة أكثر مما هي عليه, فالرئيس بشار الأسد شاب في مقتبل العمر, مثقف, متشبع بالافكار الجديدة التي قوامها الديمقراطية واعتبار حقوق الانسان أمرا أساسيا وليس ثانويا. ومن ثم, فعلى أمثاله يعول في الاقدام بجرأة على الاصلاح, فدون ذلك لا يرى الناس ما يمكن أن يبرر وجوده في السلطة, اللهم أن تكون وراثية. وقد علمنا من مصادر سورية مثل لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا والمنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا, أن التجاوزات البوليسية لا تزال مستمرة . من ذلك مثلا, اعتقال الكاتبين نبيل فياض و جهاد نصرة مؤخرا, وغموض مصير عدد من نشطاء الرأي والديمقراطية مثل المحامي حبيب عيسى والاستاذ عارف دليلة والدكتور عبد العزيز الخير والمهندس فواز تللو والطبيب وليد البني , اضافة الى النائبين السابقين رياض سيف ومأمون الحمصي. وإلى ذلك , يبدو أن ظاهرة منع السفر خارج البلاد في ازدياد مطرد وأن هناك قائمة طويلة بعدد المحرومين من السفر الى الخارج, حسب نشرة "أطياف" السورية.

وإزاء هذا الوضع, يتساءل البعض ما الذي سيتغير بنقل اللواء غازي كنعان من شعبة الأمن السياسي الى منصب وزير الداخلية؟ إذا كانت المسألة ترقية, فهل هي مكافأة على الاعتقالات ومنع الناس من السفر؟

من الواضح أن الطريق لا تزال طويلة أمام دعاة الاصلاح.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هشام القروي - سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟