أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - دارفور مرة أخرى














المزيد.....

دارفور مرة أخرى


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نشرت جريدة "العرب" يوم 24 حزيران/ يونيو الجاري كلام الرئيس السوداني السيد عمر حسن البشير حول أزمة دارفور, واتهامه منظمات الاغاثة الدولية بتزوير الحقائق والمبالغة والافتراءات بهدف جمع التبرعات والاموال على حساب السودان وأهله. ولعل للرئيس السوداني معلومات أوفر حول هذه المسألة لم تصلنا, وليس مجرد اتهامات. فلا شيء يمكن استبعاده, ومنظمات الاغاثة قد تتلاعب أيضا بالمعلومات للأغراض المذكورة, وإذا تم اثبات ذلك من طرف الحكومة السودانية, فبإمكانها أن تلاحق قضائيا من يزور الحقائق. ولا نستغرب ذلك أيضا لأن قضية مماثلة أثيرت مؤخرا في الأمم المتحدة حول تلاعب بعض المسؤولين بأموال برنامج "النفط مقابل الغذاء", وهو ما يفضح بعض الممارسات التي تتستر بالمنظمات الدولية ذات السمعة العالية, لتستغل الظروف الانسانية الصعبة. ولكن مع تأكيدنا أنه ينبغي دائما السماع من الجانبين قبل الحكم على أي قضية, فإنه يهمنا أيضا التذكير ببعض النقاط والمعلومات , دون أن يعني ذلك الدخول في جدل. فالملف كبير حقا ومعقد.

نذكر أولا أن الرئيس البشير كان أعلن في 9 فبراير/شباط 2004 نهاية العمليات العسكرية في دارفور , مما يعني أن الحكومة استعادت كل مناطق التمرد وبسطت سيطرتها على كل الإقليم. وقد تضمن تصريحه للمرة الأولى حزمة من المقترحات الرسمية لفض النزاع. و ذكرت الحكومة آنذاك بأنها تتعهد بفتح مسارات ميسرة للعون الإنساني والعودة الآمنة للأشخاص النازحين داخلياً واللاجئين وهو تعهد ترى بعض الاوساط أن الخرطوم لم تحترمه, وقد فسره بعض المراقبين كمحاولة إستباقية لتفادي عملية وساطة واسعة. وقد دعت الحكومة لمؤتمر داخل السودان ستتم دعوة المواطنين الذين حملوا السلاح إليه حتى يمكن التصدي لكل المظالم في الإقليم بصورة شاملة. وتعهدت الخرطوم بتنفيذ قرارات المؤتمر ومنحت عفواً يسري لمده شهر للمحاربين المتمردين لتسليم أسلحتهم وأقامت لجنة قومية تركز على الوفاق والتعايش السلمي وإعادة بناء "النسيج الاجتماعي" في دارفور.

قالت الحكومة مباشرة عقب هذا الإعلان أنها لن تحضر الحوار الإنساني مع جيش تحرير السودان, حركة العدالة والمساواة والتحالف السوداني الديمقراطي الفدرالي بزعم أنه لم تتم دعوتها وأن المحادثات التي نظمها مركز الحوار الإنساني ومقره جنيف أصبحت سياسية جدا. كما سعت لإقناع الأطراف العالمية المهتمة عبر حملة دبلوماسية مفادها بأن دوراً خارجياً قد يكون مقبولاً إلا أن الأفضل هو تناول قضايا دارفور من خلال عملية سياسية داخلية. ووعدت الحكومة بفتح مسارات للعون الإنساني ابتداءَ من السادس عشر من فبراير/شباط.

توضح التقارير الأولية للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أن تحسنا قليلا قد طرأ في مناطق معينة غير أن معظم السكان يظلون بمنأى عن الغوث. قدرت الأمم المتحدة بعد ذلك بأنها وصلت إلى ما بين 25% و 30% من الأشخاص المحتاجين مقارنة بنسبة تقريبية كانت تصل إلى 15% قبل وعد الحكومة. ولكن الجنجويد في تطور لاحق استهدفوا بصورة متصاعدة متلقي العون حتى أن بعض الأشخاص النازحين داخلياً التمسوا من المنظمات الإنسانية ألا توزع العون في ظل الظروف القائمة.

حفز إعلان البشير بالنصر المتمردين لتفنيد مزاعم الخرطوم. ذكر أحد ناشطي جيش تحرير السودان "أن الحكومة قد أجبرتنا برفضها لمحادثات جنيف على مواصلة أنشطتنا. إنهم لا يريدون التفاوض لاعتقادهم بأنهم سحقوا التمرد غير أننا لا زلنا بكامل قوتنا".

أعلن المتمردون بأنهم قد هاجموا شبكة الطرق في دارفور في 11 فبراير. وبالرغم من أن التقارير تشير إلى أنهم تكبدوا خسائر فادحة خلال الهجمات الحكومية إلا أنهم أبقوا على قوة كافية لشن هجمات معاكسة وأن القتال ظل دائراً منذ إعلان البشير.
استجاب المجتمع الدولي لأزمة دارفور إلى حد كبير بدبلوماسية هادئة تخوفاً من أن الضغوط الزائدة على الخرطوم قد تعرض محادثات سلام الإيقاد للخطر ولكن الحاجة تتضح أكثر يوماً بعد يوم لفض النزاع إذا أريد للسلام الشامل أن يتحقق في السودان.
يجب الاعتراف بأن القضايا وراء ذلك الصراع هي قضايا سياسية بطبيعتها. و يرى البعض أنه على المجتمع الدولي أن يضغط بإتجاه قيام مسار سياسي مستقل ومدعوم عالميا بدارفور. هناك مؤشرات لعملية تركز على إيصال المعونات لضحايا الحرب أعلن عنها في انجمينا تحت مراقبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي(بقيادة المملكة المتحدة وفرنسا). ولكن من دون الالتزام بمحادثات سياسية فإن وقف إطلاق النار واتفاقيات وصول العون الإنساني ستتعرض جميعها للمخاطر كما ستتعرض لها مجهودات الايقاد . ويرى المراقبون أيضا إن الاعتماد على تشاد لقيادة مثل هذه العملية دون المشاركة النشطة لكل من الاتحاد الأوروبي، و الولايات المتحدة والأمم المتحدة سيؤدي حتماً للفشل إذا أخذنا سجل مجهودات تشاد السابقة وتورطها بتقديم الدعم الرسمي وغير الرسمي لجانبي الصراع.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - دارفور مرة أخرى