أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - إبراهيم نافع والفاشيون العرب















المزيد.....

إبراهيم نافع والفاشيون العرب


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الأستاذ "إبراهيم نافع" نقيب الصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين المصريين سابقاً، ورئيس مجلس إدارة أكبر وأعرق مؤسسة صحفية مصرية وعربية ملحق بها مركز للدراسات السياسية والاستراتيجية، شخصية بهذا الحجم من الخبرة والإمكانيات المتوفرة لديه، من حقه أن يتخذ أي موقف يراه من الأحداث الجارية، ومن حقه بحكم الأمر الواقع – الذي لا يبدو في الأفق بارقة أمل لتغييره – أن يستهلك الأحبار وصفحات الأهرام لعرض ما يفترض أنه وجهة نظره، لكن من حقنا نحن القراء أن ننتظر من السيد "إبراهيم نافع" أن يقدم لنا تحليلاً سياسياً مختلفاً ولو بعض الشيء عن خطاب دهماء المثقفين الزاعق والرائج باتساع ما يسمى بالوطن العربي، من حقنا أن نتوقع منه ما يتناسب ومكانة وإمكانيات المؤسسة العريقة، التي يتربع على قمتها من سنين تعبنا من حصرها، وكففنا عن التطلع لنهايتها، لكن من يطالع - على سبيل المثال لا الحصر – مقاله بأهرام الجمعة 26/11/2004 بعنوان: مؤتمر شرم الشيخ ماله وما عليه، يستطيع أن يستنتج بسهولة أن كاتبنا الكبير يتبنى تبنياً كاملاً الخطاب العروبي السائد، وهو الخطاب الذي يعتبره البعض خطاباً فاشياً يضعنا في مواجهة مع العالم ومع الحضارة الإنسانية، التي صرنا نشكل لها تهديداً جدياً، بما يحفز كل المتحضرين في العالم على مواجهته، وللتدليل على ما نقول نستعرض بعض ما جاء في المقال.
يقول: " وهكذا كان ومازال المشهد العراقي عبارة عن عمليات قتل وتدمير شامل من جانب قوات الاحتلال‏،‏ وهجمات عبر الكر والفر من جانب عناصر المقاومة‏"
هذا هو ما يراه السيد "إبراهيم نافع" في المشهد العراقي، وهو عين ما يراه الإرهابيون ومحرضوهم، وذات ما يقوله مثقفو الفاشية العروبية، فلم يستطع أن يرى ما تقوم به ما يطلق عليه قوات الاحتلال - بالتعاون مع شرفاء العراق وهم كثر - من مجهودات لبناء عراق جديد في جميع المجالات، بعد ما تم من تدمير خلال عقود من حكم الفاشية البعثية الصدامية، وفشل كاتبنا في ملاحظة أن عمليات القتل والتدمير الشامل حسب تعبيره إنما يقوم بها ما يطلق عليه مقاومة، رغم أنه يملك مراكز بحوث تستطيع أن تخبره النسبة المئوية من مجهودات تلك المقاومة المزعومة التي توجه لجنود التحالف، والنسبة المئوية للمجهودات الموجهة لتفجير آبار البترول وتدمير المؤسسات المدنية العراقية والمنظمات الخيرية العالمية وقتل أساتذة الجامعات واغتيال أفراد الحرس الوطني العراقي، ناهيك طبعاً عن خطف الرهائن وما شابه.
هنالك فارق بين كيفية تكوين رجل الشارع لوجهة نظره، والتي تعتمد في الأغلب على الانطباعات والعواطف وتأثيرات الإعلام، وبين كيفية تكوين وجهة نظر من هو في منصب كاتبنا الكبير، هنالك إزاء الأكاذيب والادعاءات ما يسمى بلغة الأرقام، ونفس هذا يقال حين يزعم كاتبنا في مقاله: "وهكذا تتواصل عملية قتل العراقيين‏,‏ وتدمير قدرات الشعب العراقي‏,‏ وهدم مدنه دون مؤشرات علي تراجع قوات الاحتلال‏"، فمراكز الأبحاث تستطيع أن تخبره بالعدد التقريبي للأبرياء الذين تعمدت قوات التحالف قتلهم – إن كان في هذا الادعاء أدنى قدر من الصحة – في مقابل عدد الأبرياء الذين قتلتهم ما يسميه مقاومة، كذلك يمكن حصر قدرات الشعب العراقي التي دمرتها قوات التحالف عن عمد – إن حدث – في مقابل ما تدمره يومياً المقاومة المجيدة، فرما من حق "إبراهيم نافع" المفكر والإنسان أن يكون وجهة نظره بالطريقة التي يراها ويختارها، لكن رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بكل ما تملك من إمكانيات مادية وعلمية، من المحتم عليه احتراماً وحفاظاً واستغلالاً لهذه الإمكانيات أن يوظفها في تدبيج ما يطالعنا به من مقالات تستهلك صفحات ثمينة، فهل يفعل؟!!!
ويستمر كاتبنا الكبير في تبنيه للخطاب الفاشي القائم على المغالطة المفضوحة قائلاً: "عمليات التدمير التي تقوم بها قوات الاحتلال قد وصلت إلي معدل غير متصور‏,‏ علي غرار ما جري في الفلوجة التي تعرضت لعملية تدمير شاملة‏,‏ تخللتها أعمال قتل للمدنيين العراقيين‏,‏ وتصفية لعناصر مقاومة جريحة في مخالفة فاضحة لجميع المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بسلوكيات القوات المتحاربة‏.‏" هكذا، هذا هو ما يراه في ممارسات جيش الولايات المتحدة الحامل لأرقى قيم الحضارة الإنسانية، والمحكوم بنظام لا يتورع عن محاكمة كل من يتجاوز أو يفشل في الالتزام بهذه القيم مهما علا شأنه، وإن كان السيد "إبراهيم نافع" ومن سار على نهجه ينكر هذا أو لا يعرفه، فالعالم أجمع يعرفه، وينظر باشمئزاز تجاه الطرف المقابل وما يرتكبه من مجازر، يعتبرها كاتبنا مجرد مشاكل تسيء لصورة المقاومة حين يقول: "أيضا فإن مسمي المقاومة في العراق قد تعرض لمشكلات عديدة نجمت عن دخول عناصر إجرامية وجماعات متطرفة إلي ساحة المواجهة‏,‏ ارتكبت أعمال قتل وذبح للمدنيين العراقيين والأجانب‏,‏ وأضرت كثيرا بصورة المقاومة العراقية"
أعتقد أن ورقة التوت، التي لم يحرص عليها كاتبنا قد سقطت بهذه العبارة، فهو لم يفكر في إدانة أعمال القتل والذبح، وإنما تطوع بنسبتها إلى عناصر دخيلة أضرت بالمقاومة الشريفة، إنه حتى لم يكلف نفسه بالتأسي أو الحزن على ضحايا الإرهاب، كما فعل مع ضحايا مزعومين لقوات التحالف، وكما لو كانت الأعمال الدنيئة لمقاومته المبجلة مجرد نغمات نشاز لسيمفونية أعمال مقاومة شريفة ووطنية!!
هل يعرف كاتبنا حقيقة ما يحدث فعلاً على أرض العراق؟ إن كان لا يعرف فتلك مصيبة، وإن كان يعرف ويكتب ما كتب فالمصيبة أعظم كما يقولون، فمن يسميهم عناصر إجرامية وجماعات متطرفة ليسوا مجرد ذرات سوداء على ثوب المقاومة الناصع البياض، الحقيقة التي أوقن أن كاتبنا يعرفها، أن العناصر الإجرامية الدخيلة الوافدة من حدود العراق، قد تحالفت مع فلول البعث وفدائيي صدام، ومع جماعات التأسلم السياسي الإرهابية، والتي تعيث أجنحتها المختلفة فساداً في الأرض، كل الأرض المسماة بالعربية، هذا التحالف غير المقدس هو الذي يريد إما إعادة النظام الصدامي، أو إقامة دولة دينية على النموذج الطالباني، وفي سبيل تحقيق هذا هو مستعد لتدمير العراق شعباً وإمكانيات ومقدرات، وليس قوات التحالف التي تجاهد لإنشاء دولة عصرية نموذجية في شرقنا العامر بالأشاوس والصناديد، كما تجاهد الولايات المتحدة لإلغاء ديون العراق - وسوف تنجح – ليتمكن من بدء مسيرة التحديث، وتعويض ما كابده في ظلال العروبة والبعثية البائدة.
الحقائق واضحة يا سادة، ومن ينكرها ينكر سطوع الشمس التي يتمتع بنورها ودفئها الجميع، لا فائدة ترجى من المغالطات، ولا من توصيف الواقع بغير حقيقته، فيا ليتنا نخلع عنا أثوابنا الفاشية التي لن تجر علينا سوى الخراب، ونسارع بمد أيدينا إلى العالم المتحضر، علنا نتدارك بعض ما فات!!
سوف تنتصر العراق وتتحرر من الإرهاب والفاشية، كذلك ستفعل فلسطين، وستبدأ مسيرة التحديث والتنمية والديموقراطية لتعم كل المنطقة، هذا ما يحدث الآن، وهذا ما سوف يكون في المستقبل القريب، ولن يغير من المصير بضع سطور لا تعرف إلا التبرير والشجب والتنديد، ولا بضع حناجر لا تعرف غير الصراخ والنعيق.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صديقي الملحد -2
- الليبراليون الجدد يوقدون الشموع
- المسألة القبطية ومنهج الرقعة الجديدة على ثوب عتيق
- حوار مع صديقي الملحد
- غلب حماري
- خواطر من عرس ابنتي
- ليس رداً على صنديد العروبة عبد الباري عطوان- العراق وفلسطين ...
- هموم مشرقية 2 - تقييم الذات بين الحقيقة والادعاء
- الفتاوي القرضاوية ومصير العقارب
- !شيراك يا سادة يغوص في الوحل، فهل من مغيث؟
- القتل أقصر طريق إلى الجنة
- هموم مشرقية 1- البعد الزمني والقيمة المهدرة
- إلى حضن العروبة يا عربنان - طقطوقة
- هل حقاً كلنا مقتدى وكلنا بن لادن وكلنا صدام؟
- الظاهرة الصدامية
- العولمة. . سقوط وتغير المفاهيم
- أزمة السلطة الفلسطينية
- شجرة الكراهية . . من الجذور إلى الثمار
- قبل تغيير الشرق
- دوائر الانتماء بين التفاضل والتكامل


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - إبراهيم نافع والفاشيون العرب