أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال غبريال - ليس رداً على صنديد العروبة عبد الباري عطوان- العراق وفلسطين رهان الليبراليين الجدد















المزيد.....

ليس رداً على صنديد العروبة عبد الباري عطوان- العراق وفلسطين رهان الليبراليين الجدد


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 06:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم نفكر يوماً بأخذ كتابات وأقوال صنديد الأمة العربية وبطلها السيد "عبد الباري عطوان" على محمل الجد، ومثله كثيرون منتشرون كالبقع السوداء في محيط التخلف العربي، من الخليج الفارسي إلى المحيط الهادر، تلبية لعبد الناصر كما يقول النشيد!! وبالتالي لم نفكر بالتعليق عليها، أولاً لأننا لا نمتلك مثل قاموسه العروبي الحنجوري الرائع، ولا كلاشيهاته التي يقف لها شعر رأس السذج والدهماء، وتطرب لها آذان المتسلقين والمنتفعين من كل حدب وصوب، وثانياً لأننا نفتقد لمثل نجوميته المأجور عليها، ليس في الحياة الآخرة، وإنما في هذه الحياة الدنيا، وليس من الباري عز وجل، وإنما من ولي نعمته الذي تم اصطياده من حفرة، ومن على شاكلته وينتظرون ذات المصير.
لذا نفضل اعتبار سطورنا التالية تداعيات أفكار بعد قراءة مقاله " العراق ليس اليابان " المنشور في جريدة القدس العربي يوم 1/10/2004، ومساحة لتوضيح معالم الفضاء الذي يسعى الليبراليون الجدد لتشكيله في هذه المنطقة من العالم، بالطبع على أنقاض أهرامات التخلف الجاثمة على الأرض وصدور الناس منذ قرون وقرون.
لا نرى –نحن الليبراليون الجدد- المسألة الفلسطينية والعراقية كساحتي شد وجذب بين العرب والتحالف الأمريكي بأطرافه المتعددة، فهو ليس صراعاً قومياً كما غالط الصنديد في مقاله بالقياس على مقاومة الشعب الأمريكي للاحتلال الإنجليزي، ولو كان الأمر كذلك لكان الليبراليون الجدد هم طليعة قومهم، نضالاً وفداء.
حقيقة ما يحدث أن العراق وفلسطين هما الموقعين الأكثر سخونة في صراع محلي يجري على كل امتداد ما يسميه الصناديد بالعالم العربي، بل وتعداه إلى الساحة العالمية، بفضل النزق الذي يتسم به أحد طرفي الصراع، وما سخونة تلك النقطتين إلا لتدخل قوى خارجية فرضت عليها مصالحها وطبيعة قيمها الثقافية والسياسية أن تناصر الطرف الممثل لقيم الحضارة والحداثة والتعددية.
إن ما يسميه الصنديد مقاومة عراقية وفلسطينية هو امتداد عضوي وأيديولوجي للفعاليات الإرهابية في معظم العواصم والمدن العربية، ومذبحة السياح الأجانب في مدينة الأقصر خلفها نفس المنظمات – أو امتداداتها – والأيديولوجيات التي تقوم بالمذابح في بغداد وتل أبيب، وأي مماحكات وتبريرات تحاول فصل هذه عن تلك عبارة عن مغالطات ساذجة ومفتضحة، ونحن أهل الشرق أول من يدرك ذلك تمام الإدراك، وإن كابرنا وغالطنا خداعاً لأنفسنا وللآخرين!! والصنديد نفسه الذي يعيب على الليبراليين في بداية مقاله: "ترويج نغمة غريبة تشكك في جدوى الانتفاضتين المسلحتين، العراقية والفلسطينية، وتتهم جماعات المقاومة، والعراقية منها بالذات، بالإرهاب"، يعود في نهاية مقاله ليقول: "فالعراق الآن بات دولة فاشلة، وملاذاً آمناً لكل أنواع التطرف، وعصابات القتل والخطف والجرائم المسلحة"، لا بأس بها من عبارة صادقة سقطت سهواً من كبير خبراء الكذب والتضليل، الذي يطالب بجلاء القوات الأمريكية فوراً، ليسقط العراق بين أيدي من وصفهم هو وليس الليبراليون الجدد، وربما الرجل الصنديد صادق مع نفسه إذ يسعى لصالحه وصالح من يمثلهم، لكن هل ثمة اعتبار لديه لشعب العراق؟!!
القضية إذن صراع – محلي أو عالمي – بين اتجاهين، كل منهما نقيض للآخر:
· الليبراليون الذين يؤمنون بأن مسيرة الحضارة الإنسانية مسيرة تطورية، تستشرف إمكانيات المستقبل، مستعينة بالعلم الكفيل بتمكين الإنسان من أن يكون سيد مصيره، في مواجهة السلفيين العلمانيين والدينيين، الذين يحاولون عكس اتجاه المسيرة لنتجه للخلف لاستلهام الماضي، مستعينين بالخرافة والنصوص العلمانية (الماركسية مثلاً) والمقدسة.
· الليبراليون الذين يؤمنون أن ثراء الحضارة الإنسانية لن يتأتى إلا من خلال التعددية الإثنية والثقافية، وعبر تفجير الطاقات الإبداعية لدى الفرد، منادين: " دع ألف زهرة تتفتح "، في مواجهة النظرة الأحادية الفاشية النافية للآخر، المحقرة له والمتعالية عليه، والتي تنبع في حقيقتها من شعور دفين وعميق بالدونية، سواء ارتدت هذه النظرة الثياب القومية أو الدينية.
· الليبراليون المهتمون بجعل أوطاننا مكاناً أفضل وحياتنا جديرة بأن تعاش، في مواجهة من يسعون لجعلها بركة من دماء الآخر ودمائنا، ويشتهون الموت سعياً للقاء حور العين في الجنة.
· الليبراليون الذين يؤمنون أن رخاء بلادهم يكون بمد الأيدي بالسلام والتعاون مع جميع الشعوب وبالأولى الشعوب المتقدمة، في مواجهة الطرف الآخر الذي يسعى لوضعنا في مواجهة دموية لا نهاية لها وغير متكافئة مع العالم.
· من يؤمنون بالحرية إبداعاً ونقداً وانطلاقاً لآفاق أرحب، في مواجهة الشموليين والثيؤقراطيين الذين استمرأوا العبودية والنقل والسبات الذي رزحوا فيه على مر القرون.
· الليبراليون المتطلعون لاحتمالات المستقبل الواعدة، في مواجهة أسرى ثارات الماضي وأحقاده، والذين لن يشفى غليلهم مهما سفكوا من دماء الآخر ودماء أهاليهم.
· من يقرأون التاريخ بنظرة نقدية علمية لاستخلاص مؤشرات وآليات مسيرة الحضارة الإنسانية لخدمة المستقبل، في مواجهة من استعذبوا الطعام التاريخي الفاسد، والذي زيفته عصور الانحطاط والجهل والاستبداد، ويزيدونه زيفاً بقراءاتهم الإسقاطية المشوهة بأمراض نفوسهم وتخلف عقولهم، تبريراً لسدورهم عدائيتهم وغليلهم الذي لن ينطفئ.
· الليبراليون المؤمنون بنسبية العلم والأخلاق والأفكار، استنباطاً من السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل عصر، في مواجهة الدوجماطيقيين المتوهمين امتلاك الحقيقة المطلقة، ويقصرونها على نصوص وعصور بعينها، تنتمي لأزمنة وسياقات تفصلها عنا فراسخ.
· فريق يستشعر الشجاعة والثقة بالنفس في قدرة شعوبنا على التعامل الندي والمثمر مع الآخر لما فيه خير الجميع، في مواجهة فريق جبان ومرتعب وفاقد الثقة، متخيلاً كل اقتراب من الآخر محاولة منه لخداعنا والسيطرة علينا ونهبنا، مفضلاً التغطية على جبنه بصيحات العداء والكراهية، والانتحار بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، بدلاً من النزول إلى حلبة التنافس الشريف من أجل حياة أفضل.
يمكن أن يكون توضيحاً أو حتى اعترافاً أن نقول: إن الليبراليين الجدد ومعهم الأغلبية الصامتة من الشعوب المتحدثة بالعربية، كذلك العديد من حكوماتهم الساعية للتغيير والتحديث، في معسكر واحد مع الشعب الأمريكي والإنجليزي والإسرائيلي وجميع الشعوب والحكومات المتحضرة، والتي لا تدخر جهداً في الدفاع عن الحضارة والإنسانية، في مواجهة الهجمة الشرسة غير المسبوقة، التي تشنها ديناصورات أو فيروسات وبائية استيقظت الآن من سبات دام قروناً طويلة، لتفسد علينا حياتنا، وتقف بيننا وبين الحياة الحرة الكريمة سداً، تجاهد أن يكون منيعاً، لكن هيهات، فموكب البشرية لن توقفه العقارب، مهما قست لدغاتها.
إن رهان الليبراليين الجدد هو على انتصار الشعب العراقي والإسرائيلي والفلسطيني، وتخلصهم من داء الإرهاب الوبيل، وتمكنهم من إقامة مجتمعات ليبرالية تنموية، تكون نموذجاً يحتذى به في هذه المنطقة المتربعة على تلال التخلف الأزلية.
ورهاني - ربما الشخصي – أنه بعد اجتثاث المنظمات الإرهابية من تربة فلسطين الحبيبة، سيقدم لنا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، نموذجاً رائعاً يحتذى به للتعاون المثمر وقبول الآخر وللتنمية المشتركة.
وليبق رهان صناديد العروبة على القتلة وقاطعي الرؤوس، وسوف نرى أي منقلب سينقلبون.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم مشرقية 2 - تقييم الذات بين الحقيقة والادعاء
- الفتاوي القرضاوية ومصير العقارب
- !شيراك يا سادة يغوص في الوحل، فهل من مغيث؟
- القتل أقصر طريق إلى الجنة
- هموم مشرقية 1- البعد الزمني والقيمة المهدرة
- إلى حضن العروبة يا عربنان - طقطوقة
- هل حقاً كلنا مقتدى وكلنا بن لادن وكلنا صدام؟
- الظاهرة الصدامية
- العولمة. . سقوط وتغير المفاهيم
- أزمة السلطة الفلسطينية
- شجرة الكراهية . . من الجذور إلى الثمار
- قبل تغيير الشرق
- دوائر الانتماء بين التفاضل والتكامل
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 6
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 5
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 4
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 3
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 2
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 1
- الفاشيون الجدد والتانجو الأخير


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال غبريال - ليس رداً على صنديد العروبة عبد الباري عطوان- العراق وفلسطين رهان الليبراليين الجدد