الليبراليون الجدد يوقدون الشموع

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)

الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لأن الظلام حالك، والجهل والتجهيل يخيم على الربى والسهول، والموتورون يفتون، يتآمرون ويقتلون ويبررون.
ولأن الأطهار والبسطاء يُغتالون. يعانون. يتحيرون ويتمزقون.
لأن الحكام على تكاياهم جاثمون، يتلاعبون . يتثعبنون ويتذئبون، والمثقفون يتاجرون. يضللون ويزيفون، يأكلون على كل الموائد، ويقبِّلون كل العتبات.
لأن كل مدائننا القديمة ترزح في ظلام دامس إلى ما بعد خط الأفق، والأنين يتصاعد من جنبات الأرض اليباب.
لكل هذا قرر الليبراليون الجدد إيقاد الشموع، بضعة شموع. عشرات الشموع . بل مئات . آلاف . ملايين الشموع.
فالظلمة مهما بلغ عتوها أجبن من أن تواجه بقعة ضوء واحدة، مؤمنة مصممة، ولقد قررنا أن نكون صناع الفجر الجديد، فلهذا نذرنا ما تبقى لكل منا من سويعات العمر . . سوف نشكل الفجر بأيدينا المجردة، وصدورنا المفتوحة، وشموعنا الضئيلة الواثقة.
يجمع الليبراليون الجدد التوقيعات على بيان ليقدم إلى مجلس الأمن الدولي يطالبه بتأسيس آلية لمحاكمة المحرضين على القتل، بإضفاء شرعية دينية مزيفة على الأعمال الإرهابية الإجرامية، وهو ما يؤدي إلى الإساءة إلى سماحة الأديان، وإلى خداع الجهلة والبسطاء واستغلال النزعة الدينية لديهم في غير موضعها الصحيح، لتكون مسوغاً ومحرضاً على الكراهية والقتل، بدلاً من أن تكون دافعاً للمحبة والسلام والتوفيق بين الفرقاء على هدى المبادئ السامية التي تتأسس عليها جميع الأديان.
من هم الليبراليون الجدد؟
· هم مجموعة من المفكرين والمثقفين المتحدثين بالعربية، والمنتمين إلى مختلف قوميات المنطقة المصطلح على تسميتها بالعالم العربي.
· لا يجمع بين أشخاص هذه المجموعة حتى الآن غير التلاقي الفكري على صفحات الجرائد الورقية والإلكترونية، والمراسلات البريدية الإلكترونية، أو اللقاءات الشخصية العابرة بين البعض في أروقة المؤتمرات الثقافية المعنية بالمنطقة.
· الخيط الفكري الذي ينتظم فيه الليبراليون الجدد هو عشق الحرية، والإيمان بقدرة الإنسان إذا ما تمتع بالحرية وتسلح بالعقل، على تجاوز كل العقبات التي تعترض طريقه نحو حياة أفضل، وبناء مستقبل زاهر نعتقد أن أبناءنا جديرون به.
· يزعم الليبراليون الجدد أن الأغلبية الكاسحة من شعوب هذه المنطقة، إذا ما توفرت لها وسائل إعلام مخلصة ومستنيرة، وبرامج تعليمية حديثة ومتطورة، وأنظمة سياسية طاهرة وديموقراطية، سوف تتمكن هذه الشعوب من تجاوز أزماتها المادية والأدبية، لتلتحق بمسيرة الحضارة العالمية والإنسانية، لتضيف إليها لبنات ولبنات، بدلاً من أن تكون عامل هدم وتهديد، كما هو حادث الآن بفضل أمراء الإرهاب وشيوخه والمتسترين عليه.
ماذا نريد من هذا البيان برفعه إلى مجلس الأمن الدولي؟
· نريد الهدف المباشر وهو أن يشكل مجلس الأمن آلية لمحاكمة رؤوس الكراهية والقتل التي توردنا وتورد العالم موارد الهلاك.
· نريد مسلحين بأكبر عدد ممكن من الأصوات العربية أن نقول للعالم بأن العرب ليسوا إرهابيين، وليسوا أعداء الحضارة والإنسانية، وأنهم ضحايا للإرهاب الفكري والمادي، ويطلبون العون من قوى الحضارة العالمية.
· نريد أن نقول لحكامنا الأجلاء - الذين كان من المفترض أن نلجأ إليهم – أننا قد يئسنا منهم، يئسنا من تلاعبهم، من تهاونهم، من فسادهم، ويئسنا من أن يغادروا كراسيهم بشرف.
· نريد أن نضرب مثلاً للشرفاء في هذه المنطقة، بأنهم يمكن أن يرفعوا أصواتهم عالياً، وأن لا يكتفوا بالصمت أو التواري خوفاً من تعسف الاستبداد والإرهاب الفكري والبوليسي، وأن ترك الساحة للإرهابيين وزبانيتهم جريمة أكبر من الإرهاب ذاته.
أريد أن يسجل الموقعون على البيان أسماء زوجاتهم وأولادهم وأحفادهم، أريد أن يحمل البيان توقيع ملايين وليس آلاف العرب، لنقول لكل العالم المتحضر أننا نعادي الإرهاب ونتوق للحضارة، وأننا نمد أيدينا للمتحضرين في كل أنحاء العالم ليعينونا ويعينون أنفسهم على التخلص مما نحن فيه من بلاء، وليكن عنوان البريد الإلكتروني للدكتور جواد هاشم: [email protected] قبلة كل غيور وحريص على ما حققته البشرية حتى الآن من تقدم.

#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات