أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - بؤس التفكير الأصولي














المزيد.....

بؤس التفكير الأصولي


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 22:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعيش الأصولي مأزقا وجوديا عنيفا يثمثل في صراع بين التشبت بفكر و ثقافة ينتميان إلى القرون الوسطى و واقع حديث بإشكالياته و تساؤلاته وهمومه.إستبداد وهم الوفاء للقديم ، يجعل منه فنان بارع في لي واقعه الحديث ليستجيب لإيديولوجية ترى الحقيقة في يد أشخاص معينين في فترة معينة و في مكان محدد و ما التاريخ سوى دروس لتكريس هذه الحقيقة ؛ إنه فعلا الإنتفاء الوقح لبعد الشرط الزمكاني للأحداث و النفي المرضي للتطور. فكرة الحقيقة كما يفهمها الأصولي ،تستبد به و ترميه في سجن نسقي لعقله عبر ميكانيزمات و آليات ترى ،عبر مازوشية فكرية قوية، الدفاع عن لحظة الحقيقة هاته ضرورة وجودية و" جهاد" دماغي لمحاربة كل عقل يحاول أن يعيد " للحقيقة " شرطها الزمكاني . علاقة الأصولي بواقعه هي علاقه صراعية بالضرورة ، يستعمل فيها أدوات إنتاج معرفية عتيقة للتملك و السيطرة على واقع أفرز عبر تطوره وضعا جديدا تجاوز هذه الآليات ؛ فينتج عن هذا عقلا مسخا مشوها ووجودا فصاميا عنيفا مستفيد من جرعة هائلة من النفي المرضي للواقع و إعلاء شرس للوهم . التفكير المشوه للأصولية يعتمد على مجموعة من الأدوات المعرفية الرثة و التي يمكن تحديدها كمايلي :
-إنتفاء البعد التاريخي : كما أشار إلى دلك المفكر المصري نصر حامد أبوزيد في كتابه المهم " نقد الخطاب الديني " فالفكر الأصولي لا يعطي للبعد التاريخي أهمية في قرائته للأحداث ،حيث يمكن أن نقول أنه يثمثل التاريخ في عقله كحركة بسيط للدهاب و الإياب إلى لحظة الحقيقة التي يؤمن بها،فهو يعلن موت التاريخ بعد هذه اللحظة فيحكمه الموتى في تحديد مصيره ويجد مشكل كبير في دفنهم؛
-منهج الإجتهاد بدل الإبداع : الوفاء للحظة الحقيقة هدف وواجب وجودي للأصولي ، فدرجة إخلاصه تحدد مدى كينونته . الوفاء يعتمد منطق الإجتهاد و يحتقر الإبداع ( الاصوليين معروفين بمحاربتهم للإبداعات بجميع أصنافها )؛ فالأول يحافظ على النسق المعتمدو يحميه أما الثاني فهو خطر داهم لأنه يكسر اليقينيات و يهدم البديهيات و يعلن ميلاذ الجديد؛
-المطلق قاعدة و النسبي إسثثناء: الإطلاقية خاصية مهمة تميز التفكير الأصولي ؛ فهي من تعطي " هوية " لحقيقته و تجعله مرتاحا لتناقضاته و قناعا جميلا يغطي عجز مسايرة عقله للتطورات و الأحداث الدي يعرفها و اقعه ، أما النسبي فهو إسثثناء لخدمة البرغماتية التي يفرضها اليومي و المعيش ( الاصولي الإسلامي علماني جدا في توظيف المال و التكنولوجيا الحديثة )؛
-الإيمان بأن الإنسان جزيرة: الخصوصية و التميز عن الآخر مقولات مستعملة بشطط في خطاب الأصوليين ، منطلقين من إختلاف يرونه ضروريا لرفض الفكر المختلف فثكثر التنائيات المولدة " للجزر " وشيطنة الآخر ؛ نحن-هم، الله-الشيطان - العدو-الصديق، حضارتهم -حظارتنا، قيمهم-قيمنا....
-منطق الثماثل بدل الإختلاف : نمدجة البشر و فق برمجة فكرية ووجودية معينة من السمات البارزة في تفكير الأصولي ؛ فهو يرى الآخر، وفق تصور متجلد صلب يعتقد بتطرف في صحته، أنه إما تجسيد لهدا التصور و بالتالي قبوله أو مختلف عنه وبالتالي شيطنته ؛
-أدوة الجديد و إغتصاب روحه: الوضعية المأزقية نتيجة إنتفاء البعد التاريخي فكرياو مواجهة الجديد واقعيا و حياتيا ، يجد الأصولي حلها في برغماتية إنتهازية ترى في الجديد مجرد أداة بدون فلسفة و ثقافة تؤطرها ( التعامل مع التكنولوجيا الحديثة و مفهوم الديمقراطية و الحقوق خاصة من جانب الأصولية الإسلامية )
- الإعلاء من الهوياتية : الأصولي يتقن البحث عن النقاء الهوياتي ،ويفضل محاربة الإختلاف و يعيش بالتمسك بمفهوم ثابث و غير مرن و متطور لمفهوم الهوية . لأنه بهذا ينسجم مع نسقه الفكري المبني على حدود صلبة يضعها في تاريخه ووجوده و حضارته و حقيقته ؛
-خلق و تقديس الوسائط : كل وسيط حامل للحقيقة التي يؤمن بها الأصولي هو مقدس ؛ فهو الضامن و الحامل لسيرورتها و إستمراريتها مما يجعله جزء منها يوجب السمع و الطاعة . فحامل الحقيقة في نظر الاصولي هو مجسدها و مشخصها ( تقديس بعض الشيوخ و الامراء في التنظيمات الإسلاموية )
-خلق و تقديس الوسائط : كل وسيط حامل للحقيقة التي يؤمن بها الأصولي هو مقدس ؛ فهو الضامن و الحامل لسيرورتها و إستمراريتها مما يجعله جزء منها يوجب السمع و الطاعة . فحامل الحقيقة في نظر الاصولي هو مجسدها و مشخصها ( تقديس بعض الشيوخ و الامراء في التنظيمات الإسلاموية )؛
الاصولي بالضروررة يعيش أزمة وجود و لهذا فهو يقدس ثقافة الموت و يخشى الحياة ، فيصل بثمتله لحقيقته و تجسيدها إلى إعتبار الآخر وسيلة فقط خلقت من أجله سواء لنقله إلى الجنة ( عبر عمليات إرهابية ) أو إستغلال إنتهازي لمنتجات الآخر ( الم يقول أحد إرهابيي 16ماي المغربية أن الغربيون دواب لنا خلقوا ليصنعوا لنا في الوقت الذي نقوم بعباداتنا) ، أزمته هذا لاتجد حلا سوى بثورة عنيفة ضد داته و وجوده ورؤيته ليتصالح مع و اقعه و عصرة ؛ و هذا لايتأتى إلا بثورة في البنية الإجتماعية سياسة و ثقافة و إجتماعا تجعل من الحرية و التقدم و الحداثة و قودا للأوطان الجديدة



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد مغربية بئيسة
- مشاهد مغربية
- وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة
- اللغات بالمغرب : مجال للهيمنة
- تفجير أركانة : المطالبة بالديمقراطية أكثر أحسن رد
- كلمات خارجة عن القانون
- حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي
- حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي
- مجتمع الزيف الأنيق
- تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب
- الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة
- حركة 20 فبراير: حذاري من إبتلاع السياسي الإقتصادي
- كازا نيكرا : صفعة الخماري في السينما المغربية
- جواب المخزن و حركة 20 فبراير
- شذرات مغربية
- الفقسة المغربية
- ما بعد يوم 20 فبراير:لعبة المخزن و إفلاس النخب


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - بؤس التفكير الأصولي