أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن طويل - الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة














المزيد.....

الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إستغلال الحركات الأصولية لديمومة الإستبداد إستراتيجية محبدة لد يها ، فهي تخشى الحرية و تهاب الديمقراطية و التقدم . إنها بإستعمالها للمقدس كمرجعية ، و كرأسمال رمزي للصراع في الحقول الإجتماعية تعتقد أنها تحتكر الحقيقة و بالتالي تجعل من الإختلاف " خروج عن هذا المقدس " الذي وجدت لتحميه .فهذه الحركات تشكل أحسن تربة لقيام آليات إنتاج قيم الإطلاقية و الإستبداد و الماضوية ، و السبيل الناجع لهدم قيم النسبية و الديمقراطية و الحداثة . فمشروع الأصولية مبني على إلصاق القداسة على خطابها لجعل الآخر المختلف مدنسا - عن وعي أو غير وعي - ويجب تطهيره . إنها تنطلق من قراءة للدين أرتودوكسية و حرفية في أغلب الأحيان ، تتسم بتغييب الشروط التاريخية و الثقافية و الإجتماعية المنتجة للأحداث و النصوص . إن الأصولية هي فعلا قارئة فاشلة للتاريخ و متربص جيدللأحداث بغاية تطويعها وليها لتصبح متوافقة مع إيديولوجيتها ، فنسقها الشبه المعرفي ( وليس المعرفي ) مبني على و جود الحقيقة في زمكان معين ولدى أشخاص معينين وأن كل ماعدا ذلك يعتبر تشويها لهذه الحقيقة . فالقرب من الحقيقة هو القرب الزمني والفكري من مرحلتها التي في نظرهم مرحلة الرسول والخلفاء الراشدين . فالنمودج بدل أن يكون في المستقبل فهو في الماضي ، و الواقع بدل أن يكون في الحاضر يتم ليه ليصبح ملائما للماضي . إنها عملية تصفية أيديولوجية لكل الوقائع والأفكار لتصبح خادمة ومطيعة للحقيقة القديمة . وهذا ما نلاحظه في تصنيفاتها : طب إسلامي ، علم إسلامي ، الإعجاز العلمي ،دولة إسلامية ....
فتحويل الواقع و لو بالشعودة ضرورة أصولية . روح الإستبداد حاضرة بقوة في جهازها المفاهيمي و منهج تفكيرها و ممارستها ؛ فرؤيتها للحياة و الإنسان و التاريخ والسياسة والحكم تقوم على وصاية قلة موكلة من طرف الله لهداية و إدخال الآخرين إلى الطريق الصحيح . فعل الوصاية هذا في عمقه إستبداد ، فهو علاقة بين طرفين أحدهما يملك الكلام بإسم المقدس و الآخر عليه الطاعة و الولاء لأنه مدنس .
الإنسان في نظر التفكير الأصولي هو دو بعد واحد أو بالأحرى تتلخص أبعاده في هذا البعد ألا و هو الدين ، أي وجوده و معناه وكينونته تتحدد بصفته مخلوق للبرهنة على عظمة خالقه وفق دائما قراءة لمن يتاجرون بأنهم أصحاب الفهم الحقيقي لهذا الدين. فالإنسان في نظر المتاجرين بالآلهة لا حق له في ملكية نفسه و جسده و حريته و أفكاره لأنه وجد ليس لنفسه بل ليرضي الإلاه بمفهوم الأصوليين ؛فهناك فرق بين الإلاه التعبدي الإيماني و الإلاه الأصولي الدي ترتكب الجرائم بإسمه و هو في حقيقته مؤول وينحو إلى إقامة الوسائط و المؤسسات الإجتماعية ليخدم أهداف الأصوليين ( عكس الإلاه بمفهوم الصوفيين الذي يهدم هذه الوسائط ، مما يجعل الصوفيين أكثر تحررا خاصة في الإسلام و الا صوليين أكثر ظلاما و تخلفا ). قصور هذا الإنسان يلزم بالظرورة قيام الإستبداد لجعله يهتدي إلى طريق الحقيقة وهو مايسمى في أدبيات الأصولية مهما إختلفت التسميات "الحاكمية ". فالديمقراطية بصفتها حكم الشعب لنفسه هي نقيض الحاكمية التي تعني في نظر الأصوليين حكم الله على الشعب و هو في حقيقته حكم المتاجرين بالدين للشعب .( يستعمل الأصوليين مختلف الكلمات التدليل على الحاكمية : الخلافة -دولة إسلامية -إمارة ...)
المطلق في نظر الأصوليين هو الأصل و الحقيقة أما النسبي فهو المدنس و المشوه ، و لهذا مشروعهم ينظر للنمدجة و التماثل و يبتعد عن الإختلاف و التغاير . وهناك فرق شاسع بين منطقي الثماتل و الإختلاف ؛ الأول تبتلع فيه الأنا الآخر و الثاني تعترف فيه الأنا بحق الوجود للآخر. فالحرية و الديمقراطية مبنيتان أساسا على منطق الإختلاف وعلى النسبية و نبذ إحتكار الحقيقة و الإطلاقية .
الأصولية فنانة في لي التاريخ و متقنة ماهرة لإنتفائه كبعد في قرائته ، فالحاضر و المستقبل يتم ليهما ليوافقا الماضي في لحظة معينة هي بمتابة نهاية للتاريخ و الأفكار ،فيتم تقديس الموتى على حساب الأحياء و تتقوى غريزة الموت على غريزة الحياة و يستبد منهج الإجتهاد بمنهج الإبداع. الحرية و الديمقراطية تنطلقان من الحياة و تهدفانها و تعتمدان على منهجية الإبداع ، بإعتبارهما يهدفان إلى ترك طاقات الإنسان تتحرروتتحطم قيوده وأغلاله ليعطي أقصى مايملك من كفايات و قدرات ، فالحر يحب الحياة و يعشق الإبداع .( هذا ما يفسر الإحتقار الواعي أو الغير الواعي للإبداع و الجديد في الثقافة الأصولية و خاصة الفنون)
الأصولية تستعمل بشطط كبير ميكانيزم التسامي و الثتقيف كأداة لا شعورية لتسمية التخلف و الجهل خصوصية و ثقافة و حضارة ؛ فالأبوية و البداوة و الإستبداد الشرقي و قهر الإنسان هي عادات حضارية لابد من الحفاظ عليها أما قيم الكونية و الشمولية و حقوق الإنسان و الحرية و حقوق المرأة فهي قيم غربية كافرة و أسلحة لتدمير الخصوصية ( هذا مايفسر التضخيم في إستعمال نظرية المؤامرة في الخطاب السياسي و الثقافي للبلدان العربية)
إن الإستبداد ثقافة قبل أن يكون ممارسة وهو يجد أساسه في هيمنة الفكر الاصولي ، شعوريا أو لا شعوريا ، على الساحة الفكرية العربية .فالإعتقاد بملكية الحقيقة و إنتفاء البعد التاريخي و سيادة منطق الثماتل كآليات الفكر الأصولي ، يمكن أن تجدها بقوة عند اليساري أو مدعي الحداثة أو المواطن العادي .مما يجعل من شبه-المواطن العربي يعيش فصام و شيزوفرينيا حادة بين شكل حديث و لكن فرضته المرحلة و عمق تقليداني قاهر ومستبد يحول هذا الشكل إلى مجرد ديكور مشوه
للحداثة .



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة
- حركة 20 فبراير: حذاري من إبتلاع السياسي الإقتصادي
- كازا نيكرا : صفعة الخماري في السينما المغربية
- جواب المخزن و حركة 20 فبراير
- شذرات مغربية
- الفقسة المغربية
- ما بعد يوم 20 فبراير:لعبة المخزن و إفلاس النخب
- ليكن 20 فبراير إعلان لشرارة ثورة 68 المغربية
- جولة صغيرة في البنية الإيديولوجية العامة للمجتمع المغربي
- 20 فبراير يوم الغضب المغربي
- حكاية الشيخ ع ياسين و أردوغان
- الجزيرة : المهنية في التدليس و أصولية في المنحى
- وهم الإستتناء المغربي
- شعوذة المفاهيم


المزيد.....




- ليبيا.. -التجمع الوطني للأحزاب الليبية- يدين اعتقال رئيس فري ...
- فرنسا تطرد -إماما جزائريا- بسبب التحريض على -كراهية اليهود- ...
- بالفيديو.. فيضانات تغمر كنيسة الروح القدس في كورغان الروسية ...
- السيد الحوثي: عداء اليهود الشديد للمسلمين يأتي للسيطرة على ا ...
- فرنسا: ترحيل إمام جزائري مدان قضائيا بـ-التحريض على الكراهية ...
- الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس
- فرنسا ترحل إماما جزائريا بحجة -التحريض على كراهية اليهود-
- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن طويل - الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة