حكاية الشيخ ع ياسين و أردوغان

حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

التصريح الذي أذلت به نادية ياسين نجلة زعيم الجماعة الإسلاموية العدل و الإحسان في المغرب الخاص بأن النمودج التركي هو الأقرب لحركتها يثير مزيج من السخرية و الإشمئزاز.فبمجرد التفكير في التشبه بحزب العدالة والتنمية التركية هو نوع من الدجل المعروفة به هذه الحركة القروسطوية التي في إحدى شطحاتها جعلت من الرؤى أدوات نضالية ضد النظام المغربي ,و لسوريالية هذا الأخير خاف على نفسه منها (إحدى دروس إنتفاضتي تونس ومصر أن الأنظمة العربية ديكتاتوريات من ورق).و للرجوع إلى القصة الممتعة و الغير معقولة لقضية الرِى ؛فإنه في سنة 2006 قام فريق من الحالمين العدلويين و على رأسهم زعيمهم برؤى في نومهم كلها تتنبأ و من خلال قصص خرافية على أن سوف يقع حدث جلل للنظام المغربي و تتسلم العدل و الإحسان و بطريقة المنقد السماوي المغرب.فبدأت تعبا مريديها إلى الحلم أكثر و إستعراض ذلك من خلال الأنترنيت . هذه جولة في إحدى الحماقات المبعثة للخجل و صورة من صور التخلف و العبث الدي تؤثث بشكل جميل المشهد السياسي المغربي.
تشبيه جماعة العدل و الإحسان بالعدالة و التنمية التركي هو تشبيه بين حركة قروسطوية تنظيما و تفكيرا و ممارسة و حزب روضته العلمانية و الثقافة الحداثية (ولو هناك تحفظات على مستوى الديمقراطية في تركيا).فالجماعة ذات طابع سيكتي مغلق ,ذات تنظيم هرمي تتشخصن في شيخها فهي هو و هو هي ,كنوع من الحلول الدي يعرف في التصوف .فمرجعية الجماعة كتب الشيخ و أطر الجماعة دائرة الشيخ و نضالية الجماعة هي نضالية الشيخ و حتى مالية الجماعة هي في خدمة الشيخ و تحركات الجماعة هي شطحات الشيخ وحتى التبرك يكون بصاق الشيخ (معلومات عن ممارسات قروسطوية صرح بها أحد قياديي الجماعة و هو السيد البشيري الذي إنفصل عن الجماعة ).فولي الله حسب تعبير مريدي الجماعة هو الكل في الكل في الجماعة.
فكر الجماعة يعتمد على مؤلفات الشيخ و هي خليط من الإجتهادات المعروفة في فكر الحركات الأصولية و تأثيرات الثورة الإيرانية و ’غنائم ’اللصوصية الفكرية لليسار .و يمكن تمييز ثلاث مفاهيم أساسية للجهاز المعرفي للجماعة و هي الفتنة-النمودج العمري- و مؤخرا ما يسمى الميثاق الإسلامي .الفتنة هي مفهوم أقل من مفهوم جاهلية سيد قطب و تعتبر المسلم في هذه المرحلة تحث تأثير الفتن المختلفة التي تبعده عن دينه . و يشكل الحكم العمري في الماضي و في بنية إجتماعية بسيطة النمودج المثالي لنمودج الحكم الياسيني .أما الميثاق الإسلامي فهو تشويه و بشكل كاريكاتوري لمفهوم العقد الإجتماعي ,حيث في العقد الإسلامي الذي هو نتيجة إتفاق الفرقاء السياسيين على أساس مبادئ إسلامية تنظم الحياة السياسية لجماعة المسلمين .أما التاريخ -النضالي - للجماعة فيمكن تلخيصه:
- في رسالتين و جههما الشيخ إلى الملكين الحسن الثاني و إبنه محمد السادس ؛الأول يطالبه بالإسلام أو الطوفان فوضعه هدا الأخير في مستشفى المجانين و بعد ذلك تحث الإقامة الإجبارية التي كان ينتج بكل حرية و بكثرة كتبه و التي كانت تباع في الأسواق بدون منع ,أما محمد السادس فقد كان موضوع الرسالة بشيء من تبيان حسن النية للنظام الجديد بالمطالبة بأموال أبيه لإرجاعها للدولة (خطوة جيدة رغم بساطتها)
-قتل الطلبة اليساريين في الجامعات نتيجة صراع دموي ضد الفصائل اليسارية ميل المعطي امليل و الجيد ..
-التخييم في مخيمات الصيف بعيدا عن المواطنين يقوم بها عناصر الجماعة
-الخروج مع كل الفرقاء السياسيين في المسيرات القومجية
-إنتاج الرؤى الحالمة بتغيير النظام (هذه ماركة مسجلة للجماعة)
-بيع جلود الدبائح في عيد الأضحى
إن جماعة مثل العدل و الإحسان قرو سطوية لهي بعيدة كل البعد عن حزب العدالة و التنمية الدي قام بإصلاحات تشريعية و سياسية جريئة للإنضمام إلى الإتحاد الأروبي (الدي تعاديه الجماعة و تبحث نمودجها في الماضي) مثل عدم تجريم الزنا و الإقرار بحقوق المرأة و المحافظة على الطابع العلماني للدولة (عقد المواطنة و ليس الإيمان)...في تسريبات وثائق ويكليكس تم الأ شارة لنوع من الفساد المالي لأردوغان فصرح متحديا أنه مستعد للمحاسبة ,فهل ياسين مستعد للمحاسبة و هو مازال لم يصل إلى الحكم عن ممتلكاته حيث سكنه في أرقى أحياء الرباط وسفريات عائلته للخارج بشكل متكرر...مع العلم أنه مفتش إبتدائي متقاعد.
في الأخير أظن أن كلام السيدة نادية تنتمي إلى حلم من أحلام الجماعة التي لم تنته بعد.

#حسن_طويل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات