أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن طويل - شعوذة المفاهيم














المزيد.....

شعوذة المفاهيم


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 19:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشعوذة هي إعطاء للشيء قدرات لا يملكها,هذا ما يعلمنا إياه الدجالون. في المجتمع المتخلف هناك ميل للإعتقاد بأن مجرد ترديد المفاهيم يجعلها و اقعا معيشا؛ فهناك شطط في إستعمال النخب الحاكمة لمفاهيم مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحكامة و الإختلاف ....دون أن تعبر عن الواقع البئيس التي تعيش فيه الشعوب .يرجع هذا إلى طغيان الزيف المثمل في تقديس لغة الواجهة و إحتقارالأعماق ؛ففيه يسيطر منطق ثنائي الأبعاد و لم يكتشف البعد الثالث .إن الثقافة المتخلفة بارعة في إفراغ المفاهيم من مضمونها و ملأها بما يناسب معاييرها و مناهجها و ديمومتها.آلية الإ فراغ جاءت نتيجة ما يمكن تسميته بالحداثة الرثة التي يعرفها العالم المتخلف ؛بإعتبارها حداثة مقتحمة و ليست مستوعبة ,هي نتيجة و ليست صيرورة ,هي تدخل في علاقة معقدة مع ميكانيزمات إجتماعية و سياسية و نفسية ما قبل حداثية حيث تلتهمها الأخيرة .فتصبح الحداثة مشوهة لأن الثقافة السائدة تحافظ على شكلانيتها و تلغي روحها و فلسفتها ,تحولها إلى أداة في خدمتها حيث منهج الإجتهاد ينتصر على منهج الإبداع فيخضع التحديث إلى إستبداد التقليد.
المتخلف يعيش الحداثة أيضا بتخلف في كل مفاصل حياته ,ثقافيا و سياسيا و إقتصاديا.فالعلم بالنسبة له سترة يخلعها بمجرد خروجه من الجامعة أو المدرسة فيفصله عن الثقافة التي تؤطر سلوكه و ينتصر أول فرصة للسخرية و الشماتة منه أو إغتصابه بدعوى الإعجاز العلمي للسلف .آليات تحليله تهتم بالنتائج و لا تبالي بالصيرورات,تجتهد و لا تبدع ,تسيد منطق الثماتل بدل الإختلاف .إنه يعيش بنوع من الشيزوفرينيا بين جهاز معرفي مفلس في مواجهة واقع معقد حديث,مما ينتج عنه أزمة و جودية تترجم بكراهية للعصر و مزيد من الإنغلاق و البحث في الماضي عن هويات صافية التي هي في حقيقتها نوع من التسامي كآلية نفسية لإرجاع التخلف خصوصية و هوية وثقافة يجب الحفاظ عليها.في السياسة تصبح الدولة ضيعة للرئيس و حاشيته و الديقراطية شكلية تستهلك كواجهة بدون مس لجوهر النظام و إحترام القانون و سيادته مجرد شعار فارغ في خدمة الفئات المسيطرة,أما الدستور فهو في خدمة الحاكم (وليس العكس في البلدان المتقدمة) يفصل بمقياسه و لتأبيد نظامه .فتصبح لغة الواجهة هي السائدة فهناك البرلمان و الإنتخابات و القانون و العدل...و لكن بدون مضمون .الإقتصاد بدوره يصبح مرادفا للنهب و الإستغلال الوقح للعمال ويدمج الإرتشاء و الفساد إلى عوامل الإقتصاد التقليدية (الراسمال العمل الارض).إن الحداثة المشوهة تعطي كائنات مسخ تعيش أزمة و جودية و أخلاقية و معرفية نتيجة هيمنة الاليات الماقبل حداثية و كل تغيير يراد به الدخول إلى العصر يفترض نخبة جريئة تطرح الأسئلة الحقيقية للبلآد بدون خوف .إن أجمل ما علمتنا له الثورة التونسية أن الديكتاتوريات نمور من ورق و أظن أن مشاكلنا الحضارية خاصة مع الأ صولية هي أيضا ليست البعبع الذي يخيف يكفي شيء من الجرأة لتتحطم أصنامها.



#حسن_طويل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن طويل - شعوذة المفاهيم