أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب














المزيد.....

تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 22:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المغرب فعلا أجمل بلد في العالم ( شعار سياحي مخزني بليد) ولكن في غرائبه ، فهو يتمتع بقدرة هائلة على إنتاج التناقضات التي تصل في أغلب الأحيان إلى سوريالية بشعة تبعث على الغتيان . فالبلد الذي تعاني فيه أغلب الفئات الشعبية الفقر المدقع ، يعيش على إيقاعات ملفات فساد إستعراضية يصبح معها أي منطق عقلي لاغيا . المجلس الأعلى للحسابات و هو مؤسسة إستشارية رسمية لاتملك صلاحيات المحاسبة ؛ ديكور من أثات الحداثة المخزنية المشوهة ،وجوده بهذه الطريقة هو في حد ذاتة برهنة على أن الفساد في المغرب ممنهج و إنتقائي ، أخرج أخيرا و بتأخر واضح تقريره الدي أبان عن فساد إحتفالي في دولة تعاني من الفقر و التخلف و الفوارق الطبقية . المتصفح لهذا التقرير يصدم بمدى وقاحة المفسدين في تسيير المؤسسات العمومية ، حيث يظهر بالملموس أن المسؤولين عليها يتصرفون و كأنها ضيعة من ضيعاتهم و أن إحتقار القانون و نهب المال العام أصبحا ثقافة تدبيرية في إدارة المرفق العام . أرقام فساد بملايين الدراهم و عدم إحترام القانون في التعاقدات و إستغلال المسؤولية للإغتناء بشكل بشع و الإستنزاف الوقح للأموال والخيرات و سوء التسيير و عدم الأخد بأليات الحكامة الجيدة في التسيير و التدبير كلها مظاهر وقف عليها آخر تقرير رغم مايمكن ملاحظته من إنتقائية و تقادم في عمله .
الفساد في المغرب هيكلي و ممنهج ، شكله هذا نتيجة منطقية لشكل الدولة العصاباتي المتكون عبر سيرورة طويلة من تعايش معقد بين نمودج إنتاج رأسمالي مشوه شكلي و نمودج إنتاجي إتاوي . فتطور علاقات الإنتاج الرأسمالية لم تكن عبر سيرورة ذاتية مجتمعية نتيجة تطور قوى الإنتاج الصانعة لتلك العلاقات ، بل جاءت مقتحمة للعلاقات التي كانت سائدة عبر الأستعمار مما جعلها مشوهة ورثة يطغى عليها الشكل أكثر من العمق . هذه العلاقات وجدت مايمكن تسميته بنمط الإنتاج الإتاوي وهو مفهوم أبدعه المفكر المصري سمير أمين و أجده أداة معرفية ناجعة لوصف نمودج الإنتاج الدي كان سائدا في المغرب قبل الإستعمار . يستعمل سمير أمين هدا المفهوم للدلالة على نمط الإنتاج الملائم لمرحلية "صنمية السلطة "خاصة في المجتمعات العربية الإسلامية التي كانت تتميز بتمركز و سيطرة كبيرة للسلطة في أشكال الدول بهذه المجتمعات ، و هو نمط يعتمد في إقتصاده على الإتاوة بالدرجة الأولى . المخزن قبل الإستعمار كان يتميز بصنمية و مركزية السلطوة و يعتمد في إقتصاده على الضرائب و المكوس التي يدفعها الرعايا لفائدة دولة المخزن ، بل أكثر من ذلك كانت العطايا- هي تنتمي إلى مفهوم الإتاوة- من الأسس التي يعتمد عليها المخزن كميكانيزمات للتقرب أو البعد عنه . التعايش المعقد التفاعلي( الدي أعطى صورة للمحتمع المغربي كمجتمع مركب حسب تعبيرالسوسيولوجي بول باسكون ) بين هذين النمودجين يكون فيه المهيمن شكلا النمودج الرأسمالي و لكن مضمونا و لكن غير ثابتا الشكل الأتاوي ، فتتحول كل مستويات البنية الإجتماعية من إقتصاد و ثقافة و سياسة إلى مسخ رأسمالي و هو مايطلق عليه بالرأسمالية الرثة و ثقافة بالحداثة المشوهة . الآلية المهيمنة في هذا التعايش هي إستغلال العلاقات الحديثة للتقليد ؛ فتصبح الحداثة واجهة تأطر مضمونا تقليديا بئيسا . هذا الميكانيزم هو الذي يحول الرأسمالية و قيمها الليبرالية من إحترام قواعد السوق و التنافس و حرية المبادرة التعبير و الديمقراطية السياسية و التعددية إلى أشكال بمضامين يطغي عليها الطابع الإتاوي و مركزية السلطة ، حيث تصبح القيم السابقة خاضعة لمنطق " إستغلال السلطة لفائدة الريع السياسي و الإقتصادي ". فالإتاوة كميكانيزم إقتصادي في المرحلة السابقة على الإستعمار يصبح أداة مهيمنة على علاقة السلطة بالإقتصاد و يتم فردانيته (في المجتمعات المتخلفة ، القيم الفردانية للرأسمالية تتجسد فقط في قيم مادية إقتصادية بحثة هدفها الربح والريع المالي ؛ و هدا ما لانجده في عدم التشبت بالحريا تالفردية و الدفاع عن إنتلاع الجماعة للفرد من خلال القومجية أو الأصولية في حين في الربح حتى مدعيي الروحانيات يجدون للجشع والربح في التجارة مبررا ت دينية أقلها مفهوم الغنيمة )عبر مفهوم الرشوة و إستغلال المنصب للإغتناء و نهب المال العام .
إن هيكلية الفساد في المغرب ، تتطلب تغييرا جدريا في البنية الإجتماعية على جميع مستوياتها ، ثقافيا و سياسيا و إقتصاديا . ومادام لكل شيء بداية فيجب كمرحلة أولى بناء منظومة للنزاهة فاعلة و ناجعة لحماية المال العام من اللصوصية و النهب الوقح للخيرات ، مما يساهم في تنمية هذا الشعب المسكين البئيس ، الذي حولوه هؤلاء اللصوص إلى بركة دماء يمارسون طقوس المص بكل إستعراضية وندالة وقبح



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة
- حركة 20 فبراير: حذاري من إبتلاع السياسي الإقتصادي
- كازا نيكرا : صفعة الخماري في السينما المغربية
- جواب المخزن و حركة 20 فبراير
- شذرات مغربية
- الفقسة المغربية
- ما بعد يوم 20 فبراير:لعبة المخزن و إفلاس النخب
- ليكن 20 فبراير إعلان لشرارة ثورة 68 المغربية
- جولة صغيرة في البنية الإيديولوجية العامة للمجتمع المغربي
- 20 فبراير يوم الغضب المغربي
- حكاية الشيخ ع ياسين و أردوغان
- الجزيرة : المهنية في التدليس و أصولية في المنحى
- وهم الإستتناء المغربي
- شعوذة المفاهيم


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب