أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم














المزيد.....

من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


الديوانية الخميس 23 شباط 1995
السادسة والنصف صباحاً


توأم الروح سلام..

أرجو أن تفتح نافذتك ذات صباح متأملاً الكون البهي، وتهتف من أعماق: لقد زال الألم.. أنني أتخيل الرب الطيب، بشعره الثلجي الغزير، وبطلعته الكرستالية، ولحيته المصنوعة من غيمة معطرة.. أتخيله، وقد غمس منديله في ماء الكوثر، ثم جاء ليمسح صدرك، فتكون قد برئت.. إنني لا أهذر يا صديقي، إن زمن المعجزات لم يولّ أنها تمور في دواخل الإنسان المرهف، الحادس، الضائع.
عزيزي
سررنا جميعاً أم روعة، وأبي روعة وأنا، وسهاد، وزوجها، لورود رسائلك دفعةً واحدة.
لقد كان يوماً أشبه بالعيد، فاحتفلنا، وسعدنا، وتناوشتنا الغبطة من أطراف قلوبنا!.
يا عزيزي
أنت الوحيد الذي يحرص على طمأنتنا، وكذلك الأخ الشاعر الكبير ( أبو طلعت " الشاعر شاكر السماوي").. ترى بالله عليك، كيف يدخل الأمن إلى أرواحنا وأنتم في جانب مجهول بعيد، إن لم يأت من عندكم خبر، أو بيان.
لقد كتبت عدة رسائل إلى أبي طلعت.. أخبره فيه أن كاظم غيلان سيرسل إليه أشعار طارق ياسين، فيرسلها بدوره إليك أو إلى ( أبي مخلص "الشاعر عزيز السماوي")، وأنا أرسل إليه الآن مخطوطة ديوان صاحب الضويري، فيتكلف هو بطبعه، بناء على طلبه، وأنتم تتولون طبع أشعار طارق ياسين، إن سموكم الأخلاقي والأدبي مسألة نادرة هذه الأيام، وعلينا أن نستغل الفرصة أحسن استغلال وإلا فأنها ستضيع إلى الأبد.
كما طلبت، قبّلتُ علي الشباني ثلاثاً على الطريقة السويسرية ولم أطالبه بشيء.. فلقد داخلني منه اليأس.. سوى أن طلبت منه أن يرسل بعضاً من أشعاره الغزلية إليكم.
وأعتقد – وهذا ليس مجّرد حدس – إنه حذر جداً، ويتحّوط للأمور، لئلا تصادفه مشكلة ما، عندما يبعث برسالة أو بقصائد.. لقد استفحلت عنده عقدة الاضطهاد، أو توهمها، وأنت تعرفه خيراً مني.
وقد طلب مني!!.. أن تبعثوا بعنوان أبي مخلص على وجه السرعة، لأنه يريد أن يطلعه على أشياء هامة.. فأرجو أن ترسله إلينا يا صديق، وأنا كذلك أحتاج إليه فللآن لم يهدأ وجيب قلبي، وأنا أتخيله مريضاً جداً، بعينين كليلتين، قد يصيبهما العمى لا سامح الله.
إن أبي مخلص علماً شعرياً خفاقاً، وطاقة وطنية لا يستهان بها، لذلك فأن ورود نتفاً من أخباره إلينا مسألة في غاية الأهمية، خصوصاً، وإن بعض معارفه هنا وفي الأردن، وبعض الأدباء الشباب، يسألون عن أخباره بإلحاح. حبذا يا عزيزي لو أرسلتَ له عنواني لكي يجود علينا، ولو بقصاصة صغيرة، إن الصداقة التي ربطت بين قلبينا منذ الستينات لا يمكن أن تبرد، إذ أنها صداقة معجونة بالألم، والحزن، والشعر، والخمر، والإخلاص، وصداقة كهذه لن يقّيض لها أن تختفي تحت عباءة الزمن الثقيل والرديء.
حبيبي..
أنا بخير، ولكن الذي يزعجني أن أسناني سوف تسقط جميعها، عما قريب، وأصادف مشقة في تناول الغذاء الصلب، كاللحم، - وأين هم اللحم هنا – والأشياء الصلبة الأخرى، وينبغي لي أن أصنع لي طقماً للأسنان، وهذا الأمر يجعلني ناقماً جداً على نفسي، إذ لم أعتن بأسناني وصحتي كما يجب.. وكنتُ أقول سوف أموت قبل أن أصل الخمسين، فلم الحرص على الوظيفة والصحة. وهاأنذا الآن بلا وظيفة ولا صحة، وأنا في الخمسين من عمري، وأخشى أن يمتد بي العمر إلى مشارف القرن الحادي والعشرين، وأنا بلا معين، ولا زوجة، ولا تقاعد، وعندما سوف أبادر إلى الانتحار فوراً.
عزيزي..
علاقتي الآن بخيري رائعة، وأكثر من رائعة، أما الرسائل التي تجيء إلى كريم، فأقسم أنها كاذبة. مالذي يريدونه من خيري، أن يبعثر النقود القليلة التي أستطاع تنميتها بكدحه، وعرقه، ومساعدة أخيه كريم، ويترك عائلته حائرة في هذا الأتون الاقتصادي الذي يلف العراق من أقصاه، إلى أقصاه نتيجة الحصار الإمبريالي، حيث سعر الدينار الأردني يساوي الآن ألف دينار عراقي وأسعار المواد الغذائية مرعبة، تصور.. كيلو طماطة من النوع الرديء بـ 250 ديناراً، وتمر الحلان – أتذكر الحلان – بنفس السعر.. لك الله أيها العراقي ويا شعب العراق.
أرجو أن تتصل بكريم الحلاق لكي يتصل بأبي طلعت ويطمئنه بأن الـ 150 دولار قد وصلت إلى – بسعاد – قبل ثلاثة شهور، وإن على عائلة – خالد حمادي – هناك، أن تبعث بمساعدة عاجلة إلى زوجته – أم أحمد – التي تعيل سبعة أطفا، وقد لاقت الأمرين، بعد إعدام زوجها.
كما وأرجو أن تخبر – كريم الحلاق – إنني أحتاج إلى مساعدة أخرى، فإن تجمعت لديه، مبالغ حتى ولو كانت بسيطة، فأرجو أن يبعث بها في الحال.
تحيات الشباني، وحبيب الأجرب.. والأحباب الآخرين
رضا ذياب، الآن في الأردن
أبعث لنا بأخبارك الأدبية
تحياتنا لعائلتك البديعة
حبذا لو بعثتم صورة لكم، كما فعل أبي طلعت، وچاسب، وعباس
في الختام إليك تبجيلي وتقديري!.
گزار حنتوش
ديوانية

ملاحظة
أرجو أن تبعث رقم تلفون أبي مخلص، وتلفون أبي طلعت.
رجاء، رجاء، رجا للأسى الألف، وتلفونك أيضاً

أرسل إليك قصيدة "بطريك العاصفة" أرجو أن تتفضل مشكوراً بإرسالها إلى الناقد اللندنية



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفولة والعائلة والصداقة في أشعار علي الشباني 4 - 4
- الطفولة ..العائلة الصداقة في أشعار – علي الشباني 3 - 4
- الطفولة العائلة الصداقة في أشعار علي الشباني 2 - 4
- الطفولة، العائلة، الصداقة في أشعار علي الشباني-1
- مكسور خاطر
- رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم
- رسائل الشاعر – علي الشباني – إلى الروائي سلام إبراهيم2 أليست ...
- رسائل الشاعر علي الشباني إلى الروائي سلام إبراهيم
- نجمة البتاوين رواية العراقي شاكر الأنباري - سجل يوثق فنياً ا ...
- جُمهورْ، وما أبقى هنا، وتطوير الثورة العالمية!.
- في باطن الجحيم – رواية -
- تتبع جذور النص
- يوميات العراق والمنفى – 5 - ظهر – هذا التراب المر.. حبيبي –* ...
- يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمد ...
- يوميات العراق والمنفى 2- ميم – الداعر واللذة والحرب والتوبة ...
- يوميات العراق - الموت والصدفة والضجيج -
- الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب ا ...
- أخوض بلا
- عن رواية - الحياة لحظة - لسلام إبراهيم _ حوار خالد بيومي – ا ...
- موواويل ودراميات وأبوذيات للشاعر علي الشباني


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم