أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام إبراهيم - الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب الدينية العراقية















المزيد.....

الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب الدينية العراقية


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 22:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم قراري بعدم الخوض في الشأن السياسي وتكريس جهدي للأدب وجدتني اليوم مضطربا لإلقاء الضوء على بعض الأمور التي تكشفت لي خلال زيارتي للعراق
منذ زيارتي الأولى للعراق في شباط 2004 وقتها كان وجود السلطة في الشارع ضعيف، وغير محسوس، لكن بالمقابل كانت سلطة الميليشيات واضحة، أشرت إلى ذلك عرضا في موضوع كتبته عن الشاعر الصعلوك الراحل – كزار حنتوش – منشور في - الحوار المتمدن -، هذا مقطع منه:
(كنا نحمل خمرتنا بحذر لنتسلل إلى شقة منزوية، أو إلى بيتي بالعصري مخافة من قطيع مسلح لا نعرف من أين أتى. فمرة كنت أنا وكزار عائدين من المقهى ظهراً. كنا نسير جوار سوق السمك فلمحنا حشودا قادمة من جهة ـ الجديدة ـ تهتف ضد الاحتلال. حشود مسلحة، متوترة، ترمق الناس بعداء بيّن.ْ الوجوه غريبة كلها، علق كزار:
ـ هذولة أمنين!.
ـ هو أنت تسأل لو أني الغريب عن المدينة!
ـ والله ما أعرف ولا واحد.. هذولة غربة
وقفنا نحملق بالصراخ الهستيري. ثمة معمم مراهق يجلس جوار السائق في سيارة تيوته بيكب يصرخ بمكبر صوت يدوي ويؤشر نحو حشد الواقفين على الرصيف، ولما صار أمامنا ركز سبابته نحو جسدينا فرأينا بوضوح أصابعه المرتجفة المزينة بمحابس الفضة وملامحه المؤنبة الحاقدة وعينيه اللتين جعلتنا نتذكر هتافي حزب البعث أوائل السبعينات:
ـ أنت الواگف على الرصيف إذا ما تنزل ويانه أنت تأييد الاحتلال!.
وجه مسعور أعادنا إلى أيام البعث الأولى حينما كانوا يسلكون نفس السلوك!.
قلت لكزار:
ـ مسكين أيها العراقي من محنة البعث إلى محنة هؤلاء!.
سيقومون ـ مليشيات مقتدى الصدر ـ في الأيام التالية بالإغارة على إحدى الشقق التي يتجمع فيها عدد من مثقفي المدينة، لم تكن الشقة التي نلتقي فيها، بل شقة أخرى كان يلتقي فيها جمع أخر منهم "علاء رسول النجار" مدير تلفزيون الديوانية وقتها والذي دعاني لجلسة في تلك الشقة ولم تسنح الفرصة كي ألبي دعوته. سيعتقلونهم تلك الليلة، وفي الصباح سيجلدونهم في الساحة قرب جسر المحافظة، فينقلون إلى المستشفى وهم في وضع خطر وبائس، جرى ذلك وسط المدينة وعلى مرأى من الشرطة والسلطة وقتها. تخيلت نفسي أجلد معهم.. وكان ذلك الاحتمال كبيرا لو أن الغارة تصادفت مع تلبية دعوة "علاء".
أيها العراقي
من جلاد إلى أخر
جسدك عار مباح
أيكون قدرك هذا؟!.
خاطبت كزار ونحن نجلس على الرصيف:
ـ إذا تبقون على هذا الوضع راح يجي اليوم اللي تنجلدون بالشارع لأنكم ما تروحون للمسجد وقت الصلاة!.
ـ شنسوي هذا قطيع مسلح ما يسمع!.
ـ ما أدري أطلعوا للشارع!.)
وفعلا بعد سفري قامت المليشيات بجلد مدير تلفزيون الديوانية وقتها – علاء رسول – النجار علنا قرب جسر المحافظة القديمة، وقامت باغتيال – سيد جمال – محافظ الديوانية السابق وسط المدينة ومئات الجرائم الأخرى.


وقتها كان الصراع واضحا بين تلك القوى وبعض رموز المدينة الديمقراطية التي حاولت أن تستثمر الحرية النسبية وغياب السلطة كي تبث الوعي وتكشف أداء المسئولين وخصوصا بعد الانتخابات الأولى. لكن القوى التي انتخبت وقتها – المجلس الأعلى – أقتحم الإذاعة وسيطر عليها ولاحق المسئولين عليها. وقتها كتبت عن ذلك افتتاحية لمجلة – نصوص - الالكترونية الشهرية التي يصدرها موقع الكتاب العراقي أعيد نشرها الآن والصراع يحتم من جديد بين قوى التيار الديني الشيعي المسيطرة على سدة الحكومات المحلية وبين مثقفي وكتاب وفناني العراق.
عندما بعثت الافتتاحية إلى من يشرف على الموقع المنطلق من – أمريكا – وهو القاص – فؤاد ميرزا – وجد حرجا في نشرها رغم ما يدعيه الموقع كونه حر وديمقراطي وأخبرني بأن هذه السلطة ستحكم أربع سنوات. أصررت على نشرها فنشرت لكنها ذيلت بأن الآراء الواردة فيها لا تعبر عن موقف الموقع عن رأي كاتبها. يجد القارئ الملاحظة تذييل الافتتاحية تلك. وهنا رابط الافتتاحية:
http://iraqiwriter.com/iraqiwriter/Iraqi_text/iraqi_writer_iraqi_text_issue_27/Iraqi_writer_iraqi_text_issue_27_00.htm
الموقف

هذا الموقف المحابي للسلطة السياسية ذات الطابع الديني وجدت له تجليات عديدة في الواقع العراقي، وخصوصا في الوسط الثقافي والصحفي.
هذه الأحزاب الدينية تستدل بثقافة سلفية رغم ما تدعيه الأحزاب الشيعية من فكرة الاجتهاد إذ تبقى جوهر الأفكار يدور في فلك تجارب ماضية أثبتت تجربة الحكم الشيعي في إيران تحول ذلك النهوض الثوري الذي أسقط الشاه إلى بنية سلطة دينية وحتى الصراع بين أجنحتها يبقى محصورأ في أطار أيديولوجية الفكر السلفي الديني.
فمن بديهيات الأمور أن ليس لدى هذه الأحزاب كتاب قصة أو رواية أو صحفيين أو مثقفين يستطيعون مواكبة الثقافة العراقية التي يهيمن عليها تاريخيا اليسار العلماني الأقرب إلى نبض الحضارة الإنسانية المعاصرة. لكن المتابع للصفحات الأدبية في صحفهم اليومية يجد مقالات ومتابعات وقصص لأصوات ليس لها علاقة بسياسة الحزب الذي يصدرها. في زيارتي اللاحقة الطويلة للعراق تحرّيت عن سبب هذه الظاهرة فاكتشفت أن مسئولي صفحات الأحزاب الدينية غالبيتهم من نفس المثقفين المتظاهرين الآن احتجاجا على قرار مجلس محافظة بغداد بمنع النوادي ومحلات بيع الخمور. لا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أسبب حرجا لهم. لكنني سأروي حادثتين.
الأولى:
في زيارتي الثانية 2008 أقيمت لي ندوة نقدية في إتحاد الأدباء لمناقشة روايتي - الإرسي - الصادرة في تلك السنة. غطت الندوة الصحف اليومية. بعد أسبوعين زرت جريدة الحزب الشيوعي طريق الشعب، وفيما كنت أهم بالمغادرة أقبل نحوي شاب وقال:
- عجبتك تغطيتي للندوة بطريق الشعب.. ستجد تغطية شوية تختلف في جريدة حزب الدعوة
- يعني أنت تشتغل بالجردتين
- نعم يا أستاذ!.
- أنت شيوعي
- نعم.
ليس لدي تعليق.
الثانية:
في نفس الندوة طلبت مني امرأة متوسطة العمر جميلة أن تختلي بي لدقائق وكانت سافرة بملابس جميلة أيضا وأجرت معي لقاء سريعا ولا أتذكر في أي صحيفة تعمل. توصلت معي في الشات، فسألتها مرة أين تعمل الآن فأجابتني أنها تعمل خبيرة كمبيوتر في صحيفة السيد قالتها ساخرة – إبراهيم الجعفري - . فسألتها هل تذهب سافرة إلى الجريدة مثلما رأيتها وهل يقبل العاملون فيها بذلك أجابت بالإيجاب قائلة:
- أستاذ سلام هذوله أمنيلهم كادر مثقف يصدر جريدة يومية لو مثقفينا!.
الشيء المؤكد أن المعتصمين الآن يعرفون تفاصيل تفوق ما ذكرته.
فيا أيها الصحفيين، والمثقفين والكتاب والفنانين العراقيين قاطعوا صحافة الأحزاب الدينية العراقية فبالعمل فيها تسدون لها خدمة وتستخدمكم جسرا حتى تنشأ كادرها الذي بدأ ينمو من وسطكم أيضا وهذا الموضوع سأحاول إلقاء الضوء عليه في مقالة قادم



تأطير المجتمع دينياً الآن يطابق تبعيث المجتمع زمن الديكتاتور

تسعى القوى الدينية بشقيها الشيعي والسني إلى تأطير المجتمع العراقي دينياً عن طريق فرض منطقها الشكلي على الناس بإتباع شتى الطرق:
تأليب المشاعر الطائفية والتركيز على القطاع الواسع من الشباب غير المتعلم الذي نشأ زمن حروب صدام والحصار من خلال تحويل المساجد من دور عبادة إلى دور تحريض سياسي مخطط له يصب في مصالح هذا التيار الديني أو ذاك بالمزايدة في إظهار الحرص والغيرة على الدين.
السيطرة على وسائل الأعلام من فضائيات وصحافة لبث مثل هذه الثقافة لكن بلهجة مختلفة عما يجري في الشارع. فعند الحديث عن القوات الأجنبية تكون اللهجة هنا في الأعلام مخففة، لكن في الجامع والشارع يجري اتهام كل من له توجه ديمقراطي يتعارض ويقف بوجه تأطير المجتمع دينيا كونه عميل للأمريكان ( يتناسى هؤلاء أن ظهورهم لم يكن بمجهودهم الذاتي بل بفضل القوات الأمريكية التي يرفض قادتهم خروجها المبكر)، ولما تعجز هذه الوسيلة في إسقاط ذلك الصوت يجري استخدام القوة عن طريق الميلشيات المسلحة السابتة مثل ـ منظمة بدر ـ التي تتحرك عند الضرورة، أو الميلشيات المتحركة كـ ـ جيش المهدي ـ وهذا الأمر يجري بشكل منهجي ومدروس في وسط وجنوب العراق حيث جرى تكميم أفواه كل من عارض أو يعارض مشروع دولتهم الدينية من خلال تشوه سمعة المثقف باتهامه بشتى التهم من السقوط الأخلاقي إلى الكفر إلى العمالة للأمريكان، وإذا لم تنجح هذه الوسائل، فالتهديد أو الضرب بالشارع كما جرى لرئيس اتحاد الكتاب في البصرة، أو محاولة إلصاق التهم بالرشوة والفساد لمن لا يستطيعون تكميم فمه يساعدهم في ذلك سيطرتهم على أجهزة القضاء والشرطة والأمن. وهذا ما حدث بالضبط للفنان المسرحي والشاعر ـ علي الطرفي ـ، وأعتقد أن الكثير من العراقيين ممن يتابع قناة كرد سات قد تعرف عليه ممثلا في العديد من المسلسلات التلفزيونية وأخرها في شهر رمضان الفائت. وكان قد أصبح المدير الفني لإذاعة مدينة الديوانية الأهلية المستقلة فحول هذه الإذاعة إلى منبر حقيقي حر يدافع عن حقوق الناس ويعرض مشاكلهم بشكل مباشر وصريح من خلال برنامجه "هموم الناس" ومن المؤكد أن مثل هذا البرنامج في ظل الفساد الإداري، وسيادة التيارات الدينية في مجلس المحافظة، وعدم تلبية أبسط مستلزمات الناس من كهرباء وماء ووقود سيلقي معارضة من تلك القوى التي لم تصدق أنها في السلطة حتى راحت تمارس ما كان جلادها الديكتاتور يمارسه. فحاولت بشتى السبل ثنيه عن تقديم مثل هذا البرنامج دون جوى، ولما أصبح البرنامج شعبياً ومسموعا وينتظره أبناء المدينة وأصبح للفنان "علي الطرفي" شعبية شاعت جدا بين الناس. حاول مجلس المحافظة تحييده، إذ طلب منه الكف عن نقدهم بلسانه قائلين:
ـ ليقول عنا كل من تقابلهم ما يقول، لكن أنت لا!.
وهذا الكلام دقيق ومفهوم، فعلي الطرفي الفنان شخصية شعبية ذو توجه ديمقراطي معني بالإنسان، وهو مستقل تماماً أي غير منتمٍ لأي أحزاب عراق ما بعد صدام التي فاقت المائة، وما يطرحه من مواضيع حساسة تمس هموم الناس حقا يجعل لكل كلمة يقولها مصداقية تقض مضجعهم. ومن هنا طالبوه بالكف عن نقدهم دون من يقابلهم. وفي خضم هذا الصراع الذي هو في جوهره صراع بين من يريد تأطير المجتمع دينيا ومن يريد ترسيخ الحرية المكتسبة بفضل قوات الاحتلال لا بفضل القوى المعارضة التي كانت زمن الديكتاتور لاجئة في دور الجوار وأوربا، حرضت القوى المسيطرة على مجلس بلدية الديوانية أئمة الجوامع في محاولة لتسقيط "علي الطرفي" في خطب الجمعة فوصفوه كونه عميل الأمريكان، الكافر وشتى النعوت المشابهة لما كان ينعت بها حزب البعث خصومه السياسيين في وضع شبيه بهذا الوضع أواخر الستينات حيث كانت سلطته ضعيفة. لكن هذا الكلام رغم أنه يدوي من سماعات دور العبادة لم يجد آذناً صاغية من قبل أبناء المدينة المتضايقين أصلا من ممارسات الميلشيات الدينية التي تضيق الحرية الفردية يوما بعد آخر، فمظاهر الجلد لمواطنين يشربون الخمرة تمارس كل يوم وفي مرأى من الناس حيث يقوم مقنع بجلد المسكين الشارب أمام الناس علنا في السوق أو على جسر المدينة، أو يقوم مسلح بتكسير أشرطة كاسيت أغاني في سيارة أجرة، أو تخريب حفلة عرس يغني فيها مغنى، إذ فرضوا على حفلات العرس إقامة مولد نبوي بدلا من الحفلة المعتادة، لذا سمع أبناء المدينة رد "علي الطرفي" الدقيق الذي قال:
ـ لنفترض أني عميل أمريكي كما يدعي خطباء المساجد لكن تعالوا لنتحاسب من يقدم ويهتم بهموم الناس الخطيب أم الإذاعة، ليهتم الخطباء بمشاكل العراقي اليومية ويحاول إيجاد الحلول لهم بدلا من الخطب الحماسية التي تغطي على الواقع وتخدر الناس عندها سيكف برنامج "هموم الناس" عن البث.
فشلت الحملة. عندها بدأت الحملة من نوع أخر إلا وهي الحملة الأخلاقية. هذه الوسيلة الشائعة في المجتمعات المغلقة القيم كالمجتمع العراقي. أنا نفسي عانيت في كردستان العراق وبوسط ثوار الجبل من هذه الحملة من قبل المؤسسة التي كنت فيها بعدما عجزوا عن تدجينني، فصوروني سارقا للحطب والشاي والكتب وعنيفا وغير اجتماعي وكادوا أن ينعتوني بالعمالة لولا تاريخي العائلي والشخصي ومعرفة قيادة الحزب الشيوعي بوضعي وبدقة. بدأت الحملة على "علي الطرفي" بمحاولة تشويه علاقته بمسئولة الإذاعة المهندسة "نهال الوحاش" بلصق تهمة علاقة لا شرعية بينه وبينها مما أضطرهما ولإسكات هذا الكلام إلى الزواج. قد أكون خضت بتفاصيل لكنها ذات صلة عضوية بموضوعنا. التشويه، الضغط الاجتماعي، وموقف علي الطرفي العنيد الذي لم يحيد عن الناس والديوانية وأشجانها.
صوت الطرفي خطر على مشروع تأطير المجتمع دينياً.
صوت وحيد يغرد.
كيف السبيل إلى قمعه!.
هذا ما كان يشغل مجلس محافظة الديوانية!.
الإذاعة بقت. لكن في هذا الشهر وصل "علي الطرفي" إلى الدانمارك ضمن وفد غير حكومي ليقدم محاضرات عن الوضع العراقي في أماكن عدة. وأثناء وجوده في الدانمارك قامت ميلشيات ـ بدر ـ باحتلال الإذاعة وتعيين مديرا من طرفها، ولما عاد "علي الطرفي" وظهر على شاشة تلفاز الديوانية وفضح عملية السيطرة المسلحة وتعيين شخص بالقوة من قبل قوات بدر. أوعز مجلس المحافظة إلى المحكمة التي قامت بإصدار أمر إلقاء القبض على الفنان "علي الطرفي" بتهم ملفقة. ونشرت جريدة الصباح خبراً مقتضبا عن سيطرة الشيوعيين على إذاعة الديوانية في محاولة لذر الرماد على العيون. أن توقيت السيطرة المسلحة على مبنى الإذاعة الأهلية محسوب فقد تم قبل الحملة الانتخابية، إذ أن صوت الإذاعة الحرة فاضحا لممارسات الميلشيات والفساد الإداري في مجلس المحافظة ودوائر الدولة الأخرى.
هذه التفاصيل الصغيرة تبشر بولادة نظام لا يختلف عن نظام صدام القمعي، بل أسوء منه من حيث ضغطه على الحريات العامة والشخصية وبتفويض من الله حيث سيبرر القتل والتعذيب والجلد والتدخل في خصوصيات الإنسان يعنى نحن أمام البعث من جديد مرتدياً هذه المرة العمامة الشيعية والسنية. إذ أن بنية الأحزاب الدينية تشابه بنية حزب البعث من حيث الأهداف والتفاصيل، فهناك رافع القومية، وهنا رافع الدين. والبعث لديه جناح مدني وأعلامي ومخابراتي وجناح عسكري تمثل تاريخيا بالحرس القومي عام 1963 والجيش الشعبي في السبعينيات. وللقوى الدينية ذات البنية جناح مدني ممثليهم بالبرلمان والمرجعيات الدينية، ومخابراتي سيطرتهم على جهاز الشرطة والحرس الوطني، وأعلامي قنواتهم الفضائية العديدة، وعسكري من خلال ميلشياتهم المسلحة، قوات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وجيش المهدي التابع للتيار الصدري.
واللوحة الآن كما يلي
ـ سجون سرية تمارس فيها التعذيب
ـ قمع كل صوت ديمقراطي معارض من خلال التسقيط الأدبي أو إلصاق التهم
ـ حملة اغتيالات كما جرى لمقر الحزب الشيوعي في مدينة الثورة يقوم بها ملثمون مجهولون عادة.
ـ محاولة تأطير المجتمع دينيا هذه طبقت بشكل يكاد يكون تاما في مدن الجنوب والوسط العراقي، وفي بعض مناطق بغداد، ومحاولتهم في الموصل حيث جرى فصل الرجال عن النساء في الجهاز التعليمي، ومحاولتهم الفصل بين طلبة الجامعة التي لاقت مقاومة من قبل المنظمات الطلابية الديمقراطية. أما غرب العراق (الرمادي) فهي مؤطرة أصلا من زمن صدام.
ـ فرض الحجاب على النساء
ـ إشاعة ثقافة القطيع وروح التعصب الطائفي والمذهبي
ـ هجوم مكثف في وسائل الإعلام على كل توجه ديمقراطي، أو علماني. حتى كتب أحدهم ساخرا من شهداء الحزب الشيوعي كونهم كفرة. ولا يدري أن الحزب الشيوعي رغم كونه حزبا أيدلوجيا فضله الكبير في تاريخ العراق هو عدم تسلمه السلطة وبالتالي عدم ممارسته قمع الخصوم وممارسة التعذيب كما تفعل القوى الدينية السنية والشيعية. أما مسألة الشهادة فذلك المعنى معنوي وأكثر سمواَ فالشيوعي لما يستشهد تحت التعذيب يكون قد وقف وحده كإنسان دون قوى علوية تسنده من السماء ودون طمعٍ في جنة. وفي الظرف الحالي يكاد يكون الحزب الشيوعي هو الحزب العراقي الجامع للبيت العراقي في ظل أحزاب الطوائف والملل وأكثر الأحزاب عراقةُ.
في ظل هذه الأوضاع أكرر ندائي للمثقفين والكتاب للوقوف بوجه هذه الحملة لتأطير المجتمع العراقي دينياً تمهيدا لقيام دكتاتورية على نمط العمائم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملاحظة: المقدمة تعبر عن وجهة نظر الكاتب سلام إبراهيم فقط ولا علاقة للإدارة الموقع أو المؤسسة بها.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوض بلا
- عن رواية - الحياة لحظة - لسلام إبراهيم _ حوار خالد بيومي – ا ...
- موواويل ودراميات وأبوذيات للشاعر علي الشباني
- حب، خاطر مكسور، وذرة ضائعة
- رسائل حب
- لا معنى للتفاصيل والغمر
- ماذا والجنة
- شاعر عراقي شاب متمرد أسمه – مالك عبدون –
- مع الأكراد والقردة فوق الجبل..!!
- الحياة...لحظة - د.سعود هلال الحربي
- الرواية العراقية المعاصرة والتاريخ
- سلام إبراهيم عن‮ -‬الإرسي‮- ‬والعسكر ...
- الواقع حق والايديولوجيا باطل
- الروائي العراقي سلام إبراهيم: سوف أبقى أنهل من سيرتي الذاتية ...
- الحياة لحظة* رواية سلام إبراهيم.. الرواية الوثيقة..
- بنية الدائرة المغلقة: قراءة في رواية - الحياة.. لحظة - لسلام ...
- حوار مع الروائي العراقي سلام إبراهيم - الشيوعي ليس من معدن خ ...
- فصل من رواية الحياة لحظة/المتشردة الروسية/
- نقاد ومثقفون يناقشون رواية «الحياة لحظة»
- رواية الحياة لحظة تثير جدلاً سياسيا حاداً


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام إبراهيم - الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب الدينية العراقية