أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الحياة...لحظة - د.سعود هلال الحربي














المزيد.....

الحياة...لحظة - د.سعود هلال الحربي


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


الحياة...لحظة


كتب سعود هلال الحربي



الحياة سلسلة من اللحظات التي تشكل الزمن، وعن طريق الاحساس بالزمن يدرك الانسان معنى الوجود، وهنا تكون قيمة حياته، لذلك نجد لكل انسان احساسه الخاص بالزمن يعيشه سواء شعر بذلك أم لم يشعر ولكن المحصلة النهائية انتهاء الزمن لأنه بطبيعته متناه أي له بداية وله نهاية.
ما ذكرته سابقا جعلته تمهيدا لطرح فكرة رواية الحياة لحظة لسلام ابراهيم المولود في العراق عام 1954 وكان له نشاط سياسي لذا تعرض للاعتقال أربع مرات ما بين 1970 و1980 وقد شارك في الحرب ضد ايران ثم اتجه للشمال وانضم للثوار في كردستان عام 1982 ثم هرب لايران ثم الدانمرك.
الرواية فكرتها تدور حول نشاط شاب جعل من الشيوعية مذهبا له بل أخلص له، ثم يتعرض للملاحقة ويبدأ سلسلة هروب أوصلته لمعقل الشيوعية في الاتحاد السوفييتي، ولكن يجد هذا البلد شيئا يختلف عما تصوره وحلم به، فلا يوجد الا الوجوه العابسة والضائعة والألم المختزل في لحظات شعبه حيث يقول في الرواية (يا مجنون وين المؤامرة الناس هنا مختنقة ما شفتها مختنقة يا اشتراكية يا شيوعية، أي ما شفت الناس تستجدي بالشوارع كنا بوهم عجيب كيف صدقنا فكرة تساوي الناس بالقوة فكرة سخيفة كيف يتساوى الذكي والغبي؟ بعدين النظرية الماركسية ما الها أي علاقة بالطبقة العادية شو بزمن ماركس كان العامل يشتغل 12 ساعة متى ينام متى يأكل متى يشوف أطفاله، اذا كان متزوجا يعنى أغبى الكائنات وقتها، ماركس كان أكبر كسول وسكير وحالم بس يفكر ويتخيل وكتب نظريته) وفي تصوير أكثر قسوة ينقل المؤلف الحوار التالي بين بطل الرواية وأخر (نحن الحقراء القتلة القادمون من حرب عصابات وطاحونة قتل لوثت أرواحنا بدوافع غير حقيقية أوهام الايدولوجيا جعلتني ياسلامي أصوب بندقيتي نحو صدر جندي عراقي ابن جلدتي مسكين وقع في كمين أرديته قتيلا وكنت فرحا وكأنني قتلت صدام حسين في وهم آخر نحن المشوهين نحن ياسلامي نحن الحثالة) ويستمر في اكتشاف زيف الأفكار والأحلام بل الوهم الذي عاشه ودفع راحته من أجلها، الى ان يحدث نفسه وهو يقول (من غطسني في يم المنفى والضياع – لا أدري من جعلني أعيش حياتي مثل وهم؟ - لا أدري.....لكن ما بت واثقا منه هو أني لم أكن طوال عمري سوى حالم يعتقد ان باستطاعته تغيير الدنيا هذا الحالم الذي لم ينكسر لا في حياتي في العراق وأنا أعمل سرا ضد الدكتاتور ولا بين الثوار في الجبل حينما حملت سلاحي متخيلا لحظة دخولي مدينتي ظافرا جالبا الخبز للفقراء والحرية للانسان) هذه خلاصة فكرة الحياة لحظة التي كان الألم والتحسر والخمرة والجنس الحاضر الأكبر بين صفحاتها.
في وضع مغاير لفهم الشيوعية ونضال الشعوب التي اعتنقتها نجد الصورة مختلفة لدى كاتبة أمريكية تدعى أجنس سميدلي (1950-1839) التي كان لها نشاط واضح في حقوق المرأة والعمال، بل هاجرت وأمضت عقدين من الزمن تسعى لتحقيق هذه الآمال، حيث سافرت للصين التي أحبتها تشارك في تضميد جراح المصابين وتنشر قضيتهم الى ان سعت لكتابة قصة حياة قائد الجيش (تشوده) ليس كمناضل سياسيا وحسب ولكن كممثل للفلاح المضطهد، وقد عانت من الآلام المبرحة بسبب قرحة المعدة وأوجاع الظهر لتدخل المستشفيات وتعود وهكذا الى ان تموت لاجئة في انجلترا بعيدا عن وطنها الولايات المتحدة وبعيدا عن محبوبتها الصين.
ولكن اللافت للنظر ان الكاتبة لم تعتنق الشيوعية كمذهب وتصرح بذلك بقولها (لقد كنت متعاطفة ولسنوات عديدة مع الشيوعيين وقد منحتهم تأييدي في السنوات اللاحقة في الصين ولكني لم أستطع أبدا ان أضع عقلي وحياتي بلا منازع تحت تصرف قادتهم ولا أعتقد أبدا انني حكيمة أكثر من اللازم ولكنني لا أستطيع ان أتحول الى آلة في أيدي رجال يعتقدون أنهم يملكون المفتاح الوحيد للحقيقة).
مفارقة واضحة جدا بين حياتين لرجل وامرأة من بلدين مختلفين لبلدين أيضا مختلفين على الرغم من النظام الشيوعي فيهما، فالفرق هنا بالوعي التام بالفكر وقضاياه وأنه ليس مجرد تمثل واعتناق ولكن معايشة وفهم ومعرفة الحدود الفاصلة بين الأشياء حتى لا تصبح الحياة لحظة ألم وضياع.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية العراقية المعاصرة والتاريخ
- سلام إبراهيم عن‮ -‬الإرسي‮- ‬والعسكر ...
- الواقع حق والايديولوجيا باطل
- الروائي العراقي سلام إبراهيم: سوف أبقى أنهل من سيرتي الذاتية ...
- الحياة لحظة* رواية سلام إبراهيم.. الرواية الوثيقة..
- بنية الدائرة المغلقة: قراءة في رواية - الحياة.. لحظة - لسلام ...
- حوار مع الروائي العراقي سلام إبراهيم - الشيوعي ليس من معدن خ ...
- فصل من رواية الحياة لحظة/المتشردة الروسية/
- نقاد ومثقفون يناقشون رواية «الحياة لحظة»
- رواية الحياة لحظة تثير جدلاً سياسيا حاداً
- «الحياة لحظة» تشبه الفقاعة حاولت توثيقها قبل ان تنفجر
- سلام إبراهيم في اتحاد الأدباء..رواية (الحياة لحظة) تثير الجد ...
- إغماض العينين للؤي حمزة عباس - تجليات العنف في زمن حرب مليشي ...
- إلى: ناهدة القزمرية - بهار - أنا أكتبُ لكِ فقط
- الناقد د. صبري حافظ: صدرت روايات عربية بعضها أهم كثيراً من ا ...
- عن رواية الإرسي - د. صادق الطائي
- -الإرسي- الخارج من المحرقة*
- شعريّة الكتابة الروائية -قراءة أجناسية في رواية (الأرسي) لسل ...
- ‬-الإرسي- لسلام ابراهيم: الرواية والكناية عن التجربة ا ...
- (الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الحياة...لحظة - د.سعود هلال الحربي