أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - (الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!















المزيد.....

(الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 21:10
المحور: الادب والفن
    


في صيف ربيع 2009 أقيم في البيت الثقافي في الديوانية جلسه نقدية حول روايتي قبل الأخيرة - الإرسي - التي صدرت عن دار الدار المصرية في القاهرة
سأنشر أوراق الندوة ورقة بعد ورقة في موقعي الحوار المتمدن وهذه ورقة الأستاذ الباحث د. كريم المسعودي أستاذ الأدب العربي في كلية الآداب جامعة القادسية وهي غير منشورة لا في الصحافة الورقية ولا في الألكترونية




(الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!


د. كريم مهدي المسعودي




تستلزم الكتابة عن أي نص أدبي أكثر من قراءة- بالمعنى اللغوي- لذلك النص، ثم الانفصال عنه لتبدأ عملية التأمل لاستغواره، والنفاذ إلى أعماقه ،ومحاورته بعمق، لتكون العملية النقدية مكابدة حقيقية تستهدف الفهم، والكشف بتحليل النص الأدبي، وإعادة تركيب عالمه الذي تُشكل دقائقه وأجزاءه مخيلة المبدع .
وبين قراءة (الإرسي) للروائي سلام إبراهيم ،ومحاولة الكتابة هذه فاصل ليس كافيا لتكوين تصور نقدي ناضج.
ومن هنا سأكتفي بملاحظات تولف منافذ لقراءة نقدية قادمة.
وفي البدء تجدر الإشارة إلى أن القراءة الأولى للإرسي تفجر أسئلة عدة ،تتعلق بالتجنيس مرة, وبعلاقة الخاص بالعام مرة اخرى ،وبالكيفية التي يبني بها النص واقعه الاجتماعي ثالثةً .
1- لقد حسم المؤلف إشكالية التصنيف حين عدَّ(الإرسي) رواية، وله الحق في ذلك، كما أن للناقد الحق في أن يضع تصنيفا يتفق و ما ينطوي عليه النص. فهل تُعدُّ (الإرسي) سردا خياليا، أو سيرة ذاتية ؟ أهي قصة، أم رواية ؟
الملاحَظ أن السرد الخيالي يتداخل مع الواقع الشخصية لحياة الكاتب على امتداد النص، فهو ليس عملا سرديا خياليا خالصا ليحسب (قصة)، أو (رواية )، كما أنه ليس من السيرة الذاتية الخالصة التي تتابع حياة الكاتب في خطوطها المكشوفة في الوقائع للآخرين ،أو السرية التي تمارسها الشخصية التي تعرض سيرتها بعيدا عن الأنظار، وهي في إثباتها للمعلن المعروف ،أو فضحها للسري المخبَّأ إنما تولف سيره حياة المؤلف الذي يكتبها .إن(الإرسي )- في ضوء هذا التداخل- يمكن أن تعد (سيرة روائية) أو قصصية.
و الإرسي ليست رواية -على الرغم من اتساع حجمها ،وامتداد صفحاتها-لأنها تفتقر إلى الحركة الواسعة التي يفترض أن تكون عليها الرواية مما يؤدي إلى التشابك المعقد بين خيوط الواقع ومصائر الشخوص في المجتمع الذي تعرضه الرواية. إنها أقرب إلى( القصة) التي تضخمت ليكون لها هذا الامتداد بسبب الكثير من الاستطالات، والزوائد التي لا يُخلُّ حذفها بالنص لو شاء المؤلف.
والإرسي كتبت بلغة الشعر في توهجها، وتوترها الحاد ،ولهذا كله فهي مما يدخل في أفق(النص المفتوح)- مصطلحًا- يتحدد بتداخل الأجناس لبناء عمل سردي،أو ما يسميه النقاد المغاربة المعاصرون بـ (النص العابر للأجناس).
(2)يتناوب السرد بين الذاتي والموضوعي باستخدام ضمير المتكلم، وضمير الغائب، وينجح البناء السردي في التناوب بين الأسلوبين في البوح بهموم البطل/ الراوي، وفي الكشف عن جوانب الواقع.ولكن السرد في بعده الموضوعي لا يخفي تماهي الراوي/ السارد بالبطل، وبالروائي (الكاتب) حيث يشير إلى اسم الزوجة الحقيقي، وإلى ذكر اسم(الراوي/المؤلف)،وتفصيلات دقيقة عن حياته، وهو ما دعا إلى السؤال عن حقيقة كون(الإرسي) من السرد الخيالي الخالص، أو من (السيرة الروائية)..وهو ما يدعو إلى السؤال الان عن( الخاص)، و(العام) فيها.
لقد صار من الشائع الذي لا يحتاج إلى المناقشة أن أي نص سردي لاسيما الرواية- وبغض النظر عن حجم المتخيل فيها- لا يمكن إلا أن تتضمن جانبا من حياة المؤلف الشخصية ، ومهما يكن من خيالية الواقع في النثر القصصي كله، فإنه يسعى الى تجسيد عالم يحاكي الواقع، أو يحاول الإقناع بأن ما يعرضه هو الواقع نفسه!
و(الإرسي) تحاول ذلك، ولكن تماهي السارد بالمؤلف، أو توحيد السرد بين السارد، والبطل، وإحالة السرد إلى وقائع من حياة المؤلف،من جانب، وانشغال السرد بهموم البطل الخاصة من جانب أخر، جعل( الخاص /الذاتي)يطغى على(العام /الموضوعي)، فتضخمت الذات إلى الحد الذي يتلاشى معه العالم، أو يكاد!
تفترض الرواية- و الإرسي رواية بحسب ما يثبته المؤلف- متابعة حركة الإنسان في حدود البيئة التي يجسدها السرد، وصحيح أن الرواية قد تعرض حياة (البطل) إلا أن حركته ضمن عالم الرواية، وعلاقته بهذا العالم تكشف عن أبعاده، وتضع القارئ في صورة هذا العالم .
إن هيمنة (الخاص) في الإرسي جعل (العام) فيها باهتا، ولم يكن للشخصيات التي تدخل عالمها معروضةً من وجهة نظرا لسارد/البطل،او مستعادة من ذاكرته أن تأخذ مداها الحقيقي في التفتح لتمارس وجودها الإنساني، بل هي شخصيات تتشخص بطريقة( الإخبار)، ولا حضور لها في الواقع، ولا أثر لها في تشكيله؛ لأنها لا تحضر إلا لأنها عبرت مسار البطل في لحظة ما..إنها أشبه (بالفقاعات)التي ما إن تتشكل حتى تتلاشى مرة واحدة، ولا يعود لها ذكر فيما بعد، وهذا ينطبق على الشخصيات كلها (الأم ،والأب،والأصدقاء،والرفاق ...الخ)،حتى(العمة)- التي يشير حضورها في الرواية ابتداء إلى دور فاعل مؤثر في الواقع- أسقطها الراوي/البطل في دائرة العتمة، ولم يستثمر صلابة موقفها، ووعيها بضرورة أن تواصل تعليمها لتصبح معلمة، ولم يحضر من(الأخوات )غير ما يؤكد انشغال البطل بالجنس!!
ولا يُستثنى من هذا الحكم على الشخصيات غير(الزوجة)التي يجيء حضورها طاغيا، وهي تتمدد جسدًا باذخًا على صفحات الإرسي.
إن هذا الحضور المتألق للزوجة لا يكشف عن حقيقتها الإنسانية، أو يدخلها في دائرة النموذج الإنساني القابل للتعميم، بل هي شخصية(فردية) قد لا نجد لها مثيلا في الواقع الإنساني الذي تحيل إليه(الرواية)، ولم يبرز منها حقيقةً غير الجسد المستعر بالرغبات، المتقد بالشهوة الفائرة، ولعل ذلك مما يتفق مع انشغال البطل الحقيقي الذي تكاد الحياة لديه تتحدد بالجنس، فهو قضيته الكبرى، ومعنى حياته، ومنتهى ما يريده من هذه الحياة!!
وربما يتضح القول بكون الحضور للبطل /الفرد بما يشير إلى هيمنة (الخاص)، وتلاشي العالم في الملاحظة القادمة.
(3)تتوزع الإرسي على قسمين، يعرض الأول(في برزخ الإرسي) معاناة البطل في( قبره) الرمزي هاربًا من الموت الحقيقي(المادي)إلى موت أشد قسوة حين يسقط البطل في( اللامعنى)، ويعيش في (اللاشيء /الموت المعنوي)!
وهذا القسم يحاول أن يجلي انسحاق الإنسان في ظل الحرب التي تأتي على روح الإنسان. ومحاولة الهرب من الموت المجاني الرخيص التي تفرضه الحرب يعني- في ظل الملاحقة والقمع والقسر على المشاركة في الحرب-السقوط في دائرة رعب وحشي يأتي على معنى الإنسان ،ويقتل روح الحياة نفسها!
ولان البطل اختار الهروب من الحرب، فليس أمامه غير( العيش) في الرعب المستمر وحيدا معزولا مسكونا بالوحشة محشورًا في مكان أشبه بالتابوت، وهذا(القبر) الرمزي الذي يشير إلى الموت في مقابل الحياة الحقيقية المنعدمة بانعدام ممارستها ،وهذا المكان المعزول الضيق الذي تنعدم فيه الحركة، أو تكاد ، هيَّأ متكأ فنيا للنكوص الى عالم الذكرى، والعودة إلى الماضي، أو الهروب إلى الأحلام ليقول الهارب من الموت: إنه لا يزال حيا !!
ويفرض الجنس حضوره الكثيف إذ هو(معادل)الحياة، ويوظَّف فنيا لخدمة الدلالة التي يسعى هذا القسم من الرواية إلى تجسيدها ،وهي محاولة استعادة الحياة رمزيا، ولو باستحضار(معادلها)!..ولكن انشغال الراوي/البطل بالجنس قضية كبرى تتضاءل أمامها كل قضية جعل من الإلحاح على الجنس عبئا على السرد إذ استغرقه ،وأصاب النص بالترهل الذي أسهمت لغة الإرسي الرائعة في تغطيته بذكاء، كما تسبب في ضمور الواقعٍ،وتسطح الشخصيات التي لا ترتبط بهذه القضية في وعي البطل، وذاكرته !
في هذا القسم ترد إشارات إلى قمع السلطة ،ولكنها لا تأخذ مساحة من السرد بنقل الواقع، أواستعادته من ذاكرة السارد/البطل بما يقدم مشاهد حية تجعله ملموسا نابضا، بل يعتمد المؤلف على مخيلة القارئ في استعادة عالم عاشه القارئ نفسه ..وأحسب أن قارئا لم يعش أجواء القمع، والرعب في ظل السلطة لا يمكن أن يعي اختيار البطل العيش في (قبره)المهجور في بيت عمته !
ان (الإرسي) تنجح في الكشف عن مأساة فرد، ولكنه يظل فردًا لا يرقى إلى النموذج الدال على شعب محكوم عليه بالموت في الأحوال كلها ! ولهذا ظل ما هو( فردي ) ماثلا حتى في رغبات الشخصية، وسلوكها.
إن البطل في( الإرسي ) شخصية (فردية) معزولة، بمعنى أنها ليست شخصية(نموذجية) تتمازج فيها ملامح شخص بعينه مع سمات الفئة، أو الطبقة، أو الشعب الذي ينتمي إليه، ولهذا تفقد الشخصية عنصر الإقناع الذي يوفر تعاطف القارئ معها!
وفي القسم الآخر من الإرسي (في برزخ الجبل) يخرج البطل من (تابوته)،أو الإرسي، لينتقل إلى عالم (الجبل). ويتم الانتقال إلى هذا العالم مباشرة، ويتجسد في النص دون مقدمات تشرك القارئ في عملية الانتقال ،والكيفية التي حصلت بها!
وهناك يظهر عالم الجبل الذي يمور بالثوار وبالهاربين من الموت بحثا عن أمان يتكشف زيفه لهذا الهارب حال وصوله إلى ذلك العالم.
والقسم يرسم لوحة شديدة الوضوح لعالم تتداخل فيه الشجاعة بالجبن ،ومقاومة الذات، بالانسحاق تحت ضربات شهوة الجسد المدمرة، والنقاء بالدنس، بلغة تمتلك ثراءها، ووهجها، وقدرتها على الإمساك بخيوط واقع ليس سهلا أن تنفذ إلى جزئياته ببساطة- وإن كنت جزءًا منه - ولكن الراوي /المؤلف استطاع ببراعة واضحة أن يطوع اللغة للامساك بخيوط هذا الواقع الجبلي المتناثر ليضفر منها لوحة هائلة يتجسد فيها الإنسان في أعلى مراقي نبله، وأسفل مهاوي سقوطه حين يضحي مرة ليحيا الآخرون، وحين يخون رفيقه لإشباع غريزة بدائية بطريقة لا إنسانية. ويظهر الواقع حيًّا نابضًا يجعل القارئ يتحسس مكانه ليتأكد من انفصاله عن واقع النص ،لأنه يصبح بفعل لغة رائعة جزءا من ذلك الواقع!
وبخلاف ما كان يتصور القارئ من أن (الإرسي )ستنحرف إلى ما يشير إلى (أدلجة)النص ،وصبغه بطابع من (الشعارية)السياسية في محاولة تمجيد(الثورة)، وتسخيف (السلطة)، فإن الراوي /البطل/المؤلف يُظهر في لوحة الجبل ما يدعو إلى السؤال الجاد عن حقيقة بطولات(الأنصار)، وعملهم (الثوري)،حين يجعل من الثوار كيانات بائسة لا تقرأ في عيونها غير الشبق، وتنعدم ملامحها الإنسانية في ظل ممارسة القتل، ولا يبدو من النص ما يشير إلى (الوعي)الحقيقي الذي يجعل من وجود هؤلاء (الثوار) موقفا إنسانيا، وسياسيا رافضا لظلم السلطة، وحروبها المدمرة.
إنما تعرضه(الإرسي) يوحي ببلاهة هؤلاء، وانسحاقهم تحت رغبات الجسد الضاجة تحيلهم إلى( حيوانات )هائجة حين لا يرون من( رفيقاتهم )-المرافقات لأزواجهن- غير الجسد /الفريسة، ويصبح وجودهم- في ضوء ما تجسده الإرسي بلغة تنفذ إلى جواهر الأشياء، وتلامس بعمق رغبات الإنسان وأشواقه - قسريًّا إذ لا بديل عن الموت في جبهات الحرب، أو في المعتقلات غير انتظار الموت بالقصف، أو حين الاصطدام بإحدى (دوريات )الجيش قرب الجبل!!
إن الراوي يصور رجال( الجبل)، ونسائه- لا فرق- بصورة لا تدعو إلى الاحترام، بل تدفع القارئ إلى النفور من هذا العالم! وربما كان لانفصاله عن هذا العالم نفسيا وفكريا –إذ لم يأت إليه إلا هربًا من عزلة الإرسي –وعدم إيمانه بالثورة أصلا ، ما دفعه- بوعي أو بلا وعي- إلى (تهميش) ذلك العالم، و(تسقيطه)، زيادة على أنه في ملاحقته شخصيات ذلك العالم لا ينفصل عن قضية (الجنس)التي ينظر إلى الحياة من خلالها، ولهذا جسد هؤلاء الأشخاص محض أجساد مسحوقة بغرائزيتهم !(4)
تعتمد الإرسي لغة روائية باهرة سواء في قدرتها على نسج الحدث، والنفاذ الى دواخل الشخصية واستبطانها، أم في الوصف الذي لا ينفصل عن وعي الراوي، ومزاجه، وحقيقة اللحظة التي يصف فيها المكان، أو الأشخاص..إن التفصيلات الدقيقة للإرسي مكانًا- على قلة ما فيه- ولبيت(العمّة)، والأزقة مستعادةً من الذاكرة تنجح في الكشف عن شخصية محاصرة لا تجد ما تشغل به زمنًا يتطاول بالسأم، واليأس غير متابعة الأشياء في أدق جزئياتها، وذراتها.
كما أن (لغة الأحلام والرؤى) تجيء متدفقة مشرقة غامضة معًا تنقل القارئ إلى أجواء تتداخل فيها الأشياء مشبعةً بالرغبات التي تخنقها(الجدران) الضيقة، فينسحق البطل في هذا العالم الذي تتحول فيه شخوص الأحلام، والذكريات إلى أجساد حجرية!!
إن كل ما في عالم الرؤى صلد متحجر عصي على الاختراق انعكاسًا لحياة جامدة متكلسة بالرعب والخواء.
إن (تهاويل الأحلام الحجرية) جاءت بلغة عالية تشد القارئ، وتمسك بخناقه، وتراوغه أحيانًا حين تنعدم الحدود بين الواقع، والحلم أحيانا ، أو تلتبس على القارئ، فلا يدري إن كان ما يجري يحصل في واقع الشخصية الآن، أو هو من عالم الرؤى والوهم . إن هذه الرؤى والأحلام المختلطة المتداخلة المثيرة للالتباس بين كونها محض رؤيا، أو نثار واقع مشتت تقطع السرد بما يربك القارئ، وربما أدرك المؤلف ذلك في محاولته العودة إلى تلك الرؤى بشيء من التفسير أحيانا ،أو الإشارة إلى انعدام الفاصل بين الحلم، والواقع لدى الراوي /البطل نفسه، وإنها( ناتج الاختلاط الذهني) أو انعدام التوازن في ذهن الراوي/ البطل بما يشبه توجيه القارئ..
(5)
وتجدر الإشارة إلى أن الإرسي تثير إشكالا بنائيا ودلاليا معا يكمن في أنها لا توفر عنصر الإقناع في أكثر مفاصلها أهمية، وتدفع القارئ إلى التساؤل: كيف ينحشر البطل في مخبئه الخانق، وتحرم عليه رؤية زوجته، بل كل من يعرف :أسرةً، وأصدقاء، ورفاقًا باحثًا عن منفذ بين قضبان الشبابيك الصدئة وغبارا لشارع الذي يغطي ( السيم)- المادة العازلة بين زجاج الشباك والشارع- خوف انكشاف أمره ؟ ثم كيف يذهب إلى السوق ليشتري (الخمر) الذي يتناوله هربًا من (جنون) يوشك إن يعصف بعقله؟!
كيف تأتّى له أن يهجر الإرسي/المكان إلى الجبل ؟ وكيف..؟ و كيف..؟
إنها أسئلة تظل معلقة بلا إجابة حين نبحث عنها في الرواية نفسها .
متى شفي من إصابته بالكيمياوي؟ وكيف استعاد قدرته التي تمكنه من الانفلات من عالم الجبل الخانق ؟
لقد ترك زوجته تصرخ (لقد عميت)، ثم لا ندري متى جاءه(إبراهيم) ليقول له: إنها تحسنت، وفتحت عينيها ؟! وكيف وصل إليها، وتمدد عندها ليتحسس تضاريس ذلك الجسد ؟!
وتنتهي الرواية نهاية غائمة إذ لم (تنغلق) الرواية عند نهاية يختارها الروائي سواء أ كانت مقنعة أم مفتعلة، ولم يدع النهاية (مفتوحة) بصورة يمكن أن تجعل انفتاحها مقبولا، بل جاءت النهاية (مبتورة) تضيع معها إمكانية القارئ على تلمس احتمالاتها المقنعة !
ومهما يكن من أمر، فإن (الإرسي) تظل نصًا جديرًا بالقراءة، والتأمل.وربما ستتيح قراءتها ثانية فرصةً للكشف عن جوانب لم تلمحها هذه القراءة المتعجلة، وقد تقود الى إعادة النظر في بعض الأحكام التي تضمنتها هذه الملاحظات السريعة.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الإرسي.. رحلة الكينونة المعذبة ....من منظور اخر
- أماكن حارة/ محاولة لكتابة التاريخ العراقي الحي عبر قرن
- الإرتياب في المكان - قراءة في رواية- الإرسي
- سلام إبراهيم.. الحياة والصداقة
- الحياة لحظة رواية الكاتب العراقي سلام إبراهيم
- -الحياة لحظة - . رواية تجسد العذاب العراقي في نصف قرن
- رواية حسن الفرطوسي - سيد القوارير - عن أحوال العراقيين في بق ...
- التسلل إلى الفردوس ليلاً
- الصراع الثقافي في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية - عن ساعات ...
- سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي
- ندوة في القاهرة لمناقشة رواية سلام إبراهيم - الإرسي
- كلاب الألهة مجموعة القاص العراقي نعيم شريف سبعة أناشيد تهج ...
- فيلم الجذور لأحسان الجيزاني: إنحياز للإنسان العراقي المسحوق ...
- حكاية من النجف لحمودي عبد المحسن عالم النجف المكتظ بأساطير ...
- -دنيا -علويَّة صُبح خلاصة حياة لا الحياة في تفاصيلها
- منجز القصة العراقية
- بيت النمل-* مجموعة هيفاء زنكنة القصصية المنفي كائن هش.. لا ع ...
- حضن هو الدنيا#
- دروب وغبار رواية جنان جاسم حلاوي عن العراقي التائه الباحث ...
- أرباب الرعب


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - (الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!