أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الواقع حق والايديولوجيا باطل















المزيد.....

الواقع حق والايديولوجيا باطل


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 22:04
المحور: الادب والفن
    


أقيمت بتاريخ 4 - 6 - 2010 ندوة نقدية عن رواية - الحياة لحظة - في قاعة البيت الثقافي في الديوانية. قدمت فيه أربع أوراق نقدية واحدة منها نشرها الناقد ثامر الحاج أمين في - الحوار المتمدن - وهذه هي الورقة الرابعة أقدمها للقارئ الذي أطلع على تغطية مكثفة كتبها ونشرها - ثامر الحاج أمين - وعلى المساهمة الثااثة في عدد سابق





(الحياة لحظة) لسلام ابراهيم

سعد ناجي علوان

يؤكد جان كلود ميلنر ان القراءة تستحيل في بعض اوقاتها الى استقصاء ويكون القارئ حينها متتبعاً للاثر لنجد ان الذات تمثل علواً بيناً ونواة مركزية في نص الكاتب (سلام إبراهيم) بشكل عام، وهي ان بدت بمستويات مختلفة في أعماله السابقة (رؤيا اليقين – رؤيا الغائب – سرير الرمل – الإرسي) غدت الآن تجربة ناضجة وحيوية خلال روايته الأخيرة (الحياة لحظة).

فقد استطاع الكاتب سبر أغوار زمنه الممتد من ألف الطفولة إلى ياء الغربة، وبيان تحولاته الكبيرة كإنسان تأطر بالسياسة والأدب وخسائرهما الجمّة، بشكل سيعجز من الركون إليه ثانية بعدما بات أفقاً منغلقاً أمام تكرار التجربة رغم ثرائها وجرأتها، إلا أنها تستوجب بداية اخرى مختلفة.

تُعنى الرواية بدلالة مكوناتها المتراكمة بدءاً من العنوان (الحياة لحظة) بالجوانب المادية والحسية، فقاعة سرعان ما تنفجر لتفقد سمتها الأصلية، لحظات لا رادع لها إلا النفس وأهواcها الغالبة لفرض وجودها المحض. وإذ نجد الجسد ملاذاً للتجلي، يجوس الكاتب سهوله الحنونة بحرية تامة، وانثيالات عاطفة مفرطة أحياناً، متجاوزاً عتبات اللذة الأولية إلى هول الاستلابات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، فمن البيت إلى المدرسة إلى دائرة الأمن، ومن فراش الزوجية إلى عهر السياسة وانضمامه إلى حركة الأنصار الشيوعية، وما جاورها وتقاطع معها من تجربة الحزبين الكرديين، يتتبع (إبراهيم) بطل الرواية مسار الخيبات التي عصفت بجيل ما بعد الستينيات، وسذاجة أحلامه الكبيرة وفخاخها العديدة التي أحالت السنوات إلى رملٍ مثلما أحالت الفضة إلى أصفاد. وهنا لا تستثني الرواية ضمناً أحداً من المسؤولية، وإن أشارت أو ذكرت أشخاصاً في ذات السياق بصورة غير مباشرة، وربما السبب ما تسنمت هذه الشخصيات من مراكز رسمية وحكومية الان.

أهمية العمل مع حركة الأنصار وعظم خطره بالتأكيد، جعله مرتكزاً أساسياً لدى الكاتب في بيان الخطأ الأيديولوجي، وفداحة الخسارات المتتالية والمترتبة نتيجة له.

وهكذا يفاجأ (إبراهيم) بعد وقت من ولوجه الحركة، بالكذب والتشويه والتدليس والخيانة والتعدي والتجرأ على قتل الآخر (الصديق – الشريك – الحليف ، دون إعتبارات معينة سوى نشوة السلطة ومفاصلها الشرسة. فخلف جميع الأبواب ينتظر الثوري دائماً الفرصة المناسبة ليحوز مراتب الدكتاتور، مثلما خلع رفاق الصبا طفولتهم وإرتدوا ثوب رجال الأمن (بعد الدراسة المتوسطة) وهم الذين سيقودونك إلى زنازين الأمن الرطبة وينتهكوا هنالك ما خبأته طوال السنين من مقدسات.

يتسع أفق الخيبة وينقلنا الكاتب عبر سرد رائق وجميل وقصص عذبة إلى موسكو، والرواية عبارة عن فصول قصصية، بالإمكان تناولها كوحدات مكتملة البناء، ومنفصلة عن سواها. ما عدا الفصل الأخير المعنون (بم) والذي اقترحه الكاتب لإنهاء التوق العارم لمدينته، ولكيلا يجعلنا ندور معهُ بحثاً عن الزمن الضائع في الديوانية، وذلك كما أسلفنا سيكون حتماً عملاً مختلفاً وجديداً.

وفي موسكو المزدحمة بالرفاق الهاربين من القصف الكيمياوي لمقر الحركة، والمبعوثين حزبياً للدراسة على كبرهم، ستبدأ جلسات المكاشفة في شقة – إبراهيم - وسيرشح الضمير باعترافات مفجعة ووقحة؛ عار وسقطات تفوق عذابات – سيزيف – يجعل الأقنعة تتساقط كتماثيل الرموز التاريخية، لنجد أن الرفاق قتلة، مهربو بشر، مغتصبون، صعاليك يعملون لدى المافيات الروسية، والذي سيتكلم سيختفي غرقاً في نهر وسط مدينة موسكو، ومثلما يبدو الآن (لينين) مجرد رجل يرتدي قبعة، تصبح موسكو (مدينة الحلم والفضيلة) بعد سبعين عاماً من الاشتراكية؛ مدينة وهم كبير تعج بطوابير العمال أمام محلات – الفودكا – منذ الفجر، وولاءات العصابات المنظمة، والفقر الذي يرسم الشوارع بألوانه الفاقعة ومجاميع العمارات السكنية المتشابهة.

وهنا سيبدو سؤال إبراهيم – بطل الرواية- أكثر لياقة حول الأسباب الموجبة لإفراغ الإنسان من فكرة الدين والإيمان بما وراء الواقع والكون، أو سؤاله المشابه حينما يرى الآليات (الحكومية والسلطوية) المعطِلة للحياة في بلده؛ أهذا هو ثمن استشهاد أخي وآلاف العراقيين، أن يأتي البعض من نهازي الفرص ليلتهموا كل شيء. ولم يختلف الوضع ولن تتبدل الأسئلة حين ينتقل – إبراهيم – إلى الدنمارك (وإن بدا الأمر سريعاً ضمن سياق السرد الروائي).

وهناك سيخطط للعودة إلى مدينته – الديوانية – وأصدقائه ومرتع حياته، وفي فصل أُقحم لمنع غثاثة السرد والإمساك بما تبقى من دهشة وجمالية لدى الكاتب، يُقتل – إبراهيم – في جامع بعدما يُختطف مع صاحبه – أحمد – بناء على جوازيهما الأجنبيين.ثم ان الرواية لم تقدم لنا الأسباب المقنعة والموجبة لمحورية بطلها – إبراهيم – واستقطابه للآخرين، ليبدو الأمر وكأنه تواطؤ فني لخلق معادل موضوعي للسلبية التي هو عليها، فإبراهيم لا يملك سوى حضوره في المكان الخطأ (لم يؤمن بكل أفكار الحركات التي انتمى إليها) ومشاهداته السلبية لتجاوزات الآخرين وهل يكفي الصمتُ عنواناً لإنسانية الفرد.

كما أن الرواية أسهبت في سرد العلاقات النسائية وحلقات الشرب من دون مبرر فني، وكان بالإمكان ترك العديد منها مثل (قصص مريم، الأوكرانية، واليهودية الجميلة). كما بدت شخصيات مدينة الديوانية التي توقف عندها الكاتب محطات استراحة أو فلكلور أدبي تغربت بعض الشيء عن أجواء العمل ومساراته.

(الحياة لحظة) رواية اقتراب من الإنسان وأحلامه الضائعة وعذاباته، اقتناص لحظة السعادة الهاربة من خوف الآخرين بجرأة وأدب أنيق لا يستطيع كل كاتب على بث مكاشفاته بكل هذا الحب.

أكثر خبر قراءة في ثقافة:
خُـرافَةُ فَـرَح



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي العراقي سلام إبراهيم: سوف أبقى أنهل من سيرتي الذاتية ...
- الحياة لحظة* رواية سلام إبراهيم.. الرواية الوثيقة..
- بنية الدائرة المغلقة: قراءة في رواية - الحياة.. لحظة - لسلام ...
- حوار مع الروائي العراقي سلام إبراهيم - الشيوعي ليس من معدن خ ...
- فصل من رواية الحياة لحظة/المتشردة الروسية/
- نقاد ومثقفون يناقشون رواية «الحياة لحظة»
- رواية الحياة لحظة تثير جدلاً سياسيا حاداً
- «الحياة لحظة» تشبه الفقاعة حاولت توثيقها قبل ان تنفجر
- سلام إبراهيم في اتحاد الأدباء..رواية (الحياة لحظة) تثير الجد ...
- إغماض العينين للؤي حمزة عباس - تجليات العنف في زمن حرب مليشي ...
- إلى: ناهدة القزمرية - بهار - أنا أكتبُ لكِ فقط
- الناقد د. صبري حافظ: صدرت روايات عربية بعضها أهم كثيراً من ا ...
- عن رواية الإرسي - د. صادق الطائي
- -الإرسي- الخارج من المحرقة*
- شعريّة الكتابة الروائية -قراءة أجناسية في رواية (الأرسي) لسل ...
- ‬-الإرسي- لسلام ابراهيم: الرواية والكناية عن التجربة ا ...
- (الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!
- رواية الإرسي.. رحلة الكينونة المعذبة ....من منظور اخر
- أماكن حارة/ محاولة لكتابة التاريخ العراقي الحي عبر قرن
- الإرتياب في المكان - قراءة في رواية- الإرسي


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الواقع حق والايديولوجيا باطل