أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد حسن _ شاهوز - تأثير القضية الكردية في المنطقة















المزيد.....

تأثير القضية الكردية في المنطقة


احمد حسن _ شاهوز

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 00:22
المحور: القضية الكردية
    


شاهوز حسن
القضية الكردية تشكل عقدة القضايا في الشرق الاوسط، ولهذا فان كائن من كان يدعي بأنه يريد أن يكون هناك استقرار وامن وسلام في المنطقة فعليه أن يتوجه إلى سبل الحل الديمقراطي والسلمي للقضية الكردية أولا، وبعدها يمكن إن يكون مفتاح حل ديمقراطي وسلمي فيما يخص المنطقة بشكل عام.
القضية الكردية تولدت وتأزمت وتشعبت مع تطور الفكر القومي الضيق التعصبي في منطقة الشرق الاوسط، وارتباطا بنظام الهيمنة الرأسمالية الذي تم تنفيذه في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، حيث اقتسمت كل من فرنسا وبريطانيا جغرافية الشرق الاوسط فيما بينها، بشكل أصاب المنطقة برمتها مرارة التجزئة والتفرقة والعداء المرتكز إلى الفروقات الطائفية والمذهبية والعرقية. ولهذا فان العقدة المتمحورة حول القضية الكردية سببها أولا وآخراً هي قوى الهيمنة الرأسمالية التي رسمت خريطة المنطقة وفق مصالحها في بدايات القرن العشرين.
وخلال القرن الماضي بكامله استمرت مقاومة الكرد في سبيل الحصول على الحرية ولكن المصالح التي هي أساس تعامل تلك القوى العالمية لم تفسح المجال لتصل القضية الكردية إلى الحل وعلى العكس دائما استغلت الوضع الكردي في سبيل مصالحها وذلك من خلال تحريض الكرد من جانب وترهيب الدول الحاكمة على كردستان من جانب آخر. وبريطانيا البارعة في تطبيق سياسة فرق تسد تمكنت على مدى القرن العشرين من استخدام القضية الكردية وفق مصالحها نوعا ما وليس كاملا.
شعوب المنطقة يمكنها حقا أن تفكر في كيفية حل قضاياها بالاستناد إلى الحوار والتقارب وقبول الآخر الذي يمكن أن يتم اعتباره جزءا آخر منه لأن هذه الشعوب لآلاف السنيين عاشت معا على هذه الجغرافية الخيرة التي وهبت الإنسانية الكثير وان تمكنت الشعوب من تحقيق الوحدة على أساس ديمقراطي يتضمن قبول الآخر حينها يمكن أن تصبح المنطقة مجددا مصدر الهام للعالم ومركزا لنظام جديد يمكنه أن يحل القضايا التي تسبب فيها النظام الرأسمالي المهيمن.
القضية الكردية اليوم تدخل في طريق الحل ولا تراجع عن ذلك، حيث أن الكرد تمكنوا من خلال نضال لا هوادة فيه أن يحققوا يقظتهم وانبعاثهم الوطني الديمقراطي الحر رغم كافة الألاعيب والمؤامرات التي تحاك من قبل كافة الأطراف التي ترى إن حل القضية الكردية في غير صالحها. لكن ما يزال الكثير من الدول والحكام والقوى العالمية وحتى بعض القوى الديمقراطية تتعامل مع القضية الكردية وكأنها خطر على مصالحهم. الأصل هو إن وجود هذه القضية واستمرارها يعيق تحول المنطقة الديمقراطي لأنه لا يمكن أن تكون حرا وأنت تحاول استعباد الآخر أو أن تكون ديمقراطيا ولا تقبل قيم وتراث وثقافة وهوية الآخر الكردي. ولهذا فانه مع العاصفة التي تعصف بالمنطقة وما تشملها من حالة ثورية وانتفاضة شعبية فانه سيكون لحل القضية الكردية بالدرجة الأولى في تركيا دورا مؤثرا في تشكل نظام اجتماعي جديد يتناسب مع خصائص المنطقة وتاريخها وحقائقها الثقافية والاجتماعية والسياسية بعيدا عن سيطرة وهيمنة النظام الرأسمالي العالمي الذي فقط يتمكن من متابعة هيمنته من خلال الخلافات والتناقضات والصراعات الصغيرة الكبيرة فيما بين الشعوب والمجتمعات ضمن المنطقة.
حقيقة المنطقة التاريخية هي التعايش الأخوي السلمي وليس الصراع والتناحر خدمة للغرب الذي يستهدف الهيمنة والاحتكار الاقتصادي والسلطوي عالميا. ومن هذا المنطلق على شعوبنا جميعا كردا وعربا وأتراكا وفرس وأرمن وأشوريين و.. أن ترى هذه الحقيقة جيدا وما يزال نموذج العراق ماثلا أمام الأعين.
ضمن هذه الظروف إذا ما كانت تركيا تصر على الخيار العسكري فإنها خاطئة وتضر بمصلحة شعبها وبهذا الشكل فقط يمكنه أن تبقى خادما لدى الأمريكان الذين يستخدمونها كساعي بريد كما نرى في زيارات وزير خارجيتها لإيران مرة وأخرى لسوريا ويقوم بنقل رسائل الأمريكان إليهم بشكل أو بأخر. وكذلك فالحشود العسكرية التركية على الحدود السورية لها جانبان الأول داخلي والثاني خارجي فالأول خوفا من تطور إمكانية حل القضية الكردية في سوريا بعيدا عن حاكميتها مما يضعف موقفها المعادي للكرد ولهذا نرى إنها تحاول بشتى الوسائل السيطرة على بعض قوى المعارضة السورية القريبة منها وتدفعهم دائما إلى تبني أفكار قوموية وبصبغة إسلامية مرتبطة بها ومن خلالها مرتبطة بالنظام العالمي المهيمن، ومن خلالهم تريد أن تعيق حل القضية الكردية بأي شكل كان سواء في سوريا اليوم أو في سوريا المستقبل. والثاني خارجي وهو مرتبط بكون تركيا دولة في حلف الناتو وتشير كل الدلائل إذا قرر الناتو القيام بتدخل عسكري في سوريا فسيكون من خلال تركيا، ولهذا تسعى تركيا للتوفيق بين ما هو مطلوب منها دوليا وما هم بالنسبة لها داخليا. لكن في غضون الظروف الراهنة في تركيا والتي تشير إلى أن الحكومة التركية تريد الاستمرار بالإصرار على الخيار العسكري في تقربها مع القضية الكردية سوف يعقد أمورها أكثر ولاسيما أن حزب العمال الكردستاني خلال الفترة الأخيرة يقوم بعمليات نوعية وكان أهمها ما قام به الكريلا الكردية في محافظة آغري "تفجير انبوب الغاز الذي يربط إيران وتركيا" هذا يظهر لنا أن الخيار العسكري ليس حلا بالأساس وإذا كان هناك من يظن بأنه يمكن الاستفادة من أجواء المنطقة والتعامل الأمريكي والبريطاني معها بشكل يتناسب مع فرض التصفية على الكرد فانه خاطئ. لأن الكرد لا يعتمدون على القوى الأخرى في صراعهم مع الدول التي تسيطر على كردستان، بل يعتمدون على قواهم الذاتية ويتبنون سياسة مستقلة وقد ثبت هذا الأمر في الحملة الأخيرة التي شنتها إيران بمساندة تركية – أمريكية ضد جبال قنديل.
ومن هذا المنطلق الخيار الكردي هو الحل الديمقراطي السلمي الذي يحقق الحرية والكرامة للشعب الكردي ولشعوب المنطقة، فانه ببقاء القضية الكردية بدون حل يعني بقاء كل من تركيا وسوريا وإيران والعراق تابعين لنظام الهيمنة الرأسمالية بشكل من الأشكال. وهذا ما يضعف وينهك قوة كل شعوب المنطقة في سبيل خدمة الآخرين الذين يذكرهم الجميع في خطاباتهم السياسية " بالمستعمرين" وأضف الإيمان لكي تتخلص من الاستعمار فيجب أن تتخلص من أفكاره وثقافته الاستعمارية المهيمنة ، واصل العقدة هي هذه الحالة السياسية المتناقضة في الشرق الاوسط التي تخطب بشيء وتفعل شيئا آخر.
الذي أطلق تسمية ربيع الشعوب كان قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ولديه مشروع حل عظيم لكافة قضايا الشرق الاوسط ومن ضمنها القضية الكردية. ليقرأ الإخوة العرب حقيقة الطرح الكردي وبعدها لينظروا إلى الدور التركي أو الإيراني أو غيرهم في المنطقة وان لا ينسوا أن الكرد أصبح لهم دور في المنطقة وأخذوا على عاتقهم تحقيق الدمقرطة في الشرق الاوسط والى جانب تحقيق الحرية والديمقراطية في كردستان ايضا.



#احمد_حسن___شاهوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصر نظر .. أم تبعية عمياء؟
- حتمية التغيير .. سورياً
- مغالطات كردية!
- ربيع الشعوب
- تركيا- شرطي لحلف الناتو
- الحل الديمقراطي ... محظور!!
- القضية ... حريتي
- المرأة ... القوانين .. الوعي الاجتماعي
- الديمقراطية والفوضى
- خيارات تركيا : الفاشية أم الديمقراطية ؟
- إستراتيجية اللا حل التركية
- الى الأمام لمستقبل واعد
- المواطنة الحرة
- التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق
- القضية الكردية بين الحلول والتحديات
- العقد الاجتماعي
- توسيع دائرة الصراع
- الديمقراطية خيار استراتيجي للمستقبل
- الحرية والخطاب العربي


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد حسن _ شاهوز - تأثير القضية الكردية في المنطقة