أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - إستراتيجية اللا حل التركية














المزيد.....

إستراتيجية اللا حل التركية


احمد حسن _ شاهوز

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 05:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا ما تزال تصر على اللا حل .. في كل شيء ، تصر على الاستمرار في سياساتها العنصرية والشوفونية بل الأنكى من ذلك أنها تسعى لتجديد هذه السياسات في زمن أصبحت فيه هذه السياسات بالية ويجب رميها في مزبلة التاريخ ( سوف يتحقق ذلك قريبا سواء شاءت أم أبت الدولة التركية ) ولكن لنرى ما هو عليه الوضع في تركيا .
القضية الأساسية لتركيا هي القضية الكردية وبدون حلها لا يمكن لأية قضية أخرى أن تحل بشكل كامل وحقيقي . من هنا فان تصريحات المسؤلين الأتراك التي تقول إن الجمهورية في خطر نابعة من هذه الحقيقة التي يدركونها ولكن تعاملهم ما يزال سلبيا ويسعون إلى الاستمرار في سياسة الإنكار والامحاء المتبعة بحق الشعب الكردي منذ بدايات قيام الجمهورية التركية ، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا التقارب السلبي إلى غلق باب الحل ويفتح باب الحرب وقتل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيؤدي إلى غلق باب الاتحاد الأوربي أيضا إذا تجددت حالة الحرب بشدة ( وهذا ما تؤكده أحداث الأيام الأخيرة ) .
الذي يتبادر إلى ذهن المرء هو : لماذا تصر تركيا على هذه السياسة التي تزيد التعقيد مقابل فرص الحل التي طرحها السيد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني ؟ .
ممكن أن تكون وجهات النظر مختلفة بهذا الصدد ولكن من المؤكد إن الدولة التركية ترى في السياسات التي اتبعتها منذ قيام الجمهورية وكأنه حل وحيد للقضية الكردية وكأنه برنامج عملي مناسب لكل الأوقات أو انه إذا تم الاعتراف بالأكراد والعمل على حل القضية الكردية فان هذا سوف يؤدي إلى إنهاء الجمهورية التي اتبعت سياسات القتل والتهجير منذ بدايات نشؤها بالرغم من اعترافات كمال أتاتورك نفسه في البداية بوجود الكرد واتفاقه معهم لتحقيق أهدافه في تخليص ما يمكن تخليصه من أشلاء الإمبراطورية العثمانية من يد الغرب المستعمر ، لكنه لم يفي بوعوده وقام بضرب العصيانات الكردية بالحديد والنار بُعيد نشوء الجمهورية بأعوام قليلة جدا .
إذا والحال هذه فالمسئولين اليوم في الجمهورية التركية يريدون تجديد تلك السياسات بالرغم من اعترافات مسئولين عريقين في بنية الدولة والجيش التركي بعدم إمكانية تحقيق النجاح بالسبل العسكرية ومنهم كنعان ايفرين الذي قاد بنفسه انقلابا عسكرية كان هدفه الأساسي القضاء على حركة الحرية الكردستانية التي كانت في بداية نشؤها تلك السنوات ولكن هل حقق الانقلاب وبعدها الحرب الخاصة المتبعة من قبل الدولة التركية تجاه الشعب الكردي النجاح ؟
الجواب هو كلا بالطبع أي من جهة حسم القضية وعلى العكس توسعت القضية وألقت بأصدائها في العالم كله ، بالرغم من التعاون العالمي بقيادة أمريكا ضد حزب العمال الكردستاني وقائده عبد الله أوجلان والتآمر عليه إلا انه بالرغم من سجنه الانفرادي وظروف سجنه القاسية أصر على إيجاد سبل للحل السلمي والديمقراطي في السنوات الأخيرة . إلا انه بعد جدالات واسعة بين صفوف الساسة ورجالات الدولة التركية ومثقفيها والديمقراطيين طفت مرة أخرى سياسة اللا حل التي يقودها الجيش .
طبعا كافة الحكومات التركية بعد قيام الحرب بين الدولة والأكراد سقطت ولم تستطيع أية واحدة منها إكمال طريقها في الحكم بسبب عدم تطوريها للحل تجاه القضية الكردية وهي مركز القضية الديمقراطية في تركيا ، وحتى الحكومة الأخيرة التي كانت بيد الإسلاميين المدعومين من أمريكا والغرب لم تستطع الصمود في وجه الجيش وطبعا هذا مرتبط بإتباعها سياسات المتاجرة البراغماتيكية تجاه القضية الكردية ولم تقترب أبدا بجدية واقعية وإنها وقعت في الفخ الذي كانت تسعى لإيقاع الجيش والأكراد فيه حيث أنها أيضا تضررت من عودة الجيش للتحكم بالأمور في تركيا مجددا وبالرغم من وجود اختلافات بينها وبين أحزاب الجبهة القومية في تركيا إلا أن حزب العدالة والتنمية ورئيسه اردوغان فشلا في تحقيق أي تجديد في السياسة التركية وبضغط من الجيش دائما تراجعت ووقفت في خط السياسة الثابتة للدولة والنتيجة التي إليها تركيا اليوم هو توسيع دائرة الحرب التي كانت سابقا ضد الشعب الكردي في الشمال بريادة حزب العمال الكردستاني وأصبح يشمل اليوم الكيان الكردي المتشكل في الجنوب أيضا وان احد المسئولين الأتراك كان قد عبر عن تلك السياسة سابقا بأنهم سوف يقفون ضد أي كيان كردي حتى لو كان في أفريقيا أيضا .
في هذه الحالة تركيا التي هي من المفترض إنها حليفة أمريكا سوف تزيد الطين بله إذا تدخلت في جنوب كردستان أي ( شمال العراق ) وهذا ما ستكون نتائجه وخيمة على تركيا .
في النتيجة يظهر إن تركيا ستواجه أزمات جديدة وعنيفة بسبب سياساتها تجاه القضية الكردية وقضية الديمقراطية بتزايد حدة الحرب الدائرة بينها ومقاتلي حزب العمال الكردستاني سوف تظهر وجهها الحقيقي المعادي للديمقراطية داخليا وما فرض حالة الطوارئ على ثلاث محافظات كردستانية ( هكاري _ شرنخ _ سيرت ) إلا بداية لحرب قذرة ضد الشعب الكردي وضد الديمقراطية التي كان الباب مفتوحا أمامها بجهود القيادة الكردستانية ولكن حفنة من المسؤلين الأتراك المتعصبين والمستفيدين من ظروف الحرب أوصدوا كل الأبواب أمام أي تطور ممكن أن يتحقق .
والحال هذه فان تركيا اختارت طريقها وعلى الأكراد أيضا أن يختاروا طريقهم وكذلك الديمقراطيين في تركيا عليهم اختيار طريقهم بشكل واقعي وحقيقي .



#احمد_حسن___شاهوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الأمام لمستقبل واعد
- المواطنة الحرة
- التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق
- القضية الكردية بين الحلول والتحديات
- العقد الاجتماعي
- توسيع دائرة الصراع
- الديمقراطية خيار استراتيجي للمستقبل
- الحرية والخطاب العربي


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - إستراتيجية اللا حل التركية