أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد حسن _ شاهوز - الحرية والخطاب العربي















المزيد.....

الحرية والخطاب العربي


احمد حسن _ شاهوز

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحرية .. هذه الكلمة التي لها معاني ودلالات كثيرة اصطلاحية ولكننا رغم ذلك لانجد لها حيزا حقيقيا في الخطاب العربي . ورغم ان البعض من الاحزاب السياسية رفعها كشعار له في وقت مضى الا انها بقيت فقط على مستوى الشعار ولم يتم التوسع في ايجاد معاني حقيقية لهذا المصطلح الذي شغل الفكر البشري وكان دوما احدى اسباب بحث الانسان والدافع له لكي يحقق الابداع والتطور . حيث ان الوصول الى مستويات عالية من الوعي والعلم والتطور وتحقيق الرقي على المستوى الحضاري والاجتماعي لايمكن ان يتحقق في ظل حياة ذليلة مليئة بالعبودية بهذا المعنى تكون الحرية هي المفتاح لطاقات وامكانيات الانسان الحقيقية للوصول الى عالم اكثر رقيا وتقدما.
تقول الدكتورة ريما خلف الحفيدي ماعدا الامين العام للامم المتحدة في تقرير بعنوان “نحو الحرية في الوطن العربي “: ( قلّ مانجد خطابا في البلاد العربية يتعرض ،مثل الخطاب المتصل بمسالة الحرية ،لرقابة صارمة من قبل السلطة ، وغلو متشدد في العقوبة ، يدفع البعض لرقابة ذاتية مكبلة للعقل والفكر، وتتعاظم الصعوبات عندما يتسع تعريف الحرية ليشمل حرية المجتمع والمواطن ، فيواجه قوى تتردد في قبول التفكير المستقل ، ولاتحتمل الرأي المخالف).
والحال هذه في واقع الحياة اليومية للانسان في مجتمعاتنا العربية هناك تكبيل للحريات لدرجة لايتصورها العقل والانكى من ذلك انه يتم فرض افكار ايديولوجية على المجتمع ليبقى في غيبوبة الجهل تصل الى حد ان الانسان العادي يظن في قرارة نفسه ان التفكير بشيء يتعلق بموضوع الحرية يعد من المحرمات او كانه يتطلب وجود احتلال خارجي حتى ينبري بعض الساسة ويغالون بالشعارات المنادية بالحرية ولكن في حقيقة الحال نرى ان القوانين والدساتير العربية تشمل بعض الحقوق والحريات للمواطنين ولكن من الناحية العلمية لا نلاحظ تطبيقا حقيقيا .
بهذا المعنى تكون للمسالة جوانب سياسية تتعلق بعلاقة المواطن والمجتمع بالسلطة والدولة ومن جهة اخرى لها جوانب اجتماعية وفكرية تتعلق بحالة المجتمع الذهنية الاخلاقية والعلاقة المتبادلة بين الفرد والمجتمع .
فالجانب الاول من المسالة اي السياسي سنجد انه من المهم دراسة حالة حقوق الانسان وماهو المستوى المتحقق للفرد من الحريات المدنية والسياسية وبنظرة بسيطة سنرى انه في الشرق عموما وبين العرب هناك انتهاكات واضحة لحقوق الانسان . ولعل ابرز هذه الانظمة واكثرها وضوحا ايضا في طمس الحريات كان النظام البعثي البائد في العراق . واليوم حيث ننظر الى حالة البعث السوري الحاكم ايضا سنجد انه هناك سجناء سياسيين قابعين في غياهب السجون وحتى بدون محاكمات وان اهلهم منذ اليوم الذي اخذتهم السلطة لايعرفون حتى مكان تواجدهم وفي السنوات الاخيرة ظهرت بعض الحركات المدنية ومنظمات حقوق الانسان المستقلة بنشر بعض التقارير ادت حتى الى اعتقال قسم منهم من كان داخل سوريا . طبعا هذا على سبيل المثال لا الحصرلانه حال البلدان الاخرى ليست مختلفة وان بعض البلدان العربية الى الان لا تعطي حق الترشيح بل تصويت للمرأة للمشاركة في الانتخابات . وفي السنوات الاخيرة صحيح توجد وعود في بعض بلدان الخليج بان يتم اعطاء الحق في اواخر هذا العقد . هذا ان تم العمل بهذا القرار. وفي الحالة السياسية العربية هناك غالبا الذي يتبوأ السلطة ويصبح هو الوطن ورمزه المقدس وكل من يطرح شيئا مخالفا يتم توجيه تهمة الخيانة اليه بدون تردد لذا نرى كثيرا ان المعارضة في البلدان العربية لابد ان تعاني من الاعتقالات وتبقى في السجون .وان السلطات العربية على الاغلب لاتحبذ وجود منظمات حقوق الانسان المستقلة عن سلطتها وتحاول ان تكون كل المؤسسات المدنية والاحزاب السياسية ان تدور في فلكها والا فهي خارجة عن النظام .
اما بالنظر الى الحالة الاجتماعية والمستوى الفكري داخل المجتمعات سنرى قصورا كبيرا في مجال الحرية وعددا كبيرا من المحظورات التي تقيد حرية الانسان - الفرد- المرأة وبالتالي تقيد المجتمع . الذي يبقى يتخبط بحالة من التخلف والجهل وبحكم اضطهاد السلطة السياسية للانسان نراه قد وصل الى حالة يشك بقدرته على تحقيق ارادته الحرة ويجد انها ضرب من الخيال وكانه اذا قام بمحاولة لاكتشاف الجديد والسعي لاجل تحقيقه سيكون له نتائج اكثر سلبية عليه ويتصور بان المستقبل لن يكون افضل من الحاضر لذلك ليس عليه سوى ان يكون راضيا بقدره الحاضر .
اذا فالمسالة داخل بنية المجتمع بحاجة الى معالجة حقيقية وهذا لايتم فقط بسبب بعض القوانين التي تمنح الحقوق والحريات ولاتطبق . ففي البداية يجب تحرير العقول من الافكار التي تكبل ارادة الانسان وتجعله يتخبط في دوامة القدر البائس . فبدون تحرير العقول واستيعاب مفهوم الحرية وبدون الوصول الى حالة نظرية من الفكر تدعو وتثقف الانسان في المجتمعات العربية بشكل صحيح لايمكن ان يكسب الارادة ليحقق بناءا جادا وسليما داخل المجتمع.
بالطبع حيث نفكر بموضوع الحرية لايسعنا الا ان نذكر نصف المجتمع المسلوب وحريته منذ الاف السنين . وبهذا الخصوص فان موضوع حرية المراة بحد ذاته يشكل نقطة النواة في تحقيق حالة الحرية ضمن المجتمعات العربية . وبقدر ما تتحقق مستويات من الحرية للمراة وبقدر ما تكون المراة فعالة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية و...الخ حينها فقط يمكن للمجتمع ان يتباهى بمستوى راق من الحرية وحينها يكون قادرا على تحقيق التنمية والتطور في كافة المجالات . بطبيعة الحال فان موضوع الحرية في مضمونه كلّ متكامل ولايمكن التغاضي عن جزء منه والادعاء بانه توجد نوع من الحرية في مجتمعاتنا .
ان عصرنا الذي نعيشه والتطورات العلمية والتقنية المتحققة فيه تفتح الابواب واسعة امام المجتمعات لتكون اقرب الى تحقيق حرياتها وتطوير ذاتها على كافة المستويات . ويبقى فقط ان نكون جادين في طروحاتنا وان نعمل لاجل مستقبل مشرق وبهذا المعنى فان انتقاد الماضي والحاضر وتقييمه بشكل صحيح سيكون له دور اكبر في تحقيق التنوير الفكري ومرتبطا بها تحقيق الاصلاح والنهوض بواقع المجتمع وايصاله الى درجة من الرقي والتقدم الذي يتخذ من الحرية اساسا له .



#احمد_حسن___شاهوز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...
- محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد -ال ...
- مظاهرات احتجاجية بمدن وعواصم أوروبية رفضا لحرب غزة
- لافروف ينقل رسالة من بوتين إلى كيم جونغ أون.. ماذا جاء فيها؟ ...
- اختطاف وقتل.. جريمة مروعة تودي بحياة رياضي مشهور في البرازيل ...
- مسؤول إسرائيلي كبير يوجه -رسالة تهديد- إلى تركيا بسبب إف-35 ...
- طهران تضع شرطا قبل العودة للمحادثات النووية مع واشنطن
- الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
- تحقيق أولي يكشف ما حدث قبل تحطم الطائرة الهندية بلحظات


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد حسن _ شاهوز - الحرية والخطاب العربي