أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - حتمية التغيير .. سورياً















المزيد.....

حتمية التغيير .. سورياً


احمد حسن _ شاهوز

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهوز حسن
التغيير يصبح حتميا يوما بعد آخر، ولكن التغيير لا يتم فقط بتبديل السلطة الفلانية بأخرى مشابهة لها وحتى إن حدث هذا أي إذا تم إنهاء حكم عائلة أو حزب في بلد ما فلا يعني ذلك انه بالضرورة سوف تخلف بديلا أكثر ديمقراطية أو عدالة إلا إذا تم خوض النضال الحقيقي في هذا المجال وإذا تبلورت أفكار جديدة بين صفوف المشاركين في الانتفاضات الشعبية والثورات القائمة في المنطقة. من هذه الجانب علينا التأكيد على انه من الضرورة أن تحدث تغييرات كبيرة جدا وفي مجالات عدة بدأً من الذهنية التي تسير عليها الأحزاب والحركات والمنظمات التي تدعي أنها تقود المجتمع أو أنها تطمح لتكون كذلك، ولكن إذا أردت إن تحكم كما كان في السابق وان تفرض نفس العقلية ونفس المناهج البعيدة عن الروح الديمقراطية فهذا لا يعني التغيير بل انه من الممكن جدا أن يشكل طريقا نحو الأسوء.
السعي من اجل التطور والتغيير والحرية دائما هدف نبيل وتطمح إليه الشعوب ولكن إذا تحول هذا إلى صراع وفق مساعي البعض للسيطرة وفرض الذات والتسلط على الآخر وإنكار وجوده وتهميشه فهذا يخلق الكثير من المشاكل والقضايا ضمن المجتمع التي تستوجب المعالجة السليمة إعادة مراجعة للذات والآخر وفق ذلك.
جميعنا مؤمن بحتمية التغيير في سوريا ولكن هذا التغيير لن يكون سهل المنال أبدا حيث انه هناك اختلافات كثيرة في الرؤى والاتجاهات إلى جانب التلاعب من قبل البعض على أوراق خطيرة تزرع الفتنة والتفرقة بين الشعوب التي تعيش معا على هذه الجغرافية الخيرة والمعطاءة. وأهم موضوع يجب بحثه في هذا المجال هو ما هي المشاريع والأطروحات التي يمكن أن تتفق عليها كافة الأطراف وان تعمل معا لأجل الوصول إلى نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات ويكفل الأمن للجميع ويحقق الرفاهية والسعادة ضمن المجتمع.
فحسب ملاحظتي لكافة النقاشات الدائرة لحد الآن مما يثار في المؤتمرات التي تعقد في الداخل والخارج وأيضا ما يثار في وسائل الاعلام من قبل كافة الأطراف التي يعبر كل واحد منها عن اتجاه وفكرة مختلفة عن الأخرى أجد انه هناك ثلاثة تقربات ضمن المعارضة السورية. إسلامي وقومي وديمقراطي.
التوجه الإسلامي السوري يحتوي على القومي ايضا ولكنه على الأكثر يركز على الإسلامي ويرفض الآخر ويصر على حكم الأكثرية قوميا وعلى أن يكون الحكم للإسلام السياسي بالدرجة الأولى ولهذا فهم منفتحون أكثر على تأجيج نار الطائفية والمذهبية وبهذا يتحدون مع النظام الذي يتهمونه بأنه طائفي ومذهبي وما إلى ذلك أي أنهم يصرون على الانتقام الجماعي ولا يستهدفون السلطة فقط من هذا الجانب بل يحاولون منذ الآن فرض تحكمهم على الجميع من خلال الاستقواء بتركيا التي تستند ايضا إلى نظام حكم الإسلام السياسي التابع لأمريكا وبهذا يكون موقعهم إلى جانب التدخل الخارجي وان تقوم تلك القوى بإهدائهم السلطة بعد سقوط النظام وكل مشاريعهم ومخططاتهم تشير إلى هذا الأمر. لكنهم لا يمكن أن ينجحوا من خلال هذا التصرف في فرض تحكمهم على الآخرين حيث انه دعك من كل شيء فان سوريا بلد متعدد الإثنيات والطوائف والمذاهب ولا يمكن أن يتم حل قضاياها بهذا التصرف البعيد عن روح العصر ولا يمكنه أن يأتي بالحرية والسلام للبلاد ومن جانب أخر يخدمون السلطة بأطروحاتهم التي تعزف على وتر الطائفية والمذهبية والسلطة بحاجة إلى مثل هذا الأمر لكي تخيف الناس بأنه بعدهم سيكون الطوفان وفي هذا الجانب السلطة والتيار الإسلامي المتعصب يكملان بعضهما بعضا ويخلقون الحجج والذرائع للبعض لكي تدخل البلاد إلى نفق مظلم لا مخرج منه وسوف تكون نتائجه وخيمة على الجميع.
التيار القومي يصر على فرض إرادة الأكثرية على الأقيلة (من وجهة نظرهم لأن هذه المصطلحات موضوع نقاش) ويعمل على اعتبارها غير موجود ة ويختلف هذا التيار مع الإسلاميين بأنه يحتوي ايضا على أطراف تحسب ذاتها علمانية وغير محسوبة على التيار الديني، لكن سوريا الدولة والمجتمع أصلا تعاني من نظام الحكم الأحادي القومجي الضيق الذي ينكر الآخر ويلغي إرادته ويعمل على تصفيته ولهذا استحدثت هذه السلطة إعداد غفيرة من الأجهزة الأمنية لتقمع بها شعوب سوريا. ما يمكن ملاحظته انه حتمية التغيير ستكون بالدرجة الأولى من نصيب هؤلاء لأنهم مهما كانت قوتهم لا يمكنهم تحقيق شكل حكم سياسي أرقى من حكم البعث الحالي الذي ما يزال يظهر نفسه الممانع والمقاوم ويرفع شعار الوحدة العربية التي لا يمكن أن تكون حقيقة بهذا العقلية الضيقة لأنه لأجل تحقيق الوحدة يتطلب أن تراعي خصوصيات الآخر وان يكون هناك إجماع واتفاق على العموميات ولكن عمليا منذ تأسيس (الدولة) العربية لم تتمكن من تحمل خصوصيات العربي في الجانب الآخر من الحدود لأي دولة كانت وأساسا هناك صراع داخلي على فرض الهيمنة والتسلط على عموم الشعوب بذريعة انه الأكثر تطرفا قوميا ولهذا عمليا أكثر الحركات القومجية العربية لم تحقق أي من شعاراتها وتحولت دائما إلى وسيلة تسلط على رقاب الشعوب التي تعيش ضمن هذه الأوطان. الفشل الحالي لكافة الأنظمة العربية يكمن في منطلقاتها وذهنيتها التي تسعى إلى التسلط باسم القومية واكبر فشل للفكرة القومجية العربية يظهر على حقيقته في التوجه الناصري والبعثي الذين يمثلان اكبر نموذجيين. رغم الآمال الكثيرة التي زرعوها في أذهان الشعب إلا إنهما فشلا في تحقيق الأهداف التي نادوا بها وبدلا من تحقيق الوحدة الوطنية سواء على مستوى البلد أو على مستوى المنطقة العربية ككل. أكثر شيء برعوا فيه هو التسلط والقمع والتجويع والترهيب ورفض الآخر حتى إن كان من أبناء جلدته وبدلا من أن يحققوا أية حلول للقضايا العالقة في بلدانهم إلا أنهم عمقوها أكثر وأوصلوا شعوبهم إلى مستوى الإحباط الروحي والذهني والنفسي.
التيار الثالث هو التيار الديمقراطي وهذا التيار غير واضح المعالم ويتخبط أحيانا لأنه حديث، ولم يحقق اتفاقه بشكل جيد ولكنه موجود وأحيانا يظهر على مستوى أحادي وأحيانا على مستوى ثقافي وأحيانا يتم الالتقاء معا ولكن بسبب الضغط الكثيف القومي والديني يظهر لديهم أحيانا عدم تجانس في الروئ. فتجد بعضا منهم يتحد مع القومي في بعض الأحيان ويختلف عنهم في أحيان أخرى وتراهم يرون بضرورة التعاون مع الجميع حتى الإسلامي المتطرف بحجة إننا جميعا أطراف في الانتفاضة ولكن علينا جميعا أن نعرف أن الأحقية هي في يد التيار الديمقراطي وعليه إن يحقق مستوى عملي جامع وان يتمكن من استدراج القومي والإسلامي إلى الخط الديمقراطي لأنه يمثل الطريق الأمثل لحل كافة القضايا العالقة في هذا البلد وليس أن يُستدرج إلى نهجهم الذي يفتت هذا المجتمع والوطن. فالتيار الديمقراطي منفتح على الجميع ولكن التيارات الأخرى منغلقة على ذاتها وان أمكن أن يتحقق حوار فهذا ممكن في أجواء ديمقراطية ولهذا فان الجهد الأكبر يقع على عاتق هذا التيار لهذا يتطلب منه أن يكون واثقا من ذاته لأنه يملك خصوصية جامعة للكل ويؤمن بالاختلاف والتنوع وبعيد عن التعصب ويناقش كافة الأمور بروية ودراية بالحقائق.
فيما يتعلق بالوضع الكردي لا يمكن أن يكون ضمن أي تيار أخر غير التيار الديمقراطي بل أنهم بأطروحاتهم وسعيهم لأجل حل القضية الكردية في سوريا سيكونون الرائدين والطليعة لهذا التيار ومن هذا الجانب عليهم أن يوحدوا كلمتهم بشكل ديمقراطي ليتمكنوا من أداء دورهم على المستوى العام وان لا يصبحوا آلة للآخر بأي شكل كان.



#احمد_حسن___شاهوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات كردية!
- ربيع الشعوب
- تركيا- شرطي لحلف الناتو
- الحل الديمقراطي ... محظور!!
- القضية ... حريتي
- المرأة ... القوانين .. الوعي الاجتماعي
- الديمقراطية والفوضى
- خيارات تركيا : الفاشية أم الديمقراطية ؟
- إستراتيجية اللا حل التركية
- الى الأمام لمستقبل واعد
- المواطنة الحرة
- التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق
- القضية الكردية بين الحلول والتحديات
- العقد الاجتماعي
- توسيع دائرة الصراع
- الديمقراطية خيار استراتيجي للمستقبل
- الحرية والخطاب العربي


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - حتمية التغيير .. سورياً