محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 10:33
المحور:
المجتمع المدني
انحني لكم احتراما وانتم تشعلون شموع النور في ساحة الطيران اليوم.
اقف بين اياديكم اجلالا وانتم تحاولون استرجاع كرامة هذا الوطن.
اسجل لكم قدسية قطرات العرق وهي تنزعلى وجوهكم منذ خمسة ايام.
لاشيء اطهر من تراب هذا الوطن فيكم ولا اغلى من ملحه بين اصابعكم ولا ابهى من سمرة الجنوب في وجوهكم.
منذ ايام وانتم تحاصرون كل سيوف البغي والدعارة باعتصامكم في هذه الساحة.
لم يأمركم حزب ولا دعاكم احد الملالي ولا رشاكم من سرق المصارف في عمان وشارع الرشيد بحفنة دولارات ولم يحاضر فيكم من كان بالامس يسب اللصوص والسّراق بل دعاكم هوى" الشرجي" في البصرة ونسمات "العذيبي" في اربيل.
لستم في عمر الزهور كما قالوا عنكم بل انتم رأس الحكمة وعنفوان العراق كما عهدناه.. عراق قالوا فيه:
لاتعجبنّ من عراقي رأيت له .... بحرا من العلم او كنزا من الادب.
قطعوا عنكم المياه وحجبوا عن اطفالكم الكهرباء واجبروكم على اكل باقة بصل تسدون بها رمقكم وسدّوا باصابعهم فوهات النفط ليديروها الى جيوبهم ولم يسمعوا منذ عشرات السنين صرخة الصافي النجفي:
والنفط يجري في العراق ومالنا ... ليلا سوى ضوء النجوم سراج.
كانت بآذانهم صمم فلم يسمعوه ولكن الليل يوشك ان ينحني امام نور الفجر وانتم نوره الساطع.
قبل يومين اهتزت كروش المنطقة الخضراء وتعالت بيانات الدعم واسناد هؤلاء الشباب الغلابى.. هؤلاء المساكين الذين لايريدون سوى ميغاواط يتيم من الكهرباء وافطارا بماء بارد رقراق.
لا ايها السادة لايريدون كهربائكم فقد اشعلوا الشموع بحرارة وجدانهم ووميض اعينهم ودفء قلوبهم ولا يريدون مياهكم الباردة فقد تعودوا على مياه"المج" التي تتسرب الى نهر العشار كل يوم ولا يريدون لحوم دجاجكم فعندهم تمرة البرحي اهنأ عليهم من غصة قطعة لحم مذبوحة بالحلال الكربلائي.
لا ايها السادة لن يطول بكم البقاء طويلا بيننا ولا تنفع كل اعواد البخور في العالم في ازالة عفونتكم ورائحة"لعابكم" وانتم تقعون في ملاهي بيروت.
لم يبق من الحبل الا اقصره وكما حبل الكذب قصير فان حبل النهب اقصر منه ولا يغرنكم ما جنيتموه فانه الى زوال وسيبقى عرق السوس هو الاكثر حلاوة رغم مرارته.
هؤلاء الشباب يحملون اليوم اكفانهم بايديهم، بيضاء ناصعة مثل قلوبهم وقيمهم واخلاقهم، انهم شباب ساحة الطيران في البصرة وشباب الحرية في ساحة التحرير.
لكم منّا كل الحب يااصحاب الشهامة وياليتنا نمد شراييننا نحوكم ونغني معكم
كل الاغاني انتهت الا اغاني الناس .
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟